"آدم ومشمش" محتوى يعلم أساسيات اللغة العربية بطرق مبتكرة

Untitled-1
Untitled-1
ديمة محبوبة عمان- "بعد إنجاب طفلي آدم لاحظت وزوجي إبراهيم أن حديثنا معه باللغة الانجليزية أمر يستدعي الوقوف عنده ومعالجته، خصوصا أن صغيري لا ينطق بالعربية، ويجدها صعبة، ما جعلنا نعزم على تغيير النهج وتعليمه اللغة العربية"، بهذه الكلمات بدأت الوالدة لمى رواية قصة مشروعها "آدم ومشمش". تشرح والدة آدم بداية الفكرة، قائلة "تابعت وزوجي البرامج التي تبث عبر محطات التلفاز، وتعلم اللغة العربية للطفل، وللأسف لم نجد المضمون والمحتوى الشيق كما في اللغة الانجليزية"، مضيفة "وكذلك بحثت عن الأغاني التعليمية باللغة العربية والموجهة للطفل، وكانت تقليدية وتفتقر للابتكار، بعكس الأغاني الأجنبية". وعليه قررت أم آدم بمساعدة شقيقتها البدء بتأليف بعض الأغاني وتلحينها من أجل آدم، وهكذا قمنا بتنفيذ فكرة "آدم ومشمش"، ومن ثم كبر هذا المشروع بهدف نشره، لكي يصل إلى باقي الأطفال في أنحاء العالم. وتبين والدة آدم أن هذا المشروع يعد بمثابة محتوى أفلام كرتوني تعليمي يرتكز على الموسيقى بشكل كبير كوسيلة فعالة وممتعة للتعلم وحب اللغة العربية. أما الفئة العمرية المستفيدة من هذا المشروع فهي من عمر (0-5 أعوام)، إلا أن مجال الاستمتاع مفتوح لجميع الأعمار. وتضيف "يتراوح طول الحلقات بين دقيقة وثلاث دقائق، وتقدم كل حلقة موضوعا مختلفا كالأبجدية والأرقام والأشكال والآلات الموسيقية وغيرها". وتستذكر أن آدم عندما كان بعمر العامين، كان مغامرا ومفعما بالحيوية، يحب الركض واللعب واستكشاف العالم من حوله، وفي كل ليلة عندما يخلد إلى النوم، يقوم بمعانقة صديقه المفضل "مشمش" اللعبة المحشوة التي ترافقه في كل مكان. وفي كل ليلة، تدب الحياة في هذه اللعبة لتبدأ مغامرات الصديقين في عالم الأحلام. وتشرح عنه، أن مغامراتهما كانت أحيانا في الغابة يتعرفان على الحيوانات، مرة في عالم البحر، وأخرى في عالم الأشكال والمجسمات، ما زاد سعادتها وولدها في متابعة هذه الحلقات ولمست فهم صغيرها اللغة العربية، كما أن هذا المشروع حظي بالانتشار. وتلفت إلى أن الجيل الجديد من الأطفال العرب لا يتحدثون لغتهم العربية، ويجدون صعوبة في ذلك، جراء اهتمام الأهالي بلغات العالم أكثر، لدرجة أن من يصادفهم في حديقة أو مركز تجاري، سيلاحظ أنهم يتحدثون إلى أمهاتهم وآبائهم باللغة الإنجليزية بدلا من العربية، والحديث عن فئة كبيرة بعيدا عن التعميم. وتؤكد أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو نوع المحتوى الذي يستهلكونه، سواء عبر الإنترنت أو على التلفزيون أو من خلال الكتب والموسيقى. وتؤكد أنها نجحت في عدم ابتعاد آدم عن لغته الأم، التي من المهم جدا تعلمها، فهو طفل عربي وإن كانت، على حد تعبيرها، من المغتربين في دول الخليج، أو في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن لغته الأم مهمة جدا، لذلك بدأت وزوجها بالبحث عن محتوى عربي شيق، فلم يجدا ما يطمحان إليه من مادة عربية بمستوى رفيع، كما هو الحال في المحتوى الإنجليزي. لذلك لم يتفاعل ابنهما آدم مع ما هو موجود ومتاح باللغة العربية. فما كان منهما سوى المبادرة بمشروع يقدم اللغة العربية بأسلوب غنائي موسيقي جذاب، وهو المشروع الذي عملت معهما به شقيقتها، فبدؤوا جميعهم بتأليف الأغاني لمساعدة آدم على تعلم الأبجدية العربية، والأرقام، والأشكال، والألوان، فكانت استجابته رائعة، إذ تمكن من التقاط الكلمات، وترداد ما استمع إليه بسرور كبير. ورغبة منهم في تعميم الفائدة على الأطفال العرب جميعهم، قرروا إنشاء قناة "يوتيوب" نشروا أغانيهم من خلالها، وبدؤوا خطوة خطوة من خلال إنشاء علامة تجارية للرسوم المتحركة تسمى "آدم ومشمش"، التي تتمتع بشخصيات ممتعة، وملونة، وجذابة قادرة على جذب انتباه الأطفال إليها. وتبين والدة آدم "بفضل دعم مؤسسة عبد الحميد شومان، تمكنا من إنشاء أكثر من 57 حلقة وحظيت بـ12 مليون مشاهدة على قناتنا من أكثر من 50 دولة حول العالم"، وقد أثبتوا أنفسهم مصدرا موثوقا لتعليم اللغة العربية في مرحلة عمرية مبكرة من حياة الطفل. وبمرور الوقت، طوروا أنفسهم وأصبحوا يستضيفون الحفلات الموسيقية، والمسرحيات التي استقطبت عددا كبيرا من الأطفال. في خطوة جديدة أخرى، وبعد تقديمهم دروسا تفاعلية ناجحة في اللغة العربية للأطفال، قرروا إنشاء منهج رسمي لـ"آدم ومشمش" بمساعدة خبراء وشركاء من "إيديونوشن" المختصين بتعليم اللغة في غضون بضعة أشهر، وهو ما يتم العمل عليه من خلال خمسة وأربعين درسا. وتضيف الأم، الأساسيات التي يحتاجها الطفل موزعة على عشرة مواضيع من خلال تطبيق الهاتف المحمول الخاص بهم، الذي سيتضمن مجموعة من الكتب، والقصص، والأغاني، وحلقات الرسوم المتحركة، ومجموعة من الأنشطة التفاعلية، وغيرها الكثير، بما في ذلك التخطيط لبرنامج تدريبي للمعلمين في جميع أنحاء العالم، لمساعدتهم على تقديم الفصول الدراسية نفسها التي كانوا يقدمونها في الأردن إلى أي عائلة عربية في أي مكان بتوجيه من خبراء من ذوي الكفاءات. "طموحنا كبير، مع إيمان بأننا بغنى عن استيراد محتوى من الغرب لأطفالنا، وأننا قادرون على تشكيل محتوانا الخاص بأنفسنا، ووضعنا علاماتنا التجارية الدولية التي لا تقل في جودتها عن أي محتوى غربي نستهلكه"، وفق والدة آدم. ويذكر أن مشروع "آدم ومشمش" تحتضنه حاضنة أعمال مؤسسة إنجاز mySTARTUP ضمن برنامج "دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن (LEAP)" المدعوم من الحكومة الكندية.اضافة اعلان