"أماكن منسية" للحوراني في غاليري "ثيرفانتيس"

"أماكن منسية" للحوراني في غاليري "ثيرفانتيس"
"أماكن منسية" للحوراني في غاليري "ثيرفانتيس"

 عين الكاميرا.. تترصّد أثر الإنسان المترسب في الزمان والمكان


لم يعد فن التصوير الفوتوغرافي مجرد انتقاء لجزئيات العالم المرئي، ونقلها من سياقها المترامي إلى حيّز التأطير. لم يعد كذلك، في زمن انسلت فيه الذاكرة من رحم المكان، كما تنسلّ الروح من جسد على أطراف الوحدة والنسيان.

اضافة اعلان

"أماكن منسية".. قاربت في مدارات البصر بين حدّي الذاكرة والنسيان؛ ذاكرة مجبولة من طين وتبن وخشب وحجارة، خزنها الإنسان في معمار القرى عبر البيوت المقببة.. وارتحل.

جاءت أعمال الفنان هاني الحوراني التي عرضت مساء الأول من امس في غاليري المركز الثقافي الأسباني "ثيرفانتيس".. كي تسرد، بعين حاذقة، سيرة أثر الإنسان المترسب في ذرات المكان.. وروحه.

ويقدم الحوراني معرضه هذا تحيةً لأناس تواروا وراء جدران الأماكن التي قام بتصويرها في قرى شمال سوريا والبلدة القديمة في العقبة، وتصويره لبقايا منازل مهجورة ومهدمة على شاطئ البحر في منطقة وسطية ما بين الشارقة ودبي. وهو باحتفائه بجماليات تلك الأمكنة، يوجه الأنظار إلى بناتها وقاطنيها الذين خلفوها وراءهم.. تاركين بصماتهم وآثارهم الدالة علي نبض كانت تطفح به، لزمن مضى، أرجاء المكان.

يقول الحوراني حول موضوع معرضه: "نحن إزاء أماكن منسية نراها من الداخل والخارج، أماكن تفصلنا عنها آلاف الكيلوميترات، لكن يقرب بينها خطر الزوال أو هاجس الصمود. ويضيف: "ان الصور المعروضة ترصد مشاهد متعددة لواقع معاش في العالم العربي اليوم. وهي إذ تحتفي بالمكان فإنها تبحث وراءه.. إنها تتساءل عن مصائر الناس المتوارين خلف الصور المعروضة.

لم يكتف الحوراني بنتائج التقاطاته لتلك المواقع عبر عين الكاميرا، بل تدخّل في بعض نتائجها بإضافة الألوان عليها وإكسابها ملمسا يحاكيها تأثيراً.. وإيقاعاً.
وهنا، نتساءل عن القيمة الجمالية والتعبيرية التي تضفيها تلك التدخلات على الصورة الفوتوغرافية،عدا عن التغييرات التي تحدثها على الصورة كمعطى توثيقي؟.

 يشار ألى أن الحوراني تلقى في حداثة سنه المبكر في الفترة ما بين العام 1961 والعام 1964 العديد من دورات الرسم والتصوير الزيتي على فنانين أردنيين وعالميين، وهو عضو مؤسس لندوة الرسم والنحت التي تشكلت في العام 1963، وفي العام 1970 نال من الجامعة الأردنية بكالوريوس العلوم السياسية والإدارية.
والحوراني عضو مؤسس في العديد من الروابط والاتحادات الثقافية منذ العام 1971، ومتفرغ حالياً لإدارة مركز الأردن الجديد للدراسات والنشر الذي أسسه في العام 1992. أقام ما يقرب من 8 معارض شخصية بين التشكيل والفوتوغراف وشارك في اخرى جماعية.