‘‘أنديفر الأردن‘‘: 5 تحديات تواجه رياديات الأعمال في الأردن

إبراهيم المبيضين

عمان- ليست بيئة ريادة الأعمال في الأردن مفروشة بالورود أمام الرياديين والرياديات، فالجميع يواجه تحديات متعددة، بيد أن هناك تحديات خاصة بالسيدات الرياديات ما تزال تحد من انخراطهن بما يكفي في نظام ريادة الأعمال والاقتصاد في بلد يبلغ فيه عدد الإناث 4.7 ملايين يشكلن نسبة 47.1 % من السكان للعام 2017.اضافة اعلان
وكشف تقرير بحثي أعلنت عنه يوم أمس مؤسسة "أنديفر الأردن" -المعنية بدعم وتسريع نمو رواد الأعمال ذوي التأثير العالي- عن خمسة تحديات اجتماعية واقتصادية تواجه السيدات الرياديات الأردنيات عند تأسيس أو التوسع بشركاتهم الخاصة في طريق تحويلها الى مشاريع إنتاجية.
وجاء الإعلان عن نتائج التقرير والحوار حول نقاطه الرئيسية ومناقشة الحلول لتجاوز التحديات في فعالية عقدتها مؤسسة "أنديفر الأردن" بالتعاون مع شركة "عالم الحروف" -مشروع نساء كشركاء في التطوير والتقدم، وبرعاية بنك الاتحاد؛ إذ جاء عقد هذه الفعالية كمساهمة "إنديفر الأردن" في أسبوع الريادة العالمي (12-18 تشرين الثاني/نوفمبر).
وحدد التقرير -ومن خلال المقابلات المعمقة- خمسة تحديات رئيسية تعيق وتحد من مسيرة النساء الريادية، وهي: تردد وإحجام المستثمرين عن الاستثمار في الشركات الناشئة التي تقودها النساء، ما يشكل تحديا للرياديات للتصدي لتوقعات المستثمرين حول قدرتهم على المواءمة بين أدوارهن كزوجات وأمهات وسيدات أعمال في الوقت نفسه.
ووفقا للبحث فتمثل التحدي الثاني بالوصول إلى التمويل، الذي يعوقه في الدرجة الأولى الافتقار إلى المعرفة والوصول إلى الثروات، ومحدودية الضمانات التي تمتلكها النساء، فيما تمثل التحدي الثالث بالقيم الاجتماعية والخيارات المهنية؛ إذ أظهر البحث أن القيم الاجتماعية لا تشجع ريادة الأعمال كخيار مهني، خاصة بين النساء.
وأظهر البحث تحديا رابعا يتمثل بالثقة والكفاية الذاتية والخوف من الفشل، فيما تمثل التحدي الخامس بالمساءلة القانونية التي تعد تحديا كبيرا للنساء، وذلك تعود أسبابه إلى المعتقدات الاجتماعية مما يحول من تأسيس معاملات تجارية عادلة.
وبناء على النتائج، يتبين أن النساء يواجهن العديد من التحديات غير المباشرة التي تحد من فرصهن في الحصول على منافع متساوية من الفرص المتوفرة في البيئة الريادية في الأردن، فرغم أن السياسات والإجراءات والخدمات المقدمة من قبل حاضنات ومسرعات الأعمال والبرامج الداعمة لريادة الأعمال في الأردن تعامل النساء والرجال سواسية خلال عملية الاختيار والحضانة، إلا أن النساء يمثلن فقط ربع رواد الأعمال المحتضنين.
وبلغة الأرقام الرسمية -وبعيدا عن نتائج البحث- بلغ معدل البطالة للإناث في الأردن خلال الربع الثاني من العام الحالي (26.8 %)، كما تشير بيانات "الإحصاءات العامة" الى أن نسبة الإناث المتعلمات اللاتي أعمارهن 15 سنة فأكثر تصل الى 93.1 %.
وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة "أنديفر الأردن" ريم القسوس "إن النساء الرياديات يشكلن نسبة 22 % فقط من مجموع رياديي إنديفر الأردن".
وأضافت القسوس "من خلال تواصلنا وتفاعلنا المستمر مع الرياديات، فإننا نرى وبوضوح التحديات التي يواجهنها، وهي تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التحديات التي يواجهها الرجال".
وأكدت أننا نحتاج للعمل كيد واحدة لتحديد طرق لإعادة رسم المسيرة الريادية للنساء في الأردن.
وتدعم "أنديفر الأردن" حالياً 37 ريادياً يمثلون 24 شركة من قطاعات متنوعة.
وقالت المدير التنفيذي لشركة "عالم الحروف" ميادة أبو جابر "البحث نفذ خلال فترة شهرين وبالاستعانة بخبرات الباحثة الاجتماعية والاقتصادية شيرين العبادي".
وقالت أبو جابر "هناك نوعان من التحديات المتعلقة تحديدا بالنساء، تلك التي تتعلق بمحيطها الخارجي مثل الضغوطات المجتمعية والعائلية، والداخلية منها أبرزها الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية".
وقدمت الباحثة الاجتماعية والاقتصادية، شيرين العبادي، نتائج البحث مستعرضة محددات إطار ريادة الأعمال الحالية في الأردن، والسمات الفردية والاجتماعية نحو ريادة الأعمال، والدافع النفسي والديموغرافي.
وأكدت العبادي أهمية الريادة كأداة مناسبة في الوقت الحالي لتطوير الأردن نظراً للنمو الاقتصادي البطيء ومستويات البطالة المرتفعة -وخصوصاً بين النساء.
وبحسب تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، تراجعت ريادة الأعمال في السنوات الأخيرة وهي غير واعدة للنساء الأردنيات. فقد أشار التقرير إلى أن مجموع النشاطات الريادية في الأردن وصل إلى 8.2 % في العام 2016، عندما كان قد وصل إلى 18.3 % في العام 2004.
ويبين التقرير أيضاً أنه من بين كل 5 أفراد (رجالاً ونساء) الذين في طور بدء شركة أو يديرون شركة جديدة، هناك شخص توقفت شركته عن العمل في العام الماضي، وبالنسبة للنساء فإن أسباب ذلك تعزى إلى: أحوال السوق والافتقار إلى الربحية (61 %)، والالتزامات العائلية (16 %)، والوصول إلى مصادر التمويل (13 %).
وأكد مشاركون في الفعالية أن التحديات التي تواجه السيدات الرياديات في الأردن هي نفسها موجودة في دول العالم، ولكن ما يمثل تحدي للسيدات الرياديات في الأردن قد لا يكون تحديا في أميركا مثلا.
وترى المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "ادفايس" للاستراتيجيات التسويقية والعلامية سوزان عفانة، أن السنوات العشر الأخيرة شهدت زيادة أعداد البرامج والمشاريع التي تدعمها الدول المانحة وتركز على موضوع تمكين المرأة وتوعيتها بكيفيات إنشاء عملها الخاص، ولكن ورغم ذلك ما تزال هناك تحديات تواجه السيدات في مجال ريادة الأعمال، خصوصا في بدايات تأسيس المشروع عندما تحتاج الى تعريف شركتك ومنتجك وهو ما يتطلب الخبرة.
وأكدت عفانة أن محددات ثقافية وعائلية قد تعطي الرجل فرصا أكبر في ريادة الأعمال.
وشددت عفانة على أهمية الخبرة للسيدات لدى إنشاء الشركات الخاصة، وقالت "إن متوسط عمر رياديي الأعمال الناجحين هو أكثر من 40 عاما، على الرغم من أننا نعتقد دائما أن الجيل الأصغر هم أكثر نجاحا".
وأكد مشاركون في الفعالية أننا نحتاج فقط إلى المزيد من رياديات الأعمال، بل نحتاج أيضاً إلى المزيد من المستثمرات من الإناث، والشركاء في الإدارة، ومديري التمويل الإناث.
كما شددوا على أهمية تقديم الدعم المعنوي من المحيط للرياديات الأردنيات وتعميق حالة الوعي بأهمية مشاركة المرأة الاقتصادية، لأن النواحي الإبداعية والفكرية لا تختلف بين المرأة والرجل؛ فالمرأة قادرة على ريادة الأعمال والتميز اذا ما تجاوزنا المحددات السابقة.
وتشير أرقام أخرى إلى ضعف مشاركة الإناث الأردنيات في سوق العمل الأردني التي تصل الى 17.7 % مقابل 59.4 % للذكور، في الوقت الذي يصل فيه المعدل العام للمشاركة الاقتصادية للمرأة على المستوى العالمي إلى 50 %.