أسيرة أردنية محررة كانت تستدل على أيامها بسجون الاحتلال بـ"قطعة خبز" (فيديو)

الأسيرة نسيبة جردات متحدثة للزميلة غادة الشيح
الأسيرة نسيبة جردات متحدثة للزميلة غادة الشيح

غادة الشيخ

عمّان- دائماً ما يكون لدى أي فرد شخص آخر يكون مدين له طوال حياته وغالبا تكون في ظروف قاسية تعرض لها، لكن ليس دائما يدين الشخص طوال حياتة لقطعة صغيرة من الخبز كانت "المنقذ" الوحيد للاستدلال على حق بسيط جدا لكل انسان وهو أن يعرف كم الساعة.

اضافة اعلان

من الصعب أو حتى مستحيل أن تنسى الأسيرة الأردنية المحررة نسيبة جرادات قطعة الخبز التي كانت تستدل من خلالها على عدد الأيام، وعدد حركة عقارب الساعة لمعرفة الوقت، تلك القطعة التي كانت تقتسمها من وجبة الطعام الميتة التي كانت تقدم اليها من أسفل باب مهجعها في معتقلات الاحتلال.

تروي جرادات تجربتها مع قطعة الخبز ودموعها التي قاومت أن تنهمر مصرة على الثبات وعدم افشاء الضعف خلال مقابلة أجريت معها مساء يوم أمس في برنامج #ندوة_لايف على فيسبوك "الغد" في حلقة خاصة عن الأسرى الأردنيين في معتقلات الاحتلال آخرهم الشابين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي.

وفي تفاصيل تجربتها عندما كانت أسيرة لمدة سبعة شهور فضلت جرادات أن تسلط الضوء على تجربتها خلال ال 35 يوماً من التحقيق، حينما كانت تخضع للتحقيق اليومي لمدة 15 ساعة، في غرفة تحقيق مظلمة وعيناها معصوبتين وعقلها يفكر بشيئين فقط: "متى سينتهي التحقيق وكم مضى من الوقت"، دون أن تستطيع أن تحصل على اجابات وافية مستندة الى موهبتها التي اكتشتفها هناك وهي موهبة التقدير.

;feature=youtu.be&fbclid=IwAR0JZFQVE2SBhP1NVEoFqw838U8f-cgxGGl2rnuf1Va8I_cpto1viXQeusc

"كنت اعتمد على التقدير، فبعد ما كنت انزل الى غرفتي بعد التحقيق كنت كانسانة من حقي أن اعرف كم ساعة سأنام بعد استنزافي من التعب من التحقيق ومن حقي أيضا ان أعرف ما اذا هي ليل ام نهار وهل انتهى اليوم ام بدأ حيث كنت استدل بقطعة خبز أضعها أسفل باب الغرفة وعندما استيقظ أتحقق ما اذا يبست ما يعني انني نمت طويلا أم لا".

وتحدثت جرادات عن قسوة التعذيب النفسي الذي يمارسه السجان في سجون الاحتلال وكيف هو أكثر قسوة من التعذيب الجسدي الذي كانت تتعرض له أيضا من قبل السجانات.

ومن بين أشكال التعذيب النفسي الي تعرضت له الاهانات اللفظية، واللعب بحالتها النفسية من خلال الضغط عليها أثناء التحقيق ما يجعل درجة حرارتها مرتفعة وفجأة يصبح الجو بارد جدا.

ونوهت أن أكثر نوع تعذيب نفسي تعرضت له الحرمان وهو أكثر انواع التعذيب تداولا في معتقلات الاحتلال، وتقول: "منا محرومين من كل شيء حتى ممنوعين من وجود أي شيء معنا في الغرفة".

ومن تجاربها القاسية في الحرمان عندما تزامن وجودها في الزنزانة وحيدة أثناء ال 35 يوما من التحقيق مرور شهر رمضان المبارك، حيث كان السجانون يتعمدون بارسال وجبات الطعام بما لا يتناسب مع موعد الافطار.

وتشرح أكثر بقولها: "كانوا يبعتوا الاكل على فترات وبعد عشر دقائق يسحبوه وقبل موعد الافطار بعشر دقائق يسحبوا وجبتي"

وتضيف: "بالتالي كنت أبقى على الماء حتى اني كنت أشره بدون كاسة عن طريق كبسة على الحائط أشرب!".