أهمية اللعب في حياة الأطفال

اللعب نشاط حركي ضروري في حياة الطفل - (أرشيفية)
اللعب نشاط حركي ضروري في حياة الطفل - (أرشيفية)

عمان- اهتم العلماء كثيراً في بيان آثار اللعب في حياة الأطفال، فهذا عالم النفس الألماني، كارلبيولر، يؤكد أهمية اللعب في النمو العقلي للطفل وذاك العالم الروسي، ماكارينكو، يؤكد التأثير البالغ للعب في تكوين شخصية الطفل ومن المؤكد أن للعب فوائده من نواح عديدة.اضافة اعلان
فيما يلي فوائد اللعب من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والخُلقية والتربوية:
1 - من الناحية الجسمية: اللعب نشاط حركي ضروري في حياة الطفل لأنه ينمي العضلات ويقوي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل، ويرى بعض العلماء أن هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل، لأن البيوت الحالية المؤلفة من عدة طوابق قد حدّت من نشاط الطفل وحركته فهو يحتاج إلى الركض والقفز والتسلّق، وهذا غير متوافر في الطوابق الضيقة المساحة فمن خلال اللعب يحقق الطفل التكامل بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية، التي تتضمن التفكير والمحاكمات ويتدرب على تذوق الأشياء ويتعرف على لونها وحجمها وكيفية استخدامها.
2 - من الناحية العقلية: اللعب يساعد الطفل على أن يدرك عالمه الخارجي وكُلما تقدم الطفل في العمر استطاع أن ينمي كثيراً من المهارات في أثناء ممارسته لألعاب وأنشطة معينة. ويلاحظ أن الألعاب التي يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع وغيرها من أشكال اللعب الذي يميز مرحلة الطفولة المتأخرة تثري حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذي يحيط به. يضاف إلى هذا ما تقدمه القراءة والرحلات والموسيقى والأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية من معارف جديدة. وفي إحدى الدراسات التي أجريت على أطفال الرياض والمدارس الابتدائية في بريطانيا في سن (4 - 7) سنوات لوحظ أن الأطفال الذين أبدوا اهتماماً خاصاً باللعب بالسفن وبنائها ونظام العمل فيها ازدادت حصيلتهم اللغوية.
وخلاصة الأمر يجب تنظيم نشاط اللعب على أساس مبادئ التعلّم القائم على حل المشكلات وتنمية روح الابتكار والإبداع عندالأطفال.
3 - من الناحية الاجتماعية: إن اللعب يساعد على نمو الطفل من الناحية الاجتماعية ففي الألعاب الجماعية يتعلم الطفل النظام ويؤمن بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة العمل الجماعي والمصلحة العامة، وإذا لم يمارس الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره الآخرين، لكنه بوساطة اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم وأن يحل ما يعترضه منمشكلات (ضمن الإطار الجماعي) وأن يتحرر من نزعة التمركز حول الذات.
4 - من الناحية الخلقية: يسهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل، فمن خلال اللعب يتعلم الطفل من الكبار معايير السلوك الخلقية كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر، كما أن القدرة على الإحساس بشعور الآخرين تنمو وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته، وإذا كان الطفل يتعلم في اللعب أن يميز بين الواقع والخيال فإن الطفل من خلال اللعب وفي سنوات الطفولة الأولى يظهر الإحساس بذاته كفرد مميز فيبدأ في تكوين صورة عن هذه الذات وإدراكها على نحو متميز عن ذوات الآخرين رغم اشتراكه معهم بعدة صفات.
5 - من الناحية التربوية: لا يكتسب اللعب قيمة تربوية إلا إذا استطعنا توجيهه على هذا الأساس لأنه لا يمكننا أن نترك عملية نمو الأطفال للمصادفة، فالتربية العفوية التي اعتمدها روسو لا تضمن تحقيق القيمة البنائية للعب وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بالتربية الواعية التي تضع خصائص نمو الطفل ومقومات تكوين شخصيته في نطاق نشاط تربوي هادف. وقد أجريت دراسات تجريبية على أطفال من سن (5-8) سنوات في (18) مدرسة ابتدائية وروضة أطفال منها (6) مدارس تجريبية تقوم على استخدام نشاط اللّعب أساساً وطريقة للتعليم، وقد تراوح وقت هذا النشاط ما بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة يومياً و(12) مدرسة تؤلف المجموعة الضابطة التي لم يكن فيها تقريباً توظيف للعب نشاطاً للتعلم.
وكشفت نتائج مجموعة المدارس التجريبية عن مستويات متقدمة للنمو في جوانب شخصية الطفل كلها مقارنة بالمستويات الأقل التيظهرت لدى المجموعة الضابطة ويمكننا تلخيصها فيما يأتي:
1 - نمو مهارة جمع المواد بحرص ودأب (عند الطفل) لكي يجعل منها شيئاً تعبيرياً يثير اهتمامه وشغفه.
2 - الرسم الحر بالأقلام والتعبير الحر عما يراود (الطفل) من أفكار في رسومه.
3 - نمو مهارة الإجابة عن الأسئلة الموجهة إلى الأطفال وتكوين الجمل المفيدة والتعبير الحر المباشر عن أفكارهم.
4 - نمو مهارة عقد علاقات قائمة على الصداقة والود مع الأطفال والكبار ممن لا يعرفونهم.
5 - سلوك اجتماعي ناضج في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين.
6 - التمكن من مهارات الكتابة بسرعة ونظافة وإتقان.
7 - القدرة على تركيز الانتباه على الأعمال المطلوب القيام بها من قبل الأطفال.
8 - اكتساب مهارات جسمية حركية والإفادة من تدريبات الألعاب الرياضية.
9 - الانتظام في إنجاز الأعمال والواجبات المطلوبة منهم بدقة وفي المواعيد المحددة .
10 - زيادة الحصيلة اللغوية والقدرة على التعبير عن موضوعات معينة.
وقد اهتمت الدراسات التربوية في الاتحاد السوفياتي بلعب الأطفال فقد قامت (جوكوفسكايا) بتجارب مهمة كان هدفها أن الأطفال يعكسون الظاهرات والأحداث والشخصيات في لعبهم وقد قدمت للأطفال قصة تتحدث عن طفل محب للاستطلاع وطائر طيب نشط في عمله.
وكان الهدف من ذلك أن يتبنى الطفل فيلعب دور البطل في القصة وأن يعكس مضمون القصة في لعبه.
وكانت النتيجة أن الأطفال من سن ( 5-6) سنوات ويبلغ عددهم (90) طفلاً استطاع 46 منهم أن ينقلوا مضمون القصة إلى لعبهم وأن (15) من الأطفال، استطاعوا أن ينقلوا إلى حد ما مضمون القصة في لعبهم وأن (15) من الأطفال استطاعوا أن ينقلوا إلى حد ما مضمون القصة في لعبهم. في حين أن (29) من الأطفال لم يستخدموا إطلاقاً مضمون القصة في لعبهم.
وهكذا نرى أن اللعب يصبح وسيطاً تربوياً إذا خضع لأهداف تربوية مُحددة تحقق في إطار خبرات تربوية منظمة، وفي هذه الحال يصبح للعب مدخل وظيفي لتعلم الأطفال تعلماً فعالا.
عبد العزيز الخضراء
كاتب وتربوي