أسباب عدم شعورك بالسعادة في حياتك

علاء علي عبد

عمان- في دراسة حديثة أجراها (المركز القومي لاستطلاع الآراء) التابع لجامعة شيكاغو الأميركية، أظهرت أن 14 % فقط من المشاركين البالغين ذكروا أنهم يشعرون بالسعادة في حياتهم. المثير بالأمر أن هذا الرقم وصل لـ31 % العام 2018! أيضا فإن نسبة الـ14 % تعد أدنى نسبة وصل إليها المركز منذ بدء إجراء هذا الاستطلاع العام 1972!اضافة اعلان
هذه الأرقام الصادمة جاءت متوافقة مع تقرير السعادة السنوي للدول؛ حيث أظهرت العديد من الدول حول العالم انخفاضا ملحوظا في درجة السعادة لدى مواطنيها.
لكن، ومن حسن الحظ، فإن سعادتك قلت أو كثرت تبقى تحت سيطرتك وحدك، فما من شيء يمكنه سحب ولو مقدار بسيط من هذه السعادة من دون إذنك وموافقتك، وما من شخص يمكنه تحديد مقدار السعادة التي تحصل عليها سواك أنت.
وحتى تتمكن من الاستفادة من هذه السيطرة، من المفيد أن تدرك أكثر الأسباب شيوعا لعدم شعورك بالسعادة والتي سأستعرض بعضها فيما يلي:

  • عدم الاهتمام بتحديد وقت خاص بك: في سنوات الطفولة لم يكن لدى المرء أي مسؤوليات يقلق بشأنها، لذا كان يخصص كل وقته للقيام بأشياء تسعده؛ فلو أحب ممارسة لعبة ما فإنه يمارسها ولو أحب الخروج للعب مع أقرانه فإنه يخرج. ففي ذلك الوقت لم يكن لديه ذلك المدير الذي يصعب إرضائه أو العائلة الذين يحتاجون اهتمامه ورعايته، لكن هذه الأمور تتغير بمرور الوقت وبالتقدم في السن. لكن، وعلى الرغم من الجهد الذي ينبغي على المرء البالغ بذله يوميا وبالرغم من تسارع الحياة وازدياد انشغالاتها إلا أنه يجب على كل منا أن نمنح ولو جزءا بسيطا من وقتنا اليومي لأنفسنا بحيث نقوم بما نحب أن نقوم به، فعدم تخصيص المرء وقتا للترويح عن نفسه قليلا يعد من الأسباب المهمة لعدم شعور المرء بالسعادة التي يتمناها.
  • منافسة الآخرين باستمرار: على خلاف ما يعتقده الكثيرون، فإن الحياة ليست ساحة منافسة مع من حولنا، بل الحياة عبارة عن سباق ماراثوني يخوضه المرء اليوم ليسبق ما كانت عليه ذاته بالأمس. باختصار فالمنافسة الوحيدة التي يجب على المرء الاهتمام بها هي منافسته مع نفسه ليضمن أن يتطور يوما بعد آخر. ومن المهم هنا أن يعلم المرء أن نظرته للدنيا على أنها منافسة بينه وبين الآخرين ستجعل السعادة بمثابة صورة ضبابية لا يستطيع الوصول إليها، لأنه عندما ينافس الآخرين لا بد وأن يجد من هو أذكى منه أو من يملك الوسائل المساعدة أكثر منه أو من يملك الظروف المناسبة أكثر منه! وبالتالي فالوصول للسعادة لن يحدث إلا لو اكتفى المرء بمنافسة نفسه فقط.
  • عدم حب المرء لنفسه: ليس المقصود هنا أن يحمل المرء صفة الغرور وإنما المقصود أن يكون أكثر اهتماما بنفسه من حيث الحرص على رشاقة جسده من خلال تناول الطعام الصحي، فضلا عن الحرص على ممارسة التمارين الرياضية 5 مرات أسبوعيا على الأقل. أيضا عليه الاهتمام بعقله من خلال ممارسة الهوايات المفيدة كالقراءة وغيرها وإبعاد نفسه قدر الإمكان عن المواقف التي تسبب له القلق والتوتر وما إلى ذلك.