أوكرانيا تطلب من "الجنائية الدولية" ملاحقة يانوكوفيتش

كييف - طلب البرلمان الأوكراني أمس من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ملاحقة الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفتيش بعد سقوط 82 قتيلا على الأقل في كييف الأسبوع الماضي.اضافة اعلان
وجاء في قرار وافقت عليه غالبية كبيرة جدا في البرلمان "ندعو المحكمة الجنائية الدولية الى تحديد المذنبين في هذه الجريمة ضد الانسانية (...) واطلاق ملاحقات بحق فيكتور يانوكوفتيش ومسؤولين كبار اخرين اصدروا ونفذوا اوامر إجرامية".
وأشار النص إلى "ان قوات الامن استخدمت خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة القوة ووسائل خاصة وأسلحة ضد المتظاهرين المