أسئلة وأجوبة حول التهاب اللثة

أسئلة وأجوبة حول التهاب اللثة
أسئلة وأجوبة حول التهاب اللثة

 

د.عمر زعيتر

*ما الفرق بين التهاب اللثة والتهاب الانسجة الرابطة ؟

-التهاب اللثة Gingivitis سطحي وأبسط علاجاً وأكثر شيوعاً، لكن اهماله قد يؤدي إلى تغلغل الالتهاب حتى عظم الفك ليعمل على احداث التهاب الأنسجة الرابطة Periodontitis و تدميرها ومن ثم خلخلة الأسنان وفقدانها مع الزمن. إن طبيب الأسنان هو من يستطيع  التفريق بين الحالتين.

اضافة اعلان

*ما هو سبب التهاب اللثة؟

-اللثة ليست ملتصقة تماماً بالسن ، إذ يوجد بينهما فراغ بعمق 3 مم يدعى الميزاب Sulcus وهي بهذا أشبه ما تكون بمعصم القميص الذي يغطي اليد من دون التصاق. إن عدم العناية بالفم يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام على السن( فوق اللثة وداخل الميزاب) فتستقر الجراثيم على البقايا وتتكاثر وتنشط ليتكون ما يعرف باللويحة الجرثومية أو البلاكPlaque . من هذه اللويحة ستقوم جيوش الجراثيم الجرارة بغزو اللثة المسكينة واحداث الالتهاب.

وبالطبع تختلف ردة فعل الجسم المناعية من شخص لآخر، فبعض الناس أكثر قابلية ولكن في جميع الحالات المسبب هو اللويحة الجرثومية.

*ما دامت الجراثيم هي السبب فلِمَ لا يستفيد بعض الناس من المضادات الحيوية ؟

-انك بتناول المضادات تكون قد قضيت فقط على الجراثيم المتغلغلة في اللثة وأهملت المصدر الرئيسي لها وهو اللويحة المتراكمة على الأسنان في مأمن، و فور أن تتوقف تعود أفواج أخرى من الجراثيم لتغزو اللثة من جديد.

*لمَِ لا تقضي غسولات الفم أو المعاجين على الجراثيم وتنتهي المشكلة؟

-من الغسولات (المضامض) Washes  Mouth ما هو مصمم لمكافحة التسوس فقط ومنها المطهر للفم، المشكلة في الأخيرة أنها قد لا تستطيع اختراق طبقات اللويحة وقتل كل الجراثيم في عمقها، وكذلك لا تتغلغل في عمق الميازيب اللثوية حيث الجراثيم الأكثر إمراضاً.

أما المعاجين فينطبق عليها الأمر نفسه، علماً ان اغلبها لا يحوي مواد مطهرة للجراثيم، بل فائدتها الرئيسية هي تسهيل عمل الفرشاة ، واحتواؤها على الفلورايد المكافح للتسوس.

*إذا كانت المضادات والغسولات عديمة الفائدة هنا، فما هو العلاج؟

-العلاج الوحيد هو تقليص سمك اللويحة إلى أقصى حد ممكن، ويكون ذلك عند طبيب الأسنان بإجراء تنظيف (تقليح) اللثة Scaling ومن ثم يجب أن يقوم المريض بالعناية المنزلية بفمه بحيث لا تتراكم الصفيحة إلى الحد الإمراضي.

*كيف تتراكم اللويحة (البلاك) رغم المواظبة على التفريش؟

-إن التراخي في العناية الفمية لعدة أيام فقط يسمح لتراكم سمك كاف من اللويحة لإحداث التغيرات المرضية. لحسن الحظ فإن معاودة العناية هنا كفيلة بإعادة الوضع الصحي، ولكن إذا استمر الإهمال فإن سمك اللويحة يزداد ليضم أصنافاً أخطر من الجراثيم. ومع الوقت فان المعادن في اللعاب سوف تتراكم على اللويحة لتنتج طبقة متقسية وملتصقة بالسن ومندسة داخل ميزاب اللثة. هذه الطبقة تدعى الجير أو الكلس Calculus والفرشاة لا تستطيع إزالتها بل يلزم إجراء تنظيف (تقليح) اللثة من أجل ذلك. المشكلة أن كثيراً من الناس لا ينتظمون بالتفريش أو يفرشون بشكل سريع جداً وغير فعال لمنع تراكم اللويحة.

*هل تنظيف اللثة مؤلم وهل يحتاج إلى حقنة تخدير؟

-لا في الغالب، وقلما نخدر المريض إلا إذا أصر هو على ذلك! و لعل تنظيف اللثة أحد أبسط الإجراءات السنية وأكثرها روتينية حيث يجرى خلال جلسة واحدة عادة ولمدة نصف ساعة، و يعود المريض لممارسة نشاطاته فور خروجه، ويندر أن يحتاج مسكن ألم لاحقاً بل إن المرضى يشعرون بالارتياح بسبب زوال الأصباغ عن الأسنان وتحسن المظهر و التخلص من رائحة الفم الناتجة من التراكمات. أما التكلفة فتتراوح من 10 إلى 20 ديناراً للجلسة في المتوسط.

*هل يؤدي الإكثار من تنظيف اللثة إلى نزع طبقة المينا من الأسنان؟

-هذا الكلام لا أصل له ، لأن ما يزيله التنظيف هو الجير، ولأنه أصفر اللون يحسبه بعض الناس طبقة من السن. يضاف إلى ذلك أن التنظيف مفيد في كشف الفراغات والتسوسات المستترة تحت التراكمات فيظن البعض خطأ أن هذه العيوب التي بانت الآن هي صنيعة التنظيف!

*ماذا يحدث إذا لم يعالج التهاب اللثة؟

-للأسف ، ولأنه غير مصحوب بالألم فإن كثيراً من المرضى يهملون علاجه. المشكلة في ذلك أن التهاب اللثة قد يمتد إلى الأنسجة الرابطة وعظم الفك ما يؤدي إلى تخلخل الأسنان و من ثم فقدانها واحداً فالآخر. كما وتنحسر اللثة عن الأسنان  Gingival Recessionما يعني انكشاف جذورها، وبدورها تصبح هذه الجذورعرضة للتسوس وحساسة(مؤلمة) عند التعرض للماء والهواء. ناهيك عن المظهر الفمي السيئ والرائحة الكريهةHalitosis .

*هل هناك علاقة بين سوء التغذية والتهاب اللثة؟

-رغم أن النقص الشديد في العناصر الغذائية مثل فيتامين ج Vitamin C يؤدي إلى نزيف اللثة وأعراض جسدية أخرى إلا أن هذا النقص شديد الندرة في وقتنا المعاصر، لذلك يمكن القول أن سوء التغذية ليس من الأسباب المهمة في التهاب اللثة.

*هل هناك علاقة بين التهاب اللثة وأمراض جسدية أخرى؟

-إن الفم السليم هو جزء من الجسد السليم، ومن غير الصحي وجود التهابات جرثومية مزمنة في الفم. هنالك بعض الأبحاث تشير إلى دور ما لالتهابات اللثة المتقدمة في إحداث تصلب الشرايين Atherosclerosis وأمراض القلب التاجية Coronary Cardiac Diseases (مثل الذبحة الصدرية Angina Pectoris أو الجلطة القلبية Myocardial Infarction  ) إلا أن مزيداً من البحث يلزم لتأكيد هذا أو نفيه. ولكن من الثابت علمياً أن نزيف اللثة لدى المرضى ذوي صمامات القلب المعطوبة أو الصناعية قد يؤدي إلى التهاب هذه الصمامات الخطير Subacute Infective Endocarditis .

من جهة اخرى فإن مرضى السكري أكثر عرضة لالتهابات اللثة ومضاعفاتها، لذلك يجب عليهم مضاعفة العناية الفمية. كما أن سرطان الدم الحاد (اللوكيميا) Acute Leukemia عادة ما يصحبه نزف شديد وتضخم في اللثة بل وقد يكون هذان بداية الأعراض.

طبيب أسنان ومدرس صحة الفم في كليات المجتمع