أزرق أبيض ودوره بهزيمة نتنياهو

هآرتس رفيت هيخت 11/12/2019 في ميدان رابين جرت إحدى المظاهرات الغريبة التي شهدها الميدان، الذي مرت عليه أحداث غريبة مختلفة، كان يجب أن تكون هذه مظاهرة للشباب ضد حملة انتخابات ثالثة، لكن لم يكن هناك أي مظاهرة أو شباب. حفنة منتقاة من الأطفال والمراهقين تجمعوا حول عدد من الأشخاص الذين اعتبروا انفسهم من القلائل الذين يعنيهم الأمر. الموجهة شني بيبي، التي قدمت نفسها كابنة لوالدين أصمين، ومنظم "الحارس الجديد"، ايفان رفمان، شكرا مئات الأشخاص، الذين ببساطة "لم يكونوا هناك". حتى الآن لا أعرف ما هي المصلحة الاساسية من تنظيم هذا الحدث، لكن إذا قبلنا ببساطة الإعلان بأن الأمر يتعلق بالتعبير عن صرخة الشعب الذي سئم الانتخابات، فان هذه الصرخة لا توجد في الحقيقة. يمكن أنه من وراء الشعار الفارغ ("المستشفيات تنهار وهم يذهبون الى الانتخابات!") الذي يطلقه اشخاص فقط من اجل أن لا يتم تفاعل حقيقي بينهم. أو اسوأ من ذلك، تفكير معقد بدرجة ما، الاسرائيليون يفهمون بعمق أن هناك حاجة الى حملة انتخابات اخرى. هم يشعرون بأنه توجد هنا حرب ثقافية وقيمية بين شعبين، هما ظاهريا شعب واحد، وأن بنيامين نتنياهو، الذي على مسألة زعامته تجري هذه الانتخابات مثل سابقاتها، هو رمزها الاكبر في الاونة الاخيرة. هو الكوة التي من خلالها انطلق الدخان، لكنه ايضا هو المسؤول عن توسيع الشرخ بين المعسكرين الى درجة انقسام لا يمكن اصلاحه. صحيح أن الانتخابات يمكن أن تثير اهوال مثل ائتلاف حصانة وسموتريتش، ويمكن أن تمضي بإسرائيل نحو مستقبل محبط جدا. هذا الأمر موضوع على الطاولة وهذا هو اللعبة الديمقراطية. أخطار يوجد منها الكثير، لكن توجد ايضا أسباب جيدة للتفاؤل. قوة المهمة لازرق ابيض، الحزب غير البيبي، ينفذ حتى الآن المهمة بصورة جيدة (مع مساعدة ضرورية جدا من افيغدور ليبرمان وصراع السفاحين الذي يجريه ضد نتنياهو). ورغم الازمات الداخلية والاختلافات في الرأي والادعاءات المتبادلة، هذه القوة تصل في رزمة واحدة الى جولة الانتخابات الثالثة، ويتوقع أن تزداد قوته فيها. "قمرة القيادة" هي تعريف غبي وطفولي جدا، لكنه يشمل السياسي مع منحنى التعلم الاكثر حدة في الفترة الاخيرة، الذي ازرق ابيض يدين له بنجاحه. يئير لبيد قام بالقفزة الكبيرة الاكثر اهمية في الخارطة السياسية، ومنذ انضمامه لبني غانتس فقد رد على الواقع السياسي بصورة افضل مع اظهار الوعي الشخصي المستمر والموضوعي. الحديث لا يدور عن حلم تحطم لدى اشخاص لهم "أنا" وتطلعات بحجم كبير. لبيد فهم بأنه لن يكون رئيسا للحكومة، وتوقف عن التنكر كيميني والاستخذاء امام المتدينين، وعرف أنه من الافضل له ولمؤيديه، ولدولة اسرائيل بشكل عام، أن يربط مؤهلاته والقدرة التنظيمية للجماعة المنضبطة لديه مع المعسكر الذي هو حقا ينتمي اليه – المعسكر العلماني والليبرالي (المعسكران، بالمناسبة، يتحفظان من العرب. والفرق يكمن في المعاملة العلنية والاسلوب). إن صمود لبيد امام الانضمام لحكومة نتنياهو وتنازله عن التناوب الوهمي مع بني غانتس، الخطوة التي ستخرج من دعاية الليكود كمية كبيرة من الهواء، هي العمل المعارض البارز والأكثر تأثيرا ضد حكم نتنياهو. ومن غيره، كان من المعقول أن يدخل ازرق ابيض الى فكي كماشة حيلة معينة من انتاج نتنياهو، وكان سيصل الى الانتخابات القادمة وليس لديه سبب للوجود. ولكن إذا حدثت كارثة معينة ونجح نتنياهو في العودة من غرفة الاموات السياسية فان رؤساء حكومة إسرائيل القادمين، بني غانتس أو أي شخص من رؤساء الليكود الذي سيتبادل معه التناوب، سيكونون مدينين للبيد بالمنصب. وربما أن دولة اسرائيل ستكون مدينة له ايضا.اضافة اعلان