أهداف استراتيجية!

تقول تقارير صحافية إن الولايات المتحدة بدأت تبحث مع دول عربية قريبة منها تفاصيل إنشاء حلف جديد يتصدى لقوى التطرّف، دولاً ومجموعات، في المنطقة.

اضافة اعلان

وحسب معلومات نشرتها صحيفة "الحياة" نقلاً عن مجلة "ديفنس نيوز"، بدأ مسؤولون أميركيون يبحثون سبل إزالة العوائق التي تواجه إنشاء هذا الحلف، الذي بات يشكّل هدفاً استراتيجيا للسياسة الخارجية الأميركية.

وستعمل واشنطن، حسب ما نقلته مجلة "ديفنس نيوز" عن "مسؤول رفيع" في الخارجية الأميركية، على تقوية حلفائها في المنطقة ومنحهم مظلة أمنية شاملة.

لكن ذات التقارير قالت إن الدول العربية التي تبحث كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية، ومسؤولون أميركيون آخرون اقتراح الحلف معها تحفظت عليه وشددت أنها لن تقف في خندق معاد لدولة عربية أخرى (سورية).

ما قاله العرب، خصوصاً الأردن ومصر، لرايس هو أن الهدف الاستراتيجي للسياسة الأميركية في المنطقة يجب أن يكون إنصاف الشعب الفلسطيني من خلال إقامة دولة مستقلة له على ترابه الوطني أولوية في جهود إزالة أسباب التوتر وتقوية صوت الاعتدال.

استمعت رايس لما قاله نظراؤها العرب. لكنها لم تفعل شيئا بعد ذلك لتطبيقه. جالت المنطقة في رحلة انتخابية عشية تصويت الأميركيين في انتخابات تكميلية للكونغرس. فقط لا غير. غادرت رايس، وبقيت المنطقة على حالها. عملية السلام ميتة. إسرائيل تنحو أكثر نحو التطرف والغطرسة في قمع الفلسطينيين. وغزة محاصرة يعيش أهلها العنف والحاجة والجوع.

لا يحتاج العرب مظلّة أمنية أميركية تحميهم. فأي دور سيكون لهذه المظلة في مواجهة إسرائيل؟ ولا يظن عاقل أن أميركا ستحمي أي دولة عربية من عدوان إسرائيلي. فموقف أميركا من الحرب على لبنان، حين منعت مجلس الأمن من إصدار قرار يطالب بوقفها، دليل آخر على أن أميركا تحمي إسرائيل لا العرب.

تريد أميركا مواجهة التطرف. وهذا ما يريده المعتدلون العرب. لكن ذلك لا يتأتى من خلال إقامة حلف عسكري أمني. إضعاف التطرف يتطلب إزالة أسبابه. وفي مقدمة هذه الأسباب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وبات الاحتلال الأميركي للعراق أيضا سببا رئيسا لانتشار الإرهاب بعد أن أصبحت العراق أرضا مستوردة ومصدرة له.

تعكف الإدارة الأميركية الآن على إعادة تقويم استراتيجيتها في العراق. وذلك ضرورة تأخر التصدي لها. لكن استقرار الشرق الأوسط وانتصاره على التطرف يتطلب أن تعيد أميركا النظر في استراتيجياتها في فلسطين أيضاً.

يحل العيد على الفلسطينيين وهم عاجزون عن إطعام أطفالهم ومنهمكون في دفن شهدائهم. ويحتفل العراقيون بالعيد وسط أصوات التفجيرات وصراخ الثكالى. ذلك مشهد لا يولّد الا يأساً وتطرّفاً. تغيير هذا المشهد هو الذي يجب أن تستهدفه السياسة الأميركية إن أرادت نصرة أصدقائها في المنطقة وحماية أهلها، والعالم، من ويلات العنف والتطرف والإرهاب.