"أركض".. مدونة متخصصة تروي قصص شباب وعدائين مع رياضة الركض

figuur-i
figuur-i

إبراهيم المبيضين

عمان - لم تكن أزمة كورونا، وما نجم عنها من إجراءات الحجر المنزلي وحظر التجول فترة من الفراغ من دون عمل مفيد على الجميع، فقد حفزت هذه الأزمة كثيرين لاستغلال الأفكار الإيجابية وتطويرها، والمضي في تنفيذها، فكما يقولون الفراغ عادة ما يولد الإبداع، وهو ما فعله الأردني مروان الريماوي عندما ركض لينفذ فكرته وهي مدونة تحمل اسم "أركض" انطلاقا من شغفه ومحبته وممارسته لهذه الرياضة التي تقول جميع الدراسات إن لها الأثر الكبير في تحسين حياة الناس وصحتهم.اضافة اعلان
الريماوي (يعمل في القطاع المصرفي)، لم يترك الحجر المنزلي في شهر آذار (مارس) يجلسه دون حراك ويهدر وقته مثل كثيرين بمتابعة أخبار كورونا أو الانغماس بشاشات الهواتف الذكية، وقضاء الوقت بالتسلية والترفيه، فقد تحرك وفكّر بإنشاء مدونة متخصصة برياضة الركض التي يحبها ويمارسها منذ أكثر من عامين.
في بداية الحجر المنزلي، كانت المدونة التي تحمل اسم "urkod.com" على الشبكة العنكبوتية، مجرد أفكار طبقها ونفذها الريماوي في شهر حزيران (يونيو) الماضي لتكون مدونة إلكترونية تقدم محتوى عربيا مفيدا عن رياضة الركض وممارستها وفوائدها وما يدور حولها، فضلا عن تميزها برواية قصص أشخاص عاديين أو عدائين متخصصين في هذه الرياضة وحكاياتهم اليومية مع هذه الرياضة بأسلوب القصة والرواية.
عن هذه المدونة، يقول الريماوي (الذي يحمل شهادة الماجستير في العلوم المصرفية وشهادة البكالوريوس في الاقتصاد)، إنها مدونة عربية تختص برياضة الركض، وجاءت لتعالج شح المحتوى العربي المتخصص بهذه الرياضة ولتجمع المحتوى والمعلومات المتعلقة بها في منصة واحدة.
ويقول الريماوي: "إن المصادر والمعلومات التي تتوفر على شبكة الانترنت، وتتناول رياضة الركض كانت كبيرة بشكل فاق تصوري بكثير؛ إذ لم أكن أعلم أن وراء هذه الرياضة الكثير من العلم الذي يساعد على تحسين الأداء وزيادة قدرة التحمل والسرعة لدى الفرد، ومن هنا فكرت بأن أشارك ولو جزءاً يسيراً من هذه المعلومات مع أفراد مجتمعنا العربي بشكل عام، والأردني بشكل خاص بعد أن أصبحت أمتلك جزءاً يسيراً من هذه المعلومات".
وعلاوة على ما سبق، يشير الريماوي الى أن فكرة مدونة "أركض" جاءت كذلك لعوامل أخرى عدة اجتمعت كلها في وقت واحد، ويقول: "بعد أن مر نحو عامين على ممارستي لرياضة الركض، وخلال فترة الحجر في ظل جائحة فيروس كورونا ووقت الفراغ الكبير الذي خلفته تلك الفترة، كنت أبحث عن أمر مفيد أشغل به وقتي، فبدأت بالفعل بكتابة قصتي مع رياضة الركض، وبعدها قررت أن أقوم ببناء هذه المدونة بهدف التعرف على كيفية بناء موقع على الانترنت وممارسة الكتابة".
ويضيف الريماوي: "بالفعل قررت إنشاء مدونة "أركض" بهدف مشاركة قصتي مع الركض مع أكبر عدد ممكن من الناس بهدف اطلاع أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع على أن ممارسة الرياضة بشكل عام والركض بشكل خاص هي أمر سهل لا يحتاج إلا لبعض الالتزام، كما بدأت بعد أن أنهيت قصتي الشخصية مع هذه الرياضة بتدوين قصص زملاء آخرين من أفراد المجموعة التي أركض معها بهدف تحفيز أناس آخرين للبدء بممارسة هذه الرياضة وجني فوائدها".
