أكاديمية أردنية.. لم لا؟!

الدرس الذي علينا أن نتلقفه باهتمام ورعاية بعد فوز منتخب قطر الشقيق، في تصفيات كأس آسيا، هو أننا أمام فرصة تاريخية لإعادة تمثيل هذا الفوز الكبير محليا وبتوقيع أردني خالص!اضافة اعلان
ما فعله الأشقاء في قطر كان من الممكن أن يتكرر لو أن الدعم بدأ مع صغار اللاعبين، من خلال استحداث أكاديمية خاصة لتدريب الصغار، وتأهيلهم كما فعلوا تماما في أكاديمية "أسباير"، والتي أنتجت نجوما حقيقيين في كرة القدم العربية.
مازلنا في الوطن العربي لا نتعامل مع كرة القدم كصناعة حقيقية كاملة العناصر الإنتاجية والتحضيرية والأكاديمية والطبية اللازمة. نحن اعتدنا على أن من يصنع كرة القدم هم لاعبو المنتخب المختارون من فرق محلية، وقليل ممن تدرب عبر منتخبات الشباب. لكن حتى اليوم لم نلتقط فكرة صناعة المنتخب منذ نعومة أظفاره، كما تفعل فرق عالمية كبيرة ، نشجعها ونهتم بمتابعة أخبار نجومها.
كرة القدم اليوم، إلى جانب أنها فسحة جميلة للفرح والسعادة والشعور بالانتصار، و فرصة مشروعة وأخلاقية للتشجيع والانحياز، هي صناعة اقتصادية بكل ما تحمل العبارة من معاني.
فالتدريب صناعة ومثله التأهيل والتحليل والقراءة والاحتراف والتشجيع والمتابعة والنقد والتخطيط والاختيار.
لا ينقص الأردن سوى قرار مسؤول باستحداث وتبني أكاديمية صناعة المنتخب القادم للعشر سنوات القادمة. عشر سنوات بعمل جاد ووطني ومثابر نصنع منتخبا أردنيا قويا، نعتمد على أدائه في المستقبل ونصنع إلى جانب السعادة والاهتمام، بابا جديدا للاقتصاد المحلي لا يستهان به، مثله مثل السياحة والاستثمار والصناعة والزراعة.
الاستثمار في حقل رائع كالرياضة، ومنها كرة القدم وكرة السلة، وبعيدا عن مخططات سابقة لتحسين الموجودات، بل لقيام جيل جديد مختلف كليا، يلعب باحترافية وينافس عن جدارة، كما شاهدنا وتابعنا منتخب دولة قطر، والذي هو نتاج عشر سنوات من التدريب المتواصل والتجهيز المعتمد للفوز، لمسنا مواهب أفراده المختلفين في أصولهم، المجتمعين على هدف واحد؛ إنجاح المهمة التي تجهزوا لأجلها.
من المهم بمكان أن تبدأ الدولة بالتفكير نحو هذه الطريقة الجاهزة والمجربة، وهي طريقة لو سهلت لها الظروف الأولية، ليست مكلفة ولا مرهقة على ميزانية الرياضة والشباب. بل هي فرصة عظيمة لفتح باب التنافس الشريف بين طلاب المدارس الحكومية والخاصة، لانتقاء المواهب المدفونة في الشوارع والحارات وساحات المدارس، غير القادرة على التسجيل في مراكز وأكاديميات خاصة مكلفة، وهي غير مهيأة لتكون مخزنا للطاقات الشابة المطلوبة لصناعة فريق وطني ممتاز. لأن غالبيتها تجارب فردية لم تستطع أن تكمل المشوار مع المواهب رغم وجودها فعلا، لأسباب تخص تلك الأكاديميات .
المطلوب هو تبني الدولة لأكاديمية أردنية تعنى بانتقاء المواهب الصغيرة من المدارس، وبإشراف وطني خالص مع دعم لا يمكن الاستغناء عنه من قبل مؤسسات وهيئات خاصة، تصنع الفرق في كرة القدم الأردنية، وتصنع السعادة للأجيال القادمة، عبر باب يبدو وأنه المنفذ المتاح للاتفاق والحماس والتأييد والفرح.