أزمات دولية محتملة تجدر مراقبتها في العام 2014

عراقية تمر بموقع تفجير في سياق العنف الطائفي المستمر في بلدها - (أرشيفية)
عراقية تمر بموقع تفجير في سياق العنف الطائفي المستمر في بلدها - (أرشيفية)

يوري فريدمان

22/12/2013   - The Atlantic

 

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

اضافة اعلان

بينما يقترب جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، وعلى نحو خطير من الوقوع في براثن حرب أهلية عرقية، فإننا نحصل مسبقاً على إلماحة عن الأزمات الدولية التي يمكن أن تستقبلنا في العام الجديد. والآن، زودنا مركز العمل الوقائي التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي بنظرة أكثر شمولية، عندما أطلق تنبؤاته السنوية للصراعات التي يمكن أن تشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة في العام 2014.
المسح الذي طرح أسئلته على أكثر من 1.200 من مسؤولي الحكومة الأميركية والأكاديميين والخبراء، من أجل تقييم تأثير واحتمالات تحقق 30 من السيناريوهات، يقسم النتائج إلى ثلاثة مستويات من المخاطر. وقد جاءت بعض مكتشفاته مقلقة وتنذر بالخطر. وفيما وراء بؤر التوتر المألوفة -التدخل العسكري في الحرب الأهلية السورية، وتوجيه ضربات ضد مرافق إيران النووية- يثير التقرير مخاوف تتعلق بتهديدات يجري تجاوزها والتغاضي عنها، والتي تتراوح من تصاعد الاضطرابات في الأردن، إلى الحرب الأهلية في العراق، إلى صدام حدودي محتمل بين الصين والهند. كما أن الدراسة جديرة بالملاحظة من حيث المخاطر التي تقلل من شأنها واحتمالاتها، بما في ذلك وقوع مواجهة مسلحة بين الصين وجيرانها بسبب النزاعات على الأراضي في بحر الصين الشرقي والجنوبي.
المخاطر من الدرجة الأولى
تشمل الصراعات الأكثر تهديداً والأكبر احتمالاً بعض الأزمات التي يمكن للمرء أن يتوقعها: القيام بتدخل عسكري محدود في حرب سورية الأهلية الذاهبة إلى مزيد من التدهور؛ وقوع هجوم سيبراني على مرافق حيوية في البنية التحتية للولايات المتحدة؛ توجيه ضربات عسكرية ضد إيران في حال فشلت المفاوضات النووية، أو في حال استأنفت إيران التقدم ببرنامجها النووي؛ وقوع هجوم إرهابي كبير على الولايات المتحدة أو أحد حلفائها؛ وحدوث مزيد من الفوضى في أفغانسان وباكستان بينما تنسحب القوات الأميركية من المنطقة وتقوم أفغانستان بعقد انتخابات.
لكن هناك أزمات محتملة أخرى في هذه القائمة، حظيت باهتمام أقل، وجرى اعتبارها أقل تهديداً في مسح السنة الماضية، بما في ذلك "اكتساب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مزيداً من القوة نتيجة لعدم الاستقرار السياسي المستمر في اليمن، و/أو حدوث ضربة ارتدادية رداً على عمليات الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب هناك" (في المثال الأخير لهذه العمليات، أصابت ضربة وجهتها طائرة بلا طيار حفل زفاف يمني)؛ نشوب حرب أهلية في العراق نظراً لتصاعد العنف الطائفي السني-الشيعي" (بلغت حصلية القتلى المدنيين في ذلك البلد أكثر من ضعف المعدل في هذا العام/ 2013)؛ و"تصاعد عدم الاستقرار السياسي والعنف المدني في الأردن، بسبب انسياب الأزمة من الحرب الأهلية السورية" (وفقاً للخبراء الذين شملهم الاستطلاع، هناك خطر أقل من حدوث ظاهرة مماثلة لما يحدث في لبنان، حيث أفضى تفجير قرب السفارة الإيرانية في بيروت مؤخراً إلى مقتل 23 شخصاً).
المخاطر من الدرجة الثانية
وفقاً للتقرير المذكور، تشمل المخاطر من الدرجة الثانية وقوع "مواجهة عسكرية حادة بين الهند والباكستان يسببها استفزاز عسكري أو هجوم إرهابي كبير أو تصاعد العنف في إقليم كشمير"، و"تصاعد وتيرة العنف وخطر حدوث فظائع جماعية في جمهورية أفريقيا الوسطى"؛ حيث أثارت موجة من القتل الطائفي مخاوف من موجة إبادة جماعية قادمة.
فيما يمكن أن يكون الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة في الاستطلاع، حُكم على نشوب صراع عسكري بين الصين والدول المجاورة، مثل اليابان والفلبين في الشرق وبحر الصين الجنوبي، بأنه سيكون أقل تهديداً مما كان عليه في العام 2013، حتى بعد عام متوتر توج مؤخراً بإنشاء بكين منطقة دفاع جوي في بحر الصين الشرقي. وربما يكون اتجاه التفكير هو أن الصين اختبرت حدود الجرأة في المنطقة، وسوف تظهر قدراً أكبر من ضبط النفس في السنة المقبلة، أو أن البلدان المعنية أسست الآن آليات لتسوية النزاعات قبل أن تتحول إلى مواجهة مسلحة.
المخاطر من الدرجة الثالثة
ثمة بعض الصراعات الأقل احتمالاً وتهديداً، والتي لم يسبق وأن جرى اشتمالها في الدراسة، بما في ذلك نشوب صراع بين الصين على الأراضي المتنازع عليها، وخضوع فنزويلا لأزمة سياسية في أعقاب وفاة هوجو شافيز، واشتباك البوذيين والمسلمين الروهينجا في ميانمار. وقد ذكرت الدراسة جنوب السودان، وإنما فقط في سياق نشوب صراع عسكري محتمل مع جاره السودان الشمالي، وليس من حيث انفجار جنوب السودان نفسه (أجري الاستطلاع في شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، قبل اندلاع القتال الداخلي الأخير في جنوب السودان).
هذه التنبؤات حول التهديدات الموجهة للاستقرار العالمي في العام 2014 هي كذلك فقط -مجرد توقعات، وتتمحور حول مركز الولايات المتحدة في هذا الصدد. وعلى سبيل المثال، لم يتوقع تقرير العام الماضي وقوع انقلاب في مصر، لكنه أتى فعلاً (ولو باحتمال منخفض كما ينبغي الاعتراف) على ذكر احتمال حدوث "اضطرابات واسعة النطاق محيطة بالعملية الانتخابية في زيمبابوي، و/أو وفاة روبرت موغابي"، الذي ما يزال مليئاً بالحياة.
ومع ذلك، ينبغي أن تعطي الخرائط التي رسمها التقرير فكرة جيدة عن النقاط الساخنة التي تثير مخاوف المسؤولين الأميركيين بينما يتجهون إلى دخول العام 2014.

*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:
The Global Conflicts to Watch in 2014

[email protected]