أطباء امتياز يطالبون بمكافآت ولقاحات بسبب عملهم بفرق التقصي الوبائي

محمد الكيالي

عمان- شكا أطباء امتياز من "عدم منح وزارة الصحة حقوقهم على غرار مكافآت مالية أو بدلات تنقل، إضافة إلى تحويلهم إلى فرق التقصي الوبائي دون تدريب وبالتالي تعريضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا".اضافة اعلان
وطالب هؤلاء الأطباء، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، بضرورة شمولهم ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بــ"كورونا"، ومنحهم الأولوية بالحصول على اللقاح في ظل عملهم ضمن فرق التقصي.
أحدهم قال، لأنه خريج إحدى دول شرق آسيا في العام 2019، ولأنه درس الطب بلغة تلك الدولة، كان لزاما عليه أن يخضع لعام تدريب وآخر امتياز، مشيرا إلى "أن سنة الامتياز بدأها في أواخر آب (أغسطس) الماضي في إحدى مستشفيات محافظة إربد".
وأضاف أنه من ضمن اشتراطات سنة الامتياز، أن يخضع الطبيب لشهر عمل في فرق التقصي الوبائي بعد قرار من وزير الصحة تم تعميمه على جميع أطباء الامتياز، حيث بدأ عمله في التقصي منذ أسابيع دون مكافآت مالية أو أي معدات تقيه خطر الإصابة.
وتابع أنه تم تشخيص إصابته بالفيروس منذ نحو أسبوع، مبينا أنه أصبح خائفا من أن ينقل العدوى لوالديه.
وأكد أنه لم يتقاض أي مكافأة عن عمله، خاصة وأنه يملك مزاولة مهن مؤقتة وليست دائمة لأنه طبيب امتياز، متسائلا عن حقوق أطباء الامتياز الذين تم إجبارهم على العمل في فرق التقصي الوبائي وتعرضهم لخطر الإصابة بشكل كبير.
طبيب امتياز ثان، يعمل في أحد المستشفيات العامة، قال إنه يعاني الأمرين في فرق التقصي الوبائي، خاصة أنه لم يبدأ سنة الامتياز إلا منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.
وأكد أنه لم يحصل على أي مكافأة جراء عمله في المستشفى لغاية الآن، لافتا إلى أن أطباء الامتياز يعانون الأمرين جراء أعمال يقومون بها خارج نطاقهم، مع غياب التدريب الفعلي واقتصار أعمالهم على أخذ الحرارة من المرضى أو توصيل "الكانيولا"، وهي أنبوب دقيق يمكن إدراجه في فتحات أو أوعية أو تجاويف الجسم، لإدخال أو سحب السوائل.
وأوضح أنه لا يجب إجبار طبيب الامتياز على العمل في فرق التقصي الوبائي لأسباب منها؛ غياب التدريب الفعلي وخطر الإصابة، إضافة إلى التكلفة المالية التي يدفعها الطبيب من جيبه في التنقل.
وتابع أن عمله في فرق التقصي الوبائي لا يؤمن له أدنى مقومات الأمان من خطر إصابته بالفيروس، مشيرا إلى أن فريقا من 4 أطباء، يحصل على بدلتين اثنتين للحماية، فيما يبقى الآخران من دون بدلات.
ولفت إلى أن كل طبيب في فرق التقصي يمكن أن يأخذ 500 عينة يوميا، وبالتالي فإنه معرض للإصابة بشكل كبير.
وفي هذا السياق، قال نقيب الأطباء الأسبق، الدكتور أحمد العرموطي، إنه وبمتابعة موضوع أطباء الامتياز الذين يعملون في فرق التقصي عن وباء "كورونا"، تبين أن هؤلاء يكلفون بالعمل في فرق التقصي في شهر واحد من ضمن أشهر "امتيازهم" كمتطلب لإكمال سنة الامتياز.
وأوضح أن هذه الفئة من الأطباء، لم تحصل على مطعوم "كورونا" لغاية الآن على الرغم من تعرضها المباشر للاختلاط مع المصابين، إضافة إلى أن أي طبيب فيها لم يتقاض بدلا ماليا عن الأعمال التي يقوم بها في فرق التقصي الوبائي بمختلف مناطق المملكة.
وبين أنه من المتعارف عليه، منح أطباء الامتياز مكافأة شهرية بحدود 90 دينارا تصرف لهم كل أشهر عدة، وهو رقم بسيط للغاية مقارنة بالجهود التي يقدمونها.
وأضاف العرموطي أنه وقبل أيام قليلة، أصيب طبيب امتياز يعمل في فرق التقصي الوبائي بـ"كورونا"؛ حيث بات التساؤل بين أوساط أطباء الامتياز يرتكز على مدى قدرة وزارة الصحة على منح هؤلاء مطعوم "كورونا"، خاصة وأنهم من الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأشار إلى أنه على الرغم من صغر سن أطباء الامتياز، إلا أن عملهم وتماسهم مع المرضى يتوجب على وزارة الصحة إعطاءهم الأولوية في أخذ المطعوم، إضافة إلى إعادة النظر في قيمة المكافأة الشهرية التي لم تتغير منذ أكثر من 30 عاما إن وجدت.
وفي رده على مطالب أطباء الامتياز، أكد نائب رئيس لجنة ممارسة صلاحيات ومهام نقابة الأطباء، الدكتور محمد رسول الطراونة، أن هذه الفئة من الأطباء تخضع للتدريب وحاصلة على رخص مزاولة مؤقتة.
ولفت إلى أنه وفيما يخص مطالبهم المالية، فإنها كانت مرتبطة مؤخرا بموازنة وزارة الصحة التي كانت معروضة على مجلس الأمة، حيث سيتم الإفراج عنها قريبا.
وبين أن من حق أطباء الامتياز الذين يعلمون في فرق التقصي الوبائي الحصول على كامل المعدات والملابس والكمامات التي يتم استعمالها مع المرضى، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان يكون هناك نقص مؤقت في هذه المواد إلا أن حق هؤلاء الأطباء مصان في حصولهم عليها.
وشدد الطراونة على أن هذه الفئة من الأطباء مشمولة مع كل الكوادر الطبية التي تعمل ضمن فرق التقصي الوبائي في الحصول على معدات الوقاية والسلامة.
وأوضح أنه تم وضع وزير الصحة بصورة مختلف مطالب أطباء الامتياز، منوها إلى أنه وعد لجنة تسيير أعمال النقابة خلال الاجتماع الأخير أن يتم تنفيذ هذه المطالب بالسرعة الممكنة.
وحول حقهم في الحصول على المطاعيم، قال الطراونة إن الأردن مر خلال الأسابيع الماضية بفترة نقص في الجرعات المضادة للفيروس، وهو ما انعكس على الكوادر الطبية بشكل عام.
وأشار إلى أن الوزارة تعتبر أطباء الامتياز من ضمن الكوادر الطبية التي لها الحق في الحصول على المطاعيم كأولوية، إلا أن التوجه الحالي لمنح اللقاح للكوادر التي لها تماس مباشر مع المصابين على غرار الأطباء الأكبر سنا أو أصحاب الأمراض المزمنة أو الكوادر الصحية التي تعمل داخل أقسام العناية الحثيثة أو الأمراض الباطنية.
وشدد الطراونة على أنه وعند توفر المطاعيم بكمية معقولة، سيتم شمول أطباء الامتياز الذين يعملون أو عملوا في فرق التقصي الوبائي ومنحهم المطاعيم اللازمة.