أنا عندي حنين.. لكنني أعرف لمن، كما تعرف السيدة فيروز وتحاول أن تكابر..
عندي حنين للأمكنة العابقة بأنفاس أناس طبعوا وشمهم فوق روحي ورحلوا بعيدا..
عندي حنين للنسيان: نسيان الألم الذي يعصف بقلبي كلما تذكرت كم كنت معطاءة.. مع آخرين بخلاء وناكري جميل..
عندي حنين كبير لأبي (رحمه الله).. وإلى تلك الجولات التي كنت فيها رفيقته الدائمة.. أبوح له بما في قلبي من أحزان طارئة يبددها بكلامه الطيب وحكمته العظيمة ونظرته الحنونة..
عندي حنين دائم أن أبقى بجوار والدتي الحبيبة الغالية والحنونة، وأن أرمي برأسي في حضنها، وتعبث بشعري وتنسيني وجع الدنيا، ومن فيها وتمسح عن جبيني لحظات انكساري وضعفي..
عندي حنين للدردشة معها واحتساء فنجان قهوة يذكرني ببنّها الذي يشبه لون عينيها اللتين انغرستا في مخيلتي كبوابتين للحب والأمل..
عندي حنين للطفولة والشقاوة، حيث كنت أصرخ بكل ما في جوفي من غضب، وأتحدى العالم، وأحدق بعينين كاسرتين في وجهه..
عندي حنين لدميتي الصغيرة التي كانت ترافقني حتى في أحلامي وتشهد على بطولاتي وخيباتي..
عندي حنين لبراءة كانت في قلوب الآخرين.. براءة كانت تمحو قسوة الأشياء لتغسل أرواحنا..
عندي حنين للبحر الكبير وهو يجر بأمواجه تعب المياه ويلقيها على أحجار الشاطئ الصغير..
عندي حنين للمراكب البعيدة وهي تحمل أناسا إلى أقدار الغربة التي لم يساهموا في رسمها وصياغتها..
عندي حنين لرفيقات أبعدتني مشاغل الحياة عنهن وقذفت بهن إلى بلدان النفط والمال والسعادة العابرة..
عندي حنين لصداقات كانت تزيل العثرات من طريقي، وتفيض أصالة وحبا مع مرور الأيام وتضفي الصفاء على نفسي وروحي..
عندي حنين للغة أخرى لا تعرف الحقد والشر والأذى.. لغة حروفها المحبة وبريقها الجمال وغلافها السلام..
عندي حنين لأحلام تجعلني أكثر زهوا وجنونا وبهجة.. أحلام تخطفني إليها لأكون أكثر تمسكا بالحياة وأشد تسلحا بالإرادة..
عندي حنين أن أعود إلى أناي الأولى التي لوثتها مجاملات الأمكنة التي يضطر الإنسان إلى أن يمكث فيها رغما عنه..
عندي حنين لماض لم يقدر على أن يجعل الحاضر يبتسم ولو للحظات..
عندي حنين للصمت، ليكون بمقدوري أن أتأمل الأشياء من حولي بكامل حريتي وجنوني ودهشتي..
عندي حنين أن أواصل الحديث عن كائن يدعى أنا، لم يعد يعجني أداؤه ولم أعد قادرة على السيطرة عليه، وإعادته إلى مساحة الطيبة والبساطة..
عندي حنين لشيء غامض لم تتشكل ملامحه بعد..
عندي حنين كبير وشاسع.. لكن رغبة التوقف في آخر السطر تجبره على أن يضع القلم جانبا، ويقرأ سيرة حنينه الذي لا ينتهي..
كالعادة …
رائعة كعادتك … رقيقة كالندى … هي مقالاتك ..
أجمل من الكلمات
رائعه جدا جدا .. كلمات دائما تجول في خاطري .. شعرت اني من كتب هذة الكلمات
الصبا والجمال والشهرة امامك يا ابنتي فريهان
يا ابنتي فريهان .الحياة أمامك بكل جمالها ورونقها .ومعك علمك وثقافتك .عندك خلفية طفولتك وصباك .لديك موهبة مخاطبة جمهورك وان تصلي بيوتهم دون أن تخرجي من بيتك ، وتمتزجين بالناس الذين تغيروا كثيرا وتكاد لا تعرفيهم
عليك أن تصنعين حياتك بنفسك .فالحنين هو الماضي ، والأمل هو المستقبل ومن يريد أن يرجع الى الماضي . أنت الأن مسئولة عن حياتك القادمة .فالحنين يجب أن تكون ذكريات تؤهلنا لآن نحيا حياة الغد المشرقة.دعي الحنين يا ابنتي فجيلك قام بثورات لم بعهدها التاريخ ، وصنعوا المعجزات ، واطاحوا بأنظمة ،وأقالوا وزارات ثلاث بأقل من شهرين ..الصبا والجمال والشهرة أمامك فاحلمي بهم واتركي الحنين
يا له من حنين
تعاود بنا الذكريات الى مراحل جميلة عشناها و تعلمنا منهاالكثير …لعله من سنة الحياة ان يستذكر الانسان لحظات جميلة يترك لعقله و قلبه العنان ان يجولا فيها …مرحلة الخطوبة تلك المرحلة الاسمى التي من خلالها يستذكر المرء جوانب حياة سامية مع حبيبة تشاركه الحياة …و هي المرحلة التي ترسم لحياة جديدة جميلة و ترقى لمستوى عالي من الرقي و السمو ..الحنين سمة المحبين و الطيبين و هي صفة لاولئك الذين يحملون الوفاء و الاخلاص