‘‘أوبك‘‘ تفوز بصناديق تحوط جعلت من العام 2017 مميزا

حارسان بالقرب من مبنى أوبك في جنيف - (أرشيفية)
حارسان بالقرب من مبنى أوبك في جنيف - (أرشيفية)

ترجمة: ينال أبو زينة

عمان- يدخل ثيران النفط العام الجديد بقوة لم يسبقها مثيل، ويعود الفضل في ذلك إلى منظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك".اضافة اعلان
وتظهر علامات انتصار المنظمة في حربها مع نفط الصخر الزيتي مقنعة، وقد أحاط مدراء الأموال بذلك علما: بحيث وصلت رهوناتهم على ارتفاع أسعار خامي غرب تكساس الوسيط وبرنت إلى مستويات قياسية الشهر الماضي.
ومن جهتها، قالت الاستراتيجية البارزة في "ستراتاس أدفايزر" في نيويورك، آشلي بيترسون: "سوف يبقى الاتجاه تصعاديا، على الأقل في النصف الأول من العام 2018".
وأضافت: "وسوف يكون شهر حزيران (يونيو) نقطة تحول لدى التوصل إلى اتفاق آخر، وفي حال لم تتعامل الأوبك مع الموضوع بجدية، سيسود قلق أن السوق سوف تغرق بالنفط مجدداً مرة أخرى".
وشهد الأسبوع الأخير من العام الراحل تداول العقود الآجلة عند سعر يتجاوز الـ60 دولارا للبرميل في نيويورك و67 دولارا للبرميل في لندن لأول مرة منذ منتصف العام 2015، بعد أن ارتفع مؤشرا النفط الرئيسيين الأكثر أهمية بنسبة تجاوزت الـ40 % من الركود الذي سادهما في حزيران (يونيو). ويعود الفضل في ذلك إلى الحملة المنظمة جيدا التي قادتها السعودية وروسيا لتعزيز وتمديد تخفيضات الإنتاج.
وتوج هذا الجهد بعقد اجتماع في فيينا خلال تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، حيث اتفقت المجموعة وحلفاؤها على تمديد التخفيضات إلى نصف العام الحالي.
وفي الوقت ذاته، تراجعت مخزونات الخام الأميركي بنحو الخُمس منذ وصولها معدلات قياسية في آذار (مارس) من العام الماضي، في حين اقتربت من نهاية العام الماضي في أخفض مستوى لها منذ تشرين الأول (أكتوبر) العام 2015.
ورغم أن تهديد إغراق السوق بكميات هائلة من نفط الصخر الزيتي ما يزال يلوح في الأفق، أنهى المنتجون العام الماضي بدرجات أقل بكثير مما بدأوه.
وتحت ضغط المستثمرين للتركيز على الأرباح بدلا من النمو، أبطأ المستكشفون عمليات التنقيب مع انخفاض أعداد الحفارات الأميركية في كانون الأول (ديسمبر).
وفي هذا الخصوص، قال مدير الأبحاث السوقية في "تراديشين إنيرجي" من ستاموفورد كونيتيكت، جيني ماكغيلين، في مكالمة هاتفية: "تدور التوقعات حول مواصلة إعادة التوازن الآن". وأضاف: "وقد اقتربنا من المجال الذي نحتاج فيه حقا إلى رؤية نظام جيد من المعلومات الإيجابية".
ولم يكن التفاؤل سائدا بشكل واسع في بدايات هذا العام. فقد قاد القلق من أن جهود "الأوبك" ليست كافية للاستمرار أكثر من منتصف آذار (مارس) من العام الحالي، الباعة إلى الهيمنة على الساحة لأشهر طوال.
وقالت بيترسون: "لم يكن حتى الربع الأخير من العام الماضي أن شاهدنا إيمانا مدويا بالإنتعاش".
وقد أحدثت الأحداث العالمية تقلبات في السوق طيلة الوقت، مثل إعصار هارفي وانقطاع الإمدادات في ليبيا وكردستان، فضلاً عن إغلاق خط الأنابيب في بحر الشمال، وأخيراً وليس آخراً، مفاجأة الأسبوع الأخير من العام الماضي التي دفعت بالطلب على النفط والغاز الطبيعي إلى الارتفاع.
وتبرز إحدى أهم التحولات التي حدثت في العام الماضي، التقنية إلى حد كبير، في التغيرات في منحنى العقود الآجلة –أولاً بالنسبة إلى "برنت" وأخيراً في "غرب تكساس الوسيط". ويتم تداول العقود قريبة التسليم بأقساط تمتد على فترات طويلة مع زيادة الطلب وتراجع الإمدادات. ولم يستمر هذا النمط على وتيرة ثابتة منذ العام 2014.
وعززت صناديق التحوط موقفها الطويل الأجل من صافي برنت –الاختلافات بين الرهانات على الارتفاعات والرهانات على الإنخفاضات- إلى أعلى مستوى لها تاريخيا في الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وفيما يخص الموقف طويل الأجل لصافي غرب تكساس الوسيط، فقد ارتفع بنسبة 7.3 % إلى 411.972 عقدا آجلا وخيارا خلال الأسبوع المنتهي بالسادس والعشرين من الشهر الماضي، وفقاً لبيانات أفرجت عنها لجنة التجارة بعقود السلع الآجلة الأميركية يوم الجمعة الماضي. وقد كان ذلك قريب جداً من الأرقام الموضوعة في شباط (فبراير) الماضي. وارتفعت العقود طويلة الأجل بنحو 5.3 % في حين انخفضت العقود قصيرة الأجل بنسبة 11 %.
وفي سوق الوقود، رفع مديرو الأموال موقفهم طويل الأجل من صافي مؤشر البنزين الأميركي بنحو 10 درجات مئوية. وفي الوقت ذاته، ارتفعت الموقف طويل الأجل على صافي الديزل بنحو 26 % إلى رقم قياسي مع الارتفاع المفاجئ في الطلب الذي رافق نهاية العام الماضي.

"بلومبيرغ، كارلوس كامينادا وكاثرين تريويك"