"أسبوع وطن" تحط رحالها في محافظة الطفيلة

زارت مبادرة وطن محافظة الطفيلة اول من أمس بهدف التعريف بما تضم من معالم سياحية ومواقع أثرية ودينية - (من المصدر)
زارت مبادرة وطن محافظة الطفيلة اول من أمس بهدف التعريف بما تضم من معالم سياحية ومواقع أثرية ودينية - (من المصدر)

معتصم الرقاد

عمان- حطت مبادرة "أسبوع وطن" رحالها أول من أمس في الطفيلة للتعرف على أهم المعالم في المحافظة التي تزخر بالعديد من الأماكن السياحية والبيئية؛ فهي غنية بطبيعة خلابة وتنوع حيوي بيئي جذاب، بالإضافة الى الكثير من المواقع التاريخية والدينية.اضافة اعلان
كما تشتهر الطفيلة بالسياحة العلاجية والسياحة الجيولوجية وسياحة المغامرة، فضلا عن اشتهارها بالزيتون والتين والعنب، وذلك لكثرة الينابيع فيها، وتحتوي المحافظة على أكثر من 360 نبع ماء، إلا أن معظمها جف بسبب نضوب المخزون المائي الذي يصب في هذه الينابيع، وذلك لتراجع مستوى هطول الأمطار، فهي من أكثر المناطق في الأردن تأثرا بالتغير المناخي، بحسب رئيس جمعية بقيع المعطن حسين الشباطات.
وأوضح الشباطات أن كلمة طفيلة، كما يفيد معجم اللغة "جاءت من الطفل، وهو نوع من الطين، وهناك من يقول إن الاسم له علاقة بلفظ روماني توفيلوس؛ أي أم الكروم".
ووصل فريق "أسبوع وطن" الى أول منطقة في برنامج زيارته الى الأماكن التاريخية المهمة في الطفيلة هيكل الضريح (المعبد)؛ حيث يقول الشباطات إنه ثاني أكبر موقع نبطي بعد البتراء والذريح وهو مكان ديني يحج اليه الأنباط، فضلا عن زيارته لمغاور عفراء؛ حيث تعود هذه الكهوف الى العصر البيزنطي وانتشرت فيها المسيحية في القبائل الغسانية واستخدمت هذه الكهوف كأديرة؛ ففي عفرا كهف ذو سقف مزخرف ويوجد في سقف هذا الكهف صليب من أقواس داخل دائرة ملونة، إلا أن عوامل الحت والتعرية أثرت في المكان، بالإضافة الى الأيدي العابثة.
وثاني محطة من زيارة المبادرة هي قلعة السلع، ويبين الشباطات أنها عبارة عن هضبة طبيعية محاطة بأودية ومقاطع صخرية شاهقة ولها طريق واحد وهي مليئة بالكهوف النبطية؛ حيث يوجد على أحد صخورها أقدم نقش بابلي، ويشير كتاب العهد القديم الى الصراع الدائر بين اليهود والأدوميين أيام امصيا العام 838 ق.م.؛ حيث ألقي بـ10.000 من الأدوميين من جبال سالع.
ومن المواقع التاريخية التراثية في الطفيلة قرية المعطن، ويقول الشباطات إن كلمة المعطن لغة تعني "مبارك الإبل حال ورودها الماء"، والقرية تقع على هضبة في سفح مقطع صخري وتوجد فيها 6 ينابيع، وهذا أكبر دليل على النشاط الزراعي في المكان ويدل على ذلك وجود معاصر الزيتون القديمة وكذلك الطواحين التي تدور بالماء كما تفيد بعض الوثائق في العصر المملوكي؛ حيث كانت تصدر المنتوجات الزراعية من مزرعة المعطن الى فلسطين، ويحيط بالمعطن العديد من المناطق التاريخية اللافتة للنظر كقصر رمسيس، وربما يعود الاسم الى أحد فراعنة مصر الذين بسطوا نفوذهم على جنوب بلاد الشام وربما بنى القصر الملك الأدومي هدد الذي عاد من مصر في القرن العاشر ق.م. إجلالا للمصريين لحمايتهم له.
ويحيط بالمعطن العديد من بؤر الاستيطان النبطية كوادي الهيج وكريم وقرقور، ونتيجة لتراجع معدل الأمطار في السنوات العشرين الأخيرة، فقد جفت الينابيع في القرية وانحسر الغطاء النباتي من بساتين ومزارع، وهي قرية مهجورة بلا سقوف. وفي العام 2007 أسست فيها جمعية سياحية أعادت الحياة الى المكان وأوصلت البنى التحتية اللازمة من كهرباء وماء وبنت مركزا للزوار والعديد من الساحات المبلطة بالتعاون مع وزارة السياحة، والمكان نشط على مستوى السياحتين الداخلية والمحلية.
وتهدف الجمعية الى الجذب السياحي الخارجي، فهي الآن بصدد الانتهاء من تصاميم مشروع سياحي بيئي رائد على مستوى المنطقة والأردن، وهو عبارة عن قرية سياحية بيئية تراثية تجمع كل متطلبات سياحة البيئة وسياحة المسار والمغامرة، إلا أن أهم ما يعيق الاستمرار في المشروع عدم توفر الدعم المالي الكافي.
وكان فريق المبادرة على موعد مع زيارة الى موقع حمامات عفرا التي تحتوي على مياه يقصدها الناس للعلاج مستمتعين بجمالية الموقع والمنطقة المحاطة بالجبال.
وأعربت مشاركة في المبادرة هبة النصر، عن سعادتها بفكرة المبادرة، وقالت "فكرة المبادرة من البداية رائعة، حيث تقوم على تنمية الحس الوطني وزيادة الوعي بمقدرات وثروات البلد من خلال الاطلاع المباشر على ما تحتويها محافظات المملكة عبر الزيارات المباشرة".
أما المشاركة فمهان زكريا، فتقول "الزيارات جاءت بهدف دعم المدن والمناطق الأردنية الأقل حظا اقتصاديا وسياحيا، وتعريف المواطن الأردني بتراث محافظات المملكة".
واستمرت زيارة المبادرة لمناطق في المحافظة بمشاركة عدد كبير من المتفاعلين والمهتمين بالمناطق الأثرية والسياحية، وتقول المشاركة سهى أبو ليلى "إن للمبادرة أهمية في تعريف المواطن الأردني بتراث المحافظات العريق، لاسيما الأجيال الأصغر سنا، التي تعتبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مصدرا رئيسا للمعلومة".
وحظيت المبادرة التي أطلقها وبدافع فردي المواطن عمر السخن عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" باهتمام المشتركين، وتهدف المبادرة إلى دعم المدن والمناطق الأردنية الأقل حظا اقتصاديا وسياحيا، وتعريف المواطن الأردني بتراث محافظات المملكة.

[email protected]