أبو لبن يحاضر حول فلسفة "كانط" الجمالية وأثرها في الفن التشكيلي

جانب من المحاضرة - (من المصدر)
جانب من المحاضرة - (من المصدر)
عزيزة علي عمان - عقدت الجمعية الفلسفية الأردنية، أول من أمس، محاضرة بعنوان "فلسفة كانط الجمالية وأثرها في الفن التشكيلي"، ألقاها أستاذ الفنون في الجامعة الأردنية الفنان والناقد التشكيلي الأردني غسان أبو لبن، وأدارها حسان بدوان. وقال أبو لبن، في المحاضرة التي عقدت في مقر الجمعية وجاهيا وضمن ضوابط وزارة الصحة "ما يزال الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، ورغم مرور أكثر من مائتي عام على نظرياته المعرفية والنقدية والجمالية، يملك التأثير الواسع في المعالجات النقدية التي تسعى لتفسير المادة الجمالية التي يتعامل معها الفن بأنواعه، وعلى وجه الخصوص هنا، الفن التشكيلي؛ حيث إن مجال الفنون البصرية يتبع في تحليلاته الجمالية والنقدية والتاريخية لنظرية المعرفة، التي يعد كانط من أهم منظريها وفلاسفتها، نجد أن الفنون التشكيلية تتأثر إلى حد كبير بهذا التنظير الفلسفي وتسعى لإقامة توازن نظري وتطبيقي يقدم للبعد الجمالي وللبعد الشكلي البصري محتوى يحوز على القبول ويبرر مساعيه في التطور والاختلاف". "كانط"، كما أشار أبو لبن، له السبق في طرح مفهوم الفن للفن، مبينا أن هذا المفهوم أثار الكثير من الجدل في الأوساط الفنية منذ نهايات القرن الثامن عشر وما يزال، وهو من النظريات النقدية المتبعة في تفسير الأعمال الفنية والظاهرة الجمالية التي أفرزت العديد من الحركات التشكيلية والأساليب الفنية التي ظهرت في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. ورأى المحاضر أن هذا المفهوم ما يزال حاضرا حتى عصرنا الحالي، بالأوساط التشكيلية في العالم، ولقد ذهب الكثير من الفنانين المعاصرين إلى حدود غير مسبوقة بأن الفن هو محض أفكار أو صور ليس بالضرورة أن يكون لها تفسير أو منطق أو دلالة أو مرجعية يمكن الاستناد إليها لمحاولة الفهم، وأن كل مختلف هو فن. لقد وصف "كانط"، الجمال، بأنه لا يهدف لأن يكون له فائدة، وكما قال أبو لبن: "بل إن الفن هو محض حالة روحية للتواصل بين الناس والكون، فالجمال هو حالة من التهذيب النفسي، والتأمل الكوني في الطبيعة والذات، وهذا الخطاب ينادي به الكثير من النقاد الذين يدافعون عن حالات تشكيلية لم تمتلك الشروط الفنية التقليدية بالمفهومين النقدي والتاريخي، وتسعى لتحصل على القبول من الوسط الفني وأن تكون جزءاً من السياق التاريخي للفن التشكيلي". وأشار المحاضر الى أن بعض الفنانين تبنوا كثيرا من أفكار "كانط"، وكانت دافعاً مؤثراً لتطوير معالجات فنية طرحت حلولاً بصرية وإبداعية جديدة وفتحت آفاقاً لم تكن متاحة من قبل للتجريب دون حدود، وكانت لها نهايات إبداعية مهمة في كثير من الأحيان ونهايات مخيبة للآمال وغير مسؤولة أحياناً أخرى. وقد عرض أبو لبن أطروحات "كانط"، الجمالية والفنية وتطبيقاتها التشكيلية التي أسهمت في إحداث فروقات مهمة على مستوى التنظير النقدي والجمالي وأيضاً على مستوى العمل الفني المنتج، وأثارت كذلك نزعة التفكير النقدي لدى مجموعة من الفنانين الساعين نحو الخلاص من قيود الفن التقليدي والذهاب نحو مساحة خالية من المرجعيات ومن الحكم المسبق المشروط على العمل الفني. يذكر أن غسان أبو لبن ناقد وفنان تشكيلي أردني درس في جامعة اليرموك وعمل كمحاضر متفرغ في الجامعة الأردنية، درس في كلية الفنون الجميلة بجامعة اليرموك، وبعد تخرجه في العام 1987، أقام معرضه الأول في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، وقد فاز الفنان غسان أبو لبن بالجائزة الأولى في مسابقة فن الشباب التي أقامها المركز الثقافي الاسباني في العام 1988 في عمان.اضافة اعلان