أوروبا تريد التعاون مع مصر ودول شمال افريقيا بملف الهجرة

علم الاتحاد الأوروبي (أرشيفية)
علم الاتحاد الأوروبي (أرشيفية)

سالزبورغ (النمسا) - اتفق قادة الاتحاد الأوروبي أمس على بدء مفاوضات مع مصر ودول أخرى في شمال افريقيا باعتبارها "خطوة إضافية مهمة" لوقف الهجرة إلى أوروبا كما أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز.اضافة اعلان
وقال كورتز ان القادة المجتمعين في مدينة سالزبورغ النمساوية ساندوا الخطة بعدما لفتوا الى أن مصر "مستعدة لتكثيف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي" بعدما تحركت لوقف انطلاق المهاجرين في السنتين الماضيتين.
وسبق ان توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاقات تعاون مع تركيا وليبيا أدت إلى وقف كبير للهجرة إلى أوروبا منذ ان وصلت الاعداد الى ذروتها في 2015، لكنه يريد توسيع العمل مع كل دول شمال افريقيا.
وأضاف كورتز للصحفيين بعد العشاء الافتتاحي للقمة أمس أن القادة اقترحوا "فتح محادثات مع مصر لكن أيضا مع دول اخرى في شمال افريقيا".
وأوضح عند وصوله لبدء اليوم الثاني من المحادثات حول الهجرة والأمن ومفاوضات بريكست أن "هذا الاقتراح سانده الجميع".
وقال كورتز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي انه سيعمل مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يترأس قمم الاتحاد الأوروبي، على اجراء محادثات مع هذه الدول.
وأضاف "اعتقد ان ذلك سيشكل خطوة إضافية مهمة في مكافحة الهجرة غير القانونية لكن الاهم من كل ذلك مكافحة أعمال المهربين".
وأكد ان المؤشرات من مصر مشجعة.
وقال "مصر هي أول دولة في شمال افريقيا مستعدة لتكثيف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي" مضيفا "لقد أثبتت مصر ان في امكانها أن تكون فعالة" مشيرا الى انها منعت سفنا من مغادرة شواطئها او أرغمت البعض على العودة بعد مغادرتها.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية امس اقتراح عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية في مصر لكنها أضافت ان الهجرة لن تكون الموضوع الوحيد المدرج على جدول الاعمال.
وأوضح السفير احمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن "انعقاد قمة عربية أوروبية في مصر هو أمر مقرر سلفاً" وفقاً لقرارات صادرة عن الجامعة العربية، مشيراً الى "أن القمة المقترحة تتناول كافة قضايا التعاون العربي الأوروبي وليست قاصرة على موضوعات الهجرة مثلما تردد".
وقال كورتز الذي زار مصر في الاونة الاخيرة مع توسك إن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يستفيد" من واقع ان مصر تبدو مهتمة بتعميق التعاون.
ودعا توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق، في وقت سابق هذا الأسبوع الى قمة للاتحاد الأوروبي مع الجامعة العربية التي مقرها في مصر، كجزء من جهود وقف الهجرة.
ورغم تراجع أعداد الوافدين الى أوروبا مقارنة مع أرقام 2015، ما تزال مسألة الهجرة احدى أولويات الدول ال28 وجعلت منها أحد أبرز المواضيع المطروحة على جدول أعمال القمة غير الرسمية في سالزبورغ مع مسألة بريكست.
وأقر رئيس وزراء لوكسمبورغ كسافييه بيتيل قبل أشهر من استحقاق الانتخابات الاوروبية أيار(مايو) 2019 بان "لدينا أزمة سياسية وليس أزمة هجرة (...) لكن يجب تبديد قلق المواطنين الأوروبيين، لا يمكننا تجاهلهم وانتظار الازمة المقبلة".
وأضاف "لكن حين نتحدث عن مواضيع الهجرة، انما نتحدث عن أشخاص" داعيا الدول الأوروبية الى ابداء "مزيد من التضامن" داخل الاتحاد الاوروبي.
وأكد كورتز الذي يعتمد نهجا متشددا في هذا الملف، ان "مسألة الهجرة لن تحل عبر تقاسم (اعباء المهاجرين داخل الاتحاد الاوروبي) وانما الدفاع عن الحدود الخارجية" كما ترغب المفوضية الأوروبية مع تعزيز امكانات عمل الوكالة الاوروبية لحماية الحدود وخفر السواحل (فرونتكس).
وردا على انتقادات فيينا التي اتهمت عواصم في جنوب اوروبا بانها تتناول بتردد مسألة تعزيز مهمة فرونتكس، أكد مصدر دبلوماسي اسباني ان بلاده "لا ترى أي شيء غير مناسب" في هذا الاجراء متداركا "لكننا نعتبره آلية مرنة ومكملة".
من جهته أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الذي يخشى مساسا بسيادة بلاده، الخميس انه اقترح على الرئاسة الاوروبية ضمان "حق البلاد في الدفاع عن حدودها بنفسها".
وقال مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية ان مسألة السيادة "نقاش خاطىء" لانه "لم يقل أحد ان عنصرا من حرس الحدود الاجانب يمكنه فرض قراره في البلد الذي يتمركز فيه".
ولا يزال الاتحاد الاوروبي يواجه رفض المجر ودول أخرى في أوروبا الشرقية استقبال طالبي لجوء وخصوصا من دول اسلامية.
ومنذ الصيف قامت ايطاليا برد سفن انقاذ تنقل مئات المهاجرين الافارقة لارغام دول اخرى من الاتحاد الأوروبي على تحمل المسؤولية معها.-(ا ف ب)