أخيرا اتحاد طلبة في الجامعة الأردنية

لا ندري كيف وعلى أي مستوى انحسم اخيرا القرار بانتخابات كاملة لـ"اتحاد طلبة" للجامعة الأردنية، فقد بدا لبعض الوقت أن هذا من المحرمات، واستمرت لسنوات طويلة انتخابات نصفية فقط لـ"مجالس الطلبة".

اضافة اعلان

في حواره مع طلبة الجامعة كانت العبارات المواربة من د. خالد الكركي كأنها تلمح الى معركة بطولية خاضها لانتزاع مشروع "اتحاد الطلبة"، وبانتخابات كاملة وحرة، فقال: "أيها الطلبة, كونوا أحرارا ولا تنجحوا وأنتم عبيد.. من أجل هذه الحرية أنني أراهن على موقعي بينكم". ثم وازن هذا الانحياز القوي بتحذيرات ووعيد لا يقلّ قوّة من التحزب قائلا: الجامعة مركز علم، وليست مركز دعوة، والذي يريد أن يعمل في الدعوة فليخرج خارج الجامعة، ومن أراد الانضمام الى الأحزاب فهي خارج الجامعة. 

رهاب الأحزاب هذا لم يعد مبررا. وأستطيع طمأنة الرئيس أن لا خوف من الاحزاب، فحالها معلوم، ولا يبدو لي أن جمهور الطلبة يتفلت ليصبح حزبيا ويا ليته كذلك. لكننا في زمن مختلف تماما، والمحذور الوحيد حقا هذه الايام هو النزاعات العشائرية، وآخر انتخابات في الجامعة جرت على اساس قبلي وجهوي، وتزينت الجامعة بيافطات لكل عشيرة تهنئ ابناءها الفائزين!

وقد حذر د. الكركي من هذه الظاهرة ايضا، لكن لا ادري ما هي استراتيجية الجامعة أو تعليمات الاتحاد لمواجهتها. فبالنسبة للأحزاب, وخصوصا اليسارية, فبعد سنوات من الحصار بات وجود مثقف مُسيَّس بين الطلبة، ولا أقول ناشطا حزبيا، عملة نادرة جدا, وهذا ليس مما يُفخر به، لكن كيف يمكن مواجهة الممارسات والانقسامات والانتخابات على اساس عشائري؟

القضيّة تجاوزت كثيرا المسألة الحزبية، فتخلف البيئة الجامعية بات مروعا، وقد كانت الجامعة ذات يوم قليلة العدد تضم النخبة المنوعة من كل ابناء البلد، ثم توسعت كثيرا بالعدد مع سياسات اقصائية للسياسة والثقافة والتنوير، فأصبحت الجامعة مرتعا لكل أمراض المجتمع وللتخلف الثقافي.

هذا حديث آخر طويل. المهم أن الرئيس وعد بقوّة بانتخابات حرّة دون اي تدخل. وقال إن قرار الرئيس مقيد، فلا يمكن ان يتم تغيير أي من التعليمات إلا بموافقة مجلس الجامعة، الذي يتألف من ستين شخصية أكاديمية، وقد نُزعت من رئيس الجامعة سائر الصلاحيات التي يمكن أن تضايق الطلبة.

نأمل ان نرى هذا الالتزام يتحقق، ونأمل أن نرى مشاركة طلابية واسعة وحماسية.

[email protected]