أم حسن وأولادها الخمسة: أسرة بلا معيل تئن بصمت من وطأة الفقر

سماح بيبرس

عمان– في قبو مظلم متهالك بعيدا عن أعين الناس وضوضاء المدينة المحيطة، تقطن أم حسن وأولادها الخمسة، يحاولون كل يوم ان يتعايشوا مع فقرهم وقلة حيلتهم.اضافة اعلان
مطلقة منذ حوالي العامين من زوج فضل تركها في عمان، ليعيش في فلسطين دون أن يسأل عن أولاده، الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و9 أعوام، ولا عن مصروفهم وأكلهم ودراستهم.
تعيش مع أبنائها في المنزل المكون من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام مقابل إيجار 150 دينارا شهريا يدفعه أخوها، وتتلقى مساعدة شهرية من جمعية بقيمة 35 دينارا شهريا، اضافة الى بعض المساعدات من "أهل الخير" كل فترة وأخرى.
أصعب ما تعانيه أم حسن هو "الخوف الدائم" بأن تصبح في يوم من الأيام في الشارع مع أبنائها، فليس هناك من شيء ثابت في حياتها إلا الفقر والحاجة، حتى الـ35 دينارا لم تلتزم بها المؤسسة في آخر شهر"، كما تقول.
وصاحب المنزل زاد الإيجار مؤخرا 30 دينارا، وهي لا تعلم كيف ستتدبر الفرق حتى اليوم.
ليس لدى أبنائها، حتى اللحظة، تأمين صحي أو حقوق "بحكم أنّ أباهم ليس أردنيا"، وكل ما استطاعت القيام به هو تأمين أطفالها للذهاب للمدرسة الحكومية القريبة من منزلها في منطقة مرج الحمام.
لم تجد أم حسن عملا رغم محاولاتها المتكررة، وقد يسعفها الحظ أحيانا بأن تطلب منها عائلات قريبة مساعدتها في الطبخ لتحصل مقابل ذلك على بضعة دنانير بين الحين والآخر.
أم حسن واحدة من بين فقراء الأردن الذين باتوا يشكلون حوالي 20 % من سكانها، وفق احصائيات غير معلنة بعد.
وتقدر دراسة الفقر الرسمية الأخيرة والتي كانت للعام 2010 نسب الفقر في المملكة
بـ 14.4 % ، وقد كانت هذه النسبة ستصل إلى 17 % لولا كافة أشكال المساعدات المقدمة من المؤسسات الحكومية لبعض الأسر.كما كانت هذه النسبة ستصل إلى 15.8 % لولا تدخل صندوق المعونة الوطنية وحده.
ويشار هنا الى أن 18.6 % من مجموع السكان الأردنيين مهددون بالانضمام إلى الفقراء والذين أطلق عليهم "الفقراء العابرون".
ويعرف الفقراء العابرون بأنهم أولئك الذين يختبرون الفقر لفترة 3 أشهر في السنة أو أكثر.