وعن بناء المدونة، يقول الريماوي إنه جاء بجهد شخصي وبمساعدة شقيقه الأصغر الذي يمتلك معرفة لا بأس بها في هذا المجال، ويوضح قائلا: "وبالرغم من أنني لم تكن لدي أي فكرة مسبقة عن كيفية بناء موقع على الانترنت، إلا أنني قمت ببنائها بمفردي مستعيناً بالمعلومات المتوفرة على مواقع الانترنت وموقع يوتيوب، وقد استغرق بناؤها نحو شهر تقريباً عند إطلاق النسخة الاولى منها في حزيران (يونيو) الماضي".
ورياضة الركض عظيمة الفوائد، فمن المعروف أن لها فوائد صحية وعقلية، فهي تساعد على الحماية من أمراض القلب، كما تساعد على التخلص من الضغوط النفسية، الهدوء وتحسين جودة النوم، كما أن لها أثرا إيجابيا جداً في تحسين المزاج، خصوصاً مع الاستمرار بها وملاحظة التغير في المظهر الخارجي للجسم، وكما يقولون "العقل السليم في الجسم السليم".
ويبين الريماوي، الذي يهوى كرة القدم والركض والتصوير، أنه يحلم أن تتطور هذه المدونة وتسهم بنشر ثقافتها في مجتمعاتنا العربية كما هي منتشرة في الدول الغربية.
ويقول: "يمكن للشخص أن يفكر في كثير من الأمور أثناء ممارسته رياضة الركض، كما يمكن له أن يجد الكثير من الأفكار الجيدة والخلاقة تماماً كما حدث مع أحد أبطال القصص التي قمت بنشرها على المدونة؛ حيث يتيح الركض الكثير من الوقت للتأمل والتفكر، كما أن ممارسة رياضة الركض قد تكون من أرخص الرياضات التي يمكن ممارستها؛ إذ إن كل ما ستحتاج إليه هو ملابس رياضية وحذاء رياضي مناسب للركض".
وعن الأفكار المستقبلية لتطوير المدونة، يقول الريماوي: "أطمح الى مشاركة أكبر قدر ممكن من المعلومات في مجال رياضة الركض مع أفراد المجتمع العربي".
ويؤكد أن المدونة تسعى الى سرد وتجميع قصص لأناس عاديين بعضهم لم يمارس أيا من أنواع الرياضة سابقاً وبدؤوا بممارسة الرياضة حتى أصبحوا عدائين يشاركون في سباقات محلية ودولية، مع طموحات وخطط لنقل هذه المدونة الى مستوى أن تكون فيه مصدراً مهماً لكل مهتم في هذه الرياضة أو مجلة الكترونية متخصصة على غرار مواقع مماثلة باللغات الأجنبية.
وعن ثقافة الركض في مجتمعنا، يقول الريماوي إنها وإذا ما قارنها مع المجتمعات الغربية فهذه الثقافة "غير موجودة لدينا"، ليس فقط بسبب التكنولوجيا، إنما كأسلوب الحياة بشكل عام.
ويعتقد الريماوي أن ممارسة الرياضة هي "أسلوب حياة"، لا يعرف متعتها وفوائدها إلا من قام بتجربتها.
ورغم ضعف الثقافة وتعلق الناس بالرياضات بشكل عام والركض بشكل خاص، الا أن الريماوي يرى أن هناك زيادة في أعداد الناس المهتمين بممارسة الرياضة الشخصية في الأردن يوما بعد آخر، فمن مشاهداته اليومية يرى أن هناك شريحة من الشباب وحتى كبار السن يحافظون على ممارسة رياضة الركض وركوب الدراجات، وخصوصاً في ساعات الصباح الباكر، لا سيما في أيام العطلات والجمع.