ألف وحدة استيطانية جديدة لعزل القدس

نادية سعد الدين عمان - تسارع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخطى لتهويد القدس المحتلة وإغراقها بالمستوطنين؛ عبر "المصادقة على مخطط استيطاني ضخم لإقامة ألف وحدة استيطانية جديدة لتحويل الأحياء والقرى العربية بالمدينة إلى معازل محاصرة، وتطويقها بالمستوطنات، وفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية المحتلة"، وفق منظمة التحرير الفلسطينية. وأفادت منظمة التحرير، في تقرير أصدرته أمس، أن "الحكومة الإسرائيلية قررت إقامة ألف وحدة استيطانية على أراضي قرى الطور، عناتا، العيزرية، وأبو ديس، في المنطقة المسماة "E1"، ضمن مشروع القدس الكبرى الإستيطاني، والذي يدخل كجزء أساسي في مخطط الضم الإسرائيلي". وقالت إن المخطط الاستيطاني الجديد من شأنه أن "يغلق المنطقة الشرقية من القدس المحتلة بشكل كامل، ويطوق المناطق؛ عناتا، الطور، حزما، بحيث تُحرم من أي إمكانية توسع مستقبلية باتجاه الشرق". وأوضحت، في التقرير الذي أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع للمنظمة، أن "تنفيذ المشروع الإستيطاني يؤدي إلى ربط جميع المستوطنات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود ما يسمى بلدية الاحتلال في القدس مع المستوطنات داخلها". ونوهت إلى أن الاحتلال يستهدف "تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة، فضلا عن ضم مساحات واسعة من الأراضي في الضفة الغربية إلى حدود ما يسمى "بلدية القدس الكبرى" وفق المخطط الإسرائيلي". وبينت المنظمة، أن معلوماتها تفيد بأن "نقاشاً قد جرى في قنوات اتصال خلفية داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي مع الإدارة الأميركية لبدء البناء في تلك المنطقة في سياق التخطيط لضم كتل استيطانية في محيط القدس المحتلة إلى المدينة لتوسيع حدودها وصولا لما يسميها الاحتلال "بالقدس الكبرى". ويأتي ذلك، وفق المنظور الإسرائيلي والأميركي، "ضمن سياق عملية الضم وتطبيق رؤية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حيث ستشمل ما يسمى "القدس الكبرى" الكتل الاستيطانية الثلاث: "معاليه أدوميم" و"غوش عتصيون" و"جفعات زئيف" الإسرائيلية، وربما كتلة رابعة إضافية هي "آدم – كوخاف يعقوب"، مما يمزق الضفة الغربية ويعزل شمال ووسط الضفة عن جنوبها ويمنع قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة"، بحسب المنظمة. فيما يؤدي المخطط الاستيطاني في مشروع E1 إلى تدمير التجمعات البدوية التي تعيش في المنطقة الشرقية من مدينة القدس، وعلى طول المنطقة الممتدة حتى مشارف الغور، حيث يخضع عدد كبير من التجمعات الفلسطينية في هذه المناطق لجهود إسرائيلية متواصلة لتهجيرهم وحرمانهم من أراضيهم ومنازلهم . وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت عن إطلاق خطة تهويدية جديدة في شرق القدس المحتلة، تتضمن مشروعاً ضخماً لإقامة ما يسمى "وادي السيليكون" أو "السيليكون فالي"، والذي سيتم بموجبه إغراق المنطقة بالمستوطنات، عبر توسيع مساحات المحال التجارية والغرف الفندقية على الأرض الفلسطينية. وفي حين لا تتوقف عمليات التوسع الاستيطاني في القدس المحتلة ومحيطها، فإن عمليات هدم ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، لاسيما في محافظة الخليل، مستمرة، عبر هدم المنشآت السكنية والزراعية وإجبار العائلات الفلسطينية في مناطق مختلفة على هدم منازلها بنفسها، بدعوى البناء دون ترخيص. وقالت المنظمة في تقريرها إن "سلطات الاحتلال نفذت خلال النصف الأول من العام الجاري داخل أحياء مدينة القدس المحتلة 74 عملية هدم، منها 30 عملية هدم ذاتي، تركزت في أحياء سلوان والعيسوية وجبل المكبر وبيت حنينا وصور باهر وشعفاط ووادي الجوز وراس العامود والطور، في حين وزعت 53 إخطاراً بالهدم ووقف البناء" . ولفتت إلى أن "سلطات الاحتلال تواصل التضييق على المواطنين الفلسطينيين لصالح المشاريع الاستيطانية، عبر التسبب، برفقة المستوطنين، في إشعال الحريق ضمن مساحات شاسعة من أراضي المواطنين في مناطق مختلفة". فيما "يتعمد جنود الاحتلال ومجموعات المستوطنين استهداف الأراضي الصالحة للزراعة من خلال إشعال الحرائق وتنفيذ الاعتقالات بحق أصحابها الفلسطينيين ومصادرة المعدات الزراعية وتحطيم المنازل". كما تواصلت انتهاكات الاحتلال عبر "الاستيلاء على 327 دونماً من أراضي قرية كيسان شرق بيت لحم لإقامة 224 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة "ايبي هناحل" الإسرائيلية المقامة على أراضي المواطنين شرق القرية". ويشار هنا إلى أن سلطات الاحتلال استولت مؤخراً على 700 دونم في محيط قرية الفرديس في محافظة بيت لحم. ونوهت المنظمة في تقريرها إلى اعتداءات المستوطنين المتواترة بحق الشعب الفلسطيني، كما حدث في الأغوار الفلسطينية الشمالية عبر سرقة المعدات والأدوات التابعة لعدد من المواطنين وتخريب خزانات المياه وسرقة محتويات منازل المواطنين في المنطقة". وفي جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الاحتلال والتي تهدف إلى تهجير واقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم؛ فقد "سلمت سلطات الاحتلال إخطارات بهدم قرية فراسين في منطقة يعبد غرب جنين، وذلك بعد اقتحام القرية وتسليم الإخطارات التي تقضي بهدم جميع منشآت ومساكن وآبار القرية التي يسكنها نحو 200 نسمة وتقع بين بلدتي يعبد في محافظة جنين وقفين في محافظة طولكرم"، وفق ما ورد في تقرير المنظمة.اضافة اعلان