أسواق الكرك في رمضان: حركة تجارية ضعيفة وشكاوى من ارتفاع الأسعار

أحد الشوارع في الوسط التجاري لمدينة الكرك ويظهر خاليا من المتسوقين - (الغد)
أحد الشوارع في الوسط التجاري لمدينة الكرك ويظهر خاليا من المتسوقين - (الغد)
هشال العضايلة الكرك – تشهد أسواق مختلف مناطق مدن وبلدات محافظة الكرك، مع الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك حركة تجارية ضعيفة وفقا للعديد من التجار والفعاليات التجارية الرسمية والشعبية، في الوقت الذي يشكو مواطنون بالمحافظة من الارتفاع الكبير في أسعار مختلف السلع، وخصوصا الغذائية ومن بينها الدجاج واللحوم والخضار، وغيرها من مستلزمات الشهر الكريم. ياتي ذلك في وقت تشهد فيه العديد من المناطق التجارية ازدحاما مروريا واضحا، وخصوصا في نقاط التجمعات التجارية في مناطق ألوية القصر والكرك والمزار الجنوبي والأغوار الجنوبية طوال ساعات اليوم، وتحديدا قبل الإفطار. وبحسب رئيس الغرفة التجارية بمحافظة الكرك ممدوح القرالة، فإن الأسواق التجارية بالمحافظة تشهد وللمرة الاولى ركودا تجاريا صعبا للغاية على العديد من التجار، في وقت تشهد فيه الأسواق ارتفاعا كبيرا بأسعار العديد من السلع. ولفت إلى إن هناك ادراكا لتزامن رمضان مع منتصف الشهر، واستنفاد معظم الموظفين لقسم كبير من رواتبهم. ويعزو القرالة هذه الحالة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بالمحافظة، باعتبار أن غالبية السكان من الموظفين العاملين بالقطاع العام، حيث تنخفض الرواتب بشكل عام وخصوصا مع جائحة كورونا. ويؤكد القرالة، أن المواطنين أمضوا الأيام التي انقضت من الشهر الكريم بالاستدانة من المحال التجارية للمواد الغذائية، مشيرا إلى أنه اصبح من الضروري أن يقوم بالسداد في نهاية الشهر، ما أدى إلى إفراغ جيوبهم من المال وعدم قدرتهم على شراء أي مستلزمات للعديد من الملابس والحلوى في غالبية المناطق. ويؤكد أن غياب السيولة لدى المواطنين العام الحالي، وهو العام الأكثر تراجعا في حركة الشراء أثناء شهر رمضان المبارك يؤدي إلى هذا الركود الكبير، لافتا إلى أن العديد من المحال تظهر فارغة من المتسوقين طوال اليوم. واكد أن مستلزمات الشهر الكريم متوفرة لدى الأسواق بكثرة لكن لا يوجد متسوقون. ويؤكد صاحب محل تجاري في بلدة مرود شاكر بقاعين تراجع الحركة التجارية هذا العام، وخصوصا مع تزامن استلام العاملين بالقطاعين العام والخاص لراتب الشهر، مشيرا الى ان التجار قاموا بالاستعداد جيدا للشهر الكريم بتوفير كل احتياجات المواطنين، بحيث تكون جميع السلع متوفرة وبكميات كبيرة. ويؤكد البقاعين، أن غالبية المواطنين يقومون بتسديد ما عليهم من ديون عن الشهر الماضي وليس لديهم القدرة على شراء كل احتياجتهم الضرورية للعيد ولبقية شهر رمضان المبارك. ويؤكد مواطنون ان الحركة الجارية لم تشهد أي تغيير يذكر مع شهر رمضان المبارك، مشيرين الى أن الارتفاع الكبير في أسعار غالبية السلع وخصوصا الخضروات واللحوم بمختلف أنواعها، ساهم في ضعف الحركة التجارية وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين بالمحافظة. ويؤكد أيمن الضمور، أن ارتفاع اسعار جميع المواد الغذائية، وخصوصا اللحوم من الدجاج واللحوم الحمراء البلدية والمستوردة خلال شهر رمضان، أدى إلى تراجع قدرة المواطنين على الاستمرار في الشراء طوال الشهر وبالكميات نفسها التي تحتاجها الأسر. وبين أن أياما قليلة من يوم الحصول على الراتب الشهري كانت كفيلة باختفاء الراتب من جيب المواطن، بسبب الاحتياجات الكثيرة، إضافة الى الالتزامات المترتبة على المواطنين للعديد من التجار طوال الشهر، معتبرا ان صرف الراتب لم يسهم في زيادة الحركة التجارية في المحافظة قبل رمضان، بسبب وجود التزامات مسبقة على الراتب. وتؤكد السيدة أم فرح، ان الأسواق منذ بداية شهر رمضان الكريم تشهد ارتفاعا كبيرة في الأسعار خلافا للأعوام الماضية، وخصوصا في أثمان المواد الغذائية من اللحوم، وخاصة الدجاج الذي وصل الى أسعار قياسية. إذ باع التجار الدجاح بدينارين للكيلو الواحد في محال النتافات، رغم تحديد السعر من قبل وزارة الصناعة بأقل من ذلك، إضافة الى أنهم باعوا كيلو اللحوم البلدية بسعر 10 دنانير. وأشارت إلى أن هناك أعدادا كبيرة من المواطنين يتجولون بالأسواق، دون ان يقوموا بالشراء لأنهم لا يملكون أي أموال، وهو الأمر الذي يؤكد حرمان المواطنين من حاجاتهم بالشهر الفضيل. ويؤكد صاحب محل قصابة بالكرك فهد احمد، ان الحركة التجارية خلال شهر رمضان الحالي، ليست كما هي الحال في المواسم السابقة، لافتا الى أن التجار كانوا يأملون خيرا مع إلغاء الالتزامات المالية على المواطنين للبنوك وصرف رواتب الشهر الحالي كاملة، غير انهم تفاجأوا بان الحركة التجارية كانت ضعيفة وتكاد تصل لحد الركود. وبين مدير الصناعة والتجارة بالكرك محمد الصعوب، أن الحركة التجارية خلال شهر رمضان الحالي كانت ضعيفة وليست مثل باقي السنوات الماضية، لافتا الى أن هناك انخفاضا في كميات البيع للعديد من السلع. وأشار الى أهمية ان تساهم عملية صرف الرواتب للشهر الحاتلي في زيادة الحركة التجارية. وأشار الى أن المديرية قامت بإعداد برنامج خاص بشهر رمضان لمراقبة الأسواق وخصوصا المواد الغذائية بداية الشهر إضافة الى اسواق الملابس والحلويات مع اقتراب نهاية الشهر الكريم . وأكد تشديد المديرية للتقيد بالأسعار من قبل التجار اثناء رمضان، وعدم استغلال بعض التجار للطلب المتزايد على السلع لرفع الاسعار، والتي يقوم بها بعض التجار بالمحافظة، وخصوصا تلك المواد التي تم تحديد سقوف سعرية لها وتحديدا الدجاج والزيوت والسكر.اضافة اعلان