أمراض القلب تتسبب بنسبة وفيات أعلى من السرطان بين النساء

أمراض القلب تتسبب بنسبة وفيات أعلى من السرطان بين النساء
أمراض القلب تتسبب بنسبة وفيات أعلى من السرطان بين النساء

 عمان-الغد- تعد الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، سبباً مهماً من أسباب الوفيات عند النساء فوق سن 55 عاماً. هذا ما سجلته الإحصاءات في كندا؛ حيث تبين أن عدداً أكبر من النساء الكنديات يتوفين من أمراض القلب والشرايين بالمقارنة بالنساء المصابات بسرطان الثدي، أو السرطانات الأخرى مجتمعة، وحتى عند النساء الأصغر سناً تتساوى أمراض القلب، والأوعية الدموية مع سرطان الثدي في التسبب في وفيات النساء.

اضافة اعلان

   وتتأثر وسائل تشخيص أمراض القلب، وعلاجه عند النساء بعوامل متعددة، منها: أن الأعراض الأولى للمرض أو ما يسمى بالخناق، أو الذبحة (ANGINA) أي آلام الصدر تكون مغايرة للآلام المتعارف عليها بنسبة كبيرة، فهي تحدث دون جهد، وتتصف بالحدة كطعنة السكين، وتنقل أماكن الإحساس بها في الصدر، كما نجد أن الإصابة باحتشاء عضلة القلب "الجلطة" أقل حدوثاً كعرض أولي عند النساء منها عند الرجال.

    أما عن وسائل التشخيص المتعارف عليها؛ فإن قدرتها على تشخيص الإصابة عند النساء أقل منها عند الرجال، كما أن النساء اللاتي يظهرن أعراض المرض وعلاماته هن في الواقع أكبر سناً، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى، وهذا أيضاً ينعكس سلباً على استجابتهن للعلاج بالأدوية، أو بالوسائل الجراحية المختلفة، وقد أدت الاختلافات المذكورة أعلاه إلى تباين آراء الخبراء، والتباس مواقف الأطباء، وانعكاسها سلباً على الوسائل المتبعة لإجراء الفحوص التشخيصية والعلاج اللازمين، بيد أنَّ العوامل المسببة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية لا تختلف عموماً عند النساء منها عند الرجال، فإن لبعض هذه الأسباب آثاراً أكبر عند النساء.

الأسباب:

من أهم أسباب إصابة النساء بأمراض القلب، والشرايين التاجية:

• قلة النشاط الحركي.

• التدخين.

•زيادة الوزن.

• مرض السكري.

•الطبقة الاجتماعية.

•ارتفاع ضغط الدم.

•اضطراب كولسترول الدم ودهنياته.

   وتشير الإحصائيات إلى أن 30% من النساء الكنديات يدخن، بينما لا تتعدى النسبة 26% عند الرجال، ولدى النساء الأقل من الخمسين من العمر يصبح تدخين أكثر من 35 سيجارة في اليوم عاملاً مهماً للخطورة، يزيد احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين إلى عشرة أضعافها منها عند غير المدخنات.

    أما اضطرابات دهنيات الدم، فتميل النساء للتمتع بنسبة أقل من الكولسترول السيئ LDL ونسبة أعلى من الكولسترول الحميد HDL ولكن سرعان ما يتغير هذا الأمر بعد سن اليأس، حيث تبدأ نسبة الكولسترول الحميد بالانخفاض، وتتضاعف احتمالات التعرض لأمراض القلب والشرايين مرتين، أو ثلاثة أضعاف عما كانت عليه قبل سن اليأس، ويبدو أن تناول الهرمونات بجرعات منخفضة يعمل على تخفيف هذه الاحتمالات وتراجعها.

    وقد أوصت مقررات المؤتمر الكندي للكولسترول بمعالجة ارتفاع الكولسترول للنساء، والرجال على حد سواء، والهدف هو تخفيض الكولسترول إلى ما دون المستوى الطبيعي. ومن الملحوظ أن عدداً كبيراً من الدراسات المعتمدة لم تشمل النساء، لذا فإن الآثار المترتبة على تخفيض الدهون تبقى أقل وضوحاً عند النساء منها عند الرجال، ويبدو أن ارتفاع الشحوم الثلاثية، وانخفاض الكولسترول الحميد HDL يعدان من عوامل الخطورة الأقوى عند النساء منها عند الرجال.

    أما ارتفاع الضغط الشرياني فإنه عندما يزيد على 85/160 فإنه يضاعف احتمال حدوث الإصابة بتصلب الشرايين ضعفين، أو ثلاثة أضعاف، ولكن للنساء حماية خاصة بهن، فالأضرار الناتجة عن ارتفاع الضغط كالإصابة بالسكتة الدماغية، وتصلب الشرايين التاجية، وهبوط القلب، والوفاة المفاجئة، تقل عند النساء بنسبة 33% عنها لدى الرجال، ويبدو أن علاج ارتفاع الضغط عند النساء أقل تأثيراً على نسب وفياتهن، كما أن ارتفاع الضغط الانقباضي عندهن أكثر أهمية من ارتفاع الضغط الانبساطي.

   أما الإصابة بمرض السكري عند النساء فإن الإحصاءات أفادت أن إصابتهن بالسكري تؤدي إلى زيادة في خطورة تعرضهن للإصابة بتصلب الشرايين التاجية بنسبة تصل إلى 3 أضعافها عند النساء غير المصابات بالسكري، بينما لا تزيد إصابة الرجال بالسكري من خطورة إصابتهم بتصلب الشرايين عند الرجال غير المصابين بالسكري إلا بنسبة أقل من الضعفين.

    وترجع هذه الفوارق إلى عوامل منها: اتباع نمط حياة كسول، ومقلل من الحركة الرياضية ـ كما هو الحال عند معظم نسائنا ـ ويبدو أن لقلة الحركة الرياضية دوراً في زيادة خطورة التعرض للإصابة بأمراض القلب.

    ويمكن التغلب على ذلك باتباع نمط حياة نشطة، تعتمد فيها الحركة الرياضية الفاعلة بما لا يقل عن 20 دقيقة من المشي السريع، أو ما يوازيه ثلاث مرات أسبوعياً.

    وللنساء حماية خاصة بهن من أمراض القلب والشرايين، تنجم عن هرمون الإستروجين في سن ما قبل سن اليأس، ولكن سرعان ما تضعف هذه الوقاية بعد سن اليأس بسبب تراجع نسبة الإستروجين، مما يؤدي إلى زيادة تعرض النساء للإصابة بتصلب الشرايين في سن أكبر بعشر سنوات منه عند الرجال، وتكثر عند النساء كبيرات السن الإصابة بأمراض أخرى مرافقة، وترتفع خطورة التعرض للإصابة باحتشاء عضلة القلب، وما ينجم عن ذلك من خطر الإصابة بضعف في عضلة القلب، أو زيادة في خطر الوفاة.