أبوالغيط يقدم تسوية الأزمة على عودة دمشق للجامعة

2yt1vypy
2yt1vypy

القاهرة - جددت جامعة الدول العربية تأكيدها على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية دون إشارة واضحة حول استعادة دمشق لعضويتها في الجامعة في الوقت الذي يزداد فيه الانفتاح العربي على سورية بعد قطيعة دبلوماسية رافقت سنوات الحرب الأهلية التي اندلعت في مارس/آذار 2011.اضافة اعلان
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط خلال مباحثات مع المبعوث الأممي الجديد الخاص إلى سورية غير بيدرسون على مسألة إيجاد حل ينهي الأزمة ويحفظ وحدة الأراضي السورية وفقا لما نشره على لسانه موقع "ميدل ايست انلاين".
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، أي بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في سورية، اتخذت الجامعة العربية قرارا بتعليق عضوية دمشق مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على النظام، مطالبة الجيش السوري بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية في بيان إن اللقاء "شهد تبادلا موسعا لوجهات النظر حول آخر تطورات الأزمة السورية، حيث استعرض الأمين العام (أبوالغيط) أهم عناصر موقف الجامعة العربية تجاه الأزمة من واقع القرارات الصادرة عنها منذ العام 2011".
وأضاف البيان أن أبوالغيط جدد التأكيد "على محورية دور الجامعة في التعامل مع الأزمة باعتبار أنها تتعلق أولا وأخيرا بدولة عربية وأيضا على أهمية التوصل إلى حل سلمي للأزمة يلبي طموحات وتطلعات كافة أبناء الشعب السوري ويحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية".
وشدد أبو الغيط، حسب البيان على "أهمية العمل على وقف التدخلات الدولية والإقليمية التي تلقي بتبعات وتداعيات سلبية على مسار" التسوية في سورية، معتبرا أن "هذه التدخلات لعبت دورا رئيسيا في إطالة أمد الأزمة"، من دون أن يوضح الأطراف التي يقصدها.
وتعاني دمشق عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع النزاع فيها في مارس/اذار 2011، تجلت خصوصا في إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها في سوريا.
والجدل قائم حاليا بشأن عودة سورية خصوصا بعدما رجحت كفة القوات التابعة للنظام على الأرض، مع استعادتها مناطق كبيرة من المسلحين المتطرفين والمعارضين.
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي الذي تستضيف بلاده القمة العربية السنوية في 31 مارس/اذار 2019، السبت إن "المكان الطبيعي" لسورية هو داخل جامعة الدول العربية.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة التونسية "موضوع عودة سورية للجامعة العربية قرار يأخذه العرب في اجتماعاتهم المقبلة وهم من يقرر كيفية رجوعها ومتى ترجع، وبأي صفة".
وقال لافروف الذي يقوم بجولة بدول المغرب العربي، إنه دعا المسؤولين في تونس والجزائر والمغرب إلى دعم عودة سورية لعضوية الجامعة العربية.
ودعا العراق ولبنان إلى عودة سورية إلى الجامعة العربية، كما أعادت الإمارات في ديسمبر/كانون الأول 2018 فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012، فيما يبدو أن السعودية ما تزال مترددة بشأن تطبيع العلاقات مع سورية واستعادة دمشق عضويتها في الجامعة.
ويرجح أن عددا قليلا من الدول العربية مايزال يعارض أو يتحفظ على عودة سورية إلى الجامعة العربية.
وكانت الإمارات قد أوضحت أن إعادة فتح سفارتها في دمشق جاء بعد دراسة وتقييم للوضع في سورية.
ويفترض التعامل بواقعية سياسية مع تطورات الأوضاع في سورية ليس لجهة دعم النظام بقدر ما هو تحصين للساحة السورية من التغول الإيراني التركي في المنطقة.
وسبق للدول العربية أن تخلت عن الساحة العراقية بعد الغزو الأميركي واسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين وكانت النتيجة أن استباحت إيران سيادة العراق ومؤسساته وتغلغلت في مفاصل الدولة وارتهنت سيادته اقتصاديا وسياسيا.
ويرى محللون أن الخطأ ذاته تكرر في سورية حيث أن القطيعة مع دمشق ونظامها سمح لإيران ولتركيا بتعزيز نفوذهما وان اختلفت أهدافهما.
وكان يفترض أيضا أن تلقي جامعة الدول العربية بثقلها في حلّ الأزمة السورية إلا أنها أفسحت المجال للقوى الإقليمية والدولية لرسم ملامح التسوية آخذة في اعتباراتها تأمين مصالحها ونفوذها.
واستفادت تركيا وإيران وروسيا من هذا الفراغ لتصبح بذلك الأطراف الأكثر ثقلا في معادلة التسوية، فيما غابت الدول العربية رغم جهود محدودة لبعضها.-(وكالات)