أنواع حساسية الطعام وسبل مواجهتها

تعبيرية
تعبيرية

برلين (د ب أ) - يصاب البعض بمتاعب صحية، كآلام بالبطن وغثيان، بعد تناول أطعمة معينة، كالحليب والخبز. وفي الحالات البسيطة ترجع هذه المتاعب إلى عدم تحمل أطعمة معينة، وهو ما لا يستلزم تجنب هذه الأطعمة، وفي الحالات الخطيرة ترجع إلى الإصابة بحساسية حقيقية تجاه الأطعمة، وهو ما يستلزم تجنبها تماماً.اضافة اعلان

قالت الطبيبة الألمانية داغمار ماينز إنه ليس بالضروري أن يشير ألم المعدة إلى عدم القدرة على تحمل الطعام، ولكن قد يرجع إلى إتباع نظام غذائي غير متوازن أو إلى تناول الطعام بسرعة.

وأوصت ماينز، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الجهاز الهضمي، باستشارة الطبيب، في حال تكرار هذه الأعراض، محذرة من تجنب الأطعمة المسببة للمتاعب من دون الرجوع إلى الطبيب، تجنباً للإصابة بسوء التغذية.

عدم تحمل اللاكتوز:

وفي الحالات البسيطة قد يعاني المريض من عدم تحمل أطعمة معينة، مثل عدم تحمل اللاكتوز. وأوضحت اختصاصي التغذية الألمانية كريستيانه شيفر أن عدم تحمل اللاكتوز يرجع إلى نقص إنزيم اللاكتاز المسئول عن فصل اللاكتوز (سكر الحليب) في المعدة.

وقد يكون اللاكتاز منعدماً أو قليلاً جداً، وبالتالي قد يشعر البعض بآلام بالبطن عند تناول كميات ضئيلة من منتجات الألبان، بينما يتحمل آخرون كمية كبيرة نسبياً من منتجات الألبان.

وأشارت ماينز إلى أنه توجد حالياً أقراص لاكتاز ومنتجات خالية من اللاكتوز، والتي تعد فعاليتها فردية وتختلف من تارة إلى أخرى وفقاً للمدة، التي يستغرقها انتقال الكبسولات والغذاء إلى الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في عدم وصول الأقراص والطعام في وقت مثالي في بعض الأحيان.

ولهذا السبب تخفف أقراص اللاكتاز في كثير من الأحيان المتاعب جزئياً فقط، وهذا ما ينطبق أيضاً على المنتجات الخالية من اللاكتوز، التي تحتوي على بقايا ضئيلة منه.


عدم تحمل الفركتوز:

وبدوره، قال الطبيب الألماني يورغ كلاينه تيبه إن بعض المرضى يعانون من عدم تحمل الفركتوز (سكر الفاكهة)، موضحاً أنه ينقسم إلى نوعين: الأول وراثي نادر الحدوث ناجم عن خلل بعملية أيض سكر الفاكهة.

أما النوع الثاني فهو معوي، ينجم عن تناول كميات كبيرة من الفواكه أو العصائر، وتتمثل أعراضه في آلام بالبطن أو انتفاخ أو إسهال. وأضاف تيبه أنه لا ينبغي التخلي عن تناول الفواكه، وإنما يكفي عدم تناولها بكميات كبيرة.


الداء البطني:

ويعد الداء البطني - المعروف أيضاً باسم الداء الزلاقي أو السيلياك - من الأشكال الخطيرة لعدم تحمل الطعام. وأوضحت الجمعية الألمانية لعلاج الداء البطني أن هذا المرض يندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية المزمنة للأمعاء الدقيقة، وهو يرجع إلى عدم القدرة على تحمل الغلوتين المتوفر في القمح.

ويؤدي هذا المرض إلى التهاب الأمعاء الدقيقة وتقلص الزُغابة المعوية، ما يتسبب في امتصاص الجسم لعناصر غذائية أقل، ما ينجم عنه أعراض نقص متنوعة، مثل آلام المعدة وفقدان الوزن وهشاشة العظام.

وفي هذه الحالة الخطيرة يتعين على المرضى تجنب الأطعمة، التي تحتوي على الغلوتين مدى الحياة، ما قد يسهم في تجدد الزُغابة. وهذا يعني التخلي عن تناول القمح والحنطة والشيلم والشعير. ويعد الأرز وحبوب الذرة من الأطعمة الخالية من الغلوتين، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات واللحوم والحليب والبطاطس غير المجهزة أيضاً.


حساسية مختلطة:

وأشارت شيفر إلى أن بعض المرضى يعانون مما يعرف بالحساسية المختلطة، موضحة أن مَن يعاني من حساسية حبوب اللقاح لا يتحمل المكسرات أو التفاح أو الكمثرى أو الكرز؛ حيث يتحسس الجهاز المناعي تجاه بنية البروتين المماثلة لحبوب اللقاح الموجودة بهذه المواد الغذائية، ما يؤدي إلى إطلاق الناقلات العصبية عند تناولها، والتي تتسبب في استجابات للأغشية المخاطية تشبه الالتهابات. ومَن يعاني من حساسية حبوب لقاح البتولا، يعاني من هذه الحساسية المختلطة بصفة خاصة.

وأوضحت الجمعية الألمانية لأمراض الحساسية والربو أنه يمكن تدمير بعض المواد المسببة للحساسية عن طريق التسخين أو الطحن أو التحميض؛ فمَن يعاني من حساسية التفاح يمكنه تناول شطائر التفاح أو الكمبوت بدلاً من التفاح الخام، مشيرةً إلى أنه ينبغي التخلي عن تناول الأطعمة المقاومة للحرارة، مثل المكسرات أو الكرفس أو الفول السوداني.

وعن حساسية الحليب البقري والبيض وفول الصويا، أوضح تيبه أنها تنشأ في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة وتختفي مع التقدم في المراحل العمرية؛ حيث يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعامل معها.

وأشار تيبه إلى أن الإصابة بالحساسية قد ترجع إلى فرط النظافة؛ حيث أنه كلما تعرض جهاز المناعة للجراثيم منذ الصغر، زادت قدراته الدفاعية. (DW)