أضاحي الحكومة

اذن قرر الدكتور باسم عوض الله ان يفتدي الحكومة بنفسه! لكن ما نعتقده بعد هذه الخطوة، ان الحكومة زادت ضعفا على ضعف.

ربما كان وزير المالية محقا في قراره بالاستقالة، وقد يطلق صيحة الانتصار اولئك الذين خاضوا المعركة بحسابات الشخصنة، ولغايات لا صلة لها بالبنود الجوهرية في العريضة النيابية. لكن تخطىء الحكومة اذا افترضت انها قدمت الضحية المناسبة على مذبح نيل الثقة.

اضافة اعلان

د. عوض الله هو في الحقيقة ضحية تلك الآلية في تشكيل الحكومات، التي لم تعد مقنعة ولا مقبولة. وعوض الله هو من الطاقات الاستثنائية، التي تصبح هدفا مفضلا عندما يستمر تشكيل الحكومات مفصولا عن المشاركة السياسية في القرار وفي تحمل المسؤولية. وبعكس ذلك، فان اي رئيس مسؤول سيسعد بوجود هذه الطاقة معه وحليفة له، لكن الحكومات يتيمة بلا حلفاء ولا غطاء. والهجومات الشخصية، في ظل غياب الحياة السياسية، هي الوسيلة والاداة للمزاحمة، وكلما توسعت ادوار الافراد استعرت الحملة عليهم.

خروج عوض الله لا يغير في جوهر المشكلة. واذا كان البعض يرى فيه شخصية غير مريحة، تحمل اجندة مشبوهة، إلا أنه لم تظهر قصة واحدة تربطه بالفساد كما هو حال مسؤولين آخرين. ولذلك، كانت وجهة نظرنا ان الخطأ الذي وقع فيه هو العودة محاطا بما سمّي بالفريق الاقتصادي،وكلهم محسوبون عليه وعلى لون وبيئة واحدة. ولذلك قلنا ان "تفكيك الفريق الاقتصادي" هو التعبير الاكثر دقة، والمقبول سياسيا للتعبير عن مخاوف وهواجس تؤخذ بالاعتبار. وهذا التعبير لم يكن يعني بالضرورة خروج عوض الله من وزارة المالية، ناهيك عن خروجه من الحكومة، لكنه يعني إحداث مناقلات وتبديلات، واضافة عناصر ذات لون وثقل سياسي تعيد صياغة وجه الحكومة، لتحمل الوزر الثقيل المناط بها نيابيا ووطنيا، وهو ليس اقل من النهوض بمشروع الاصلاح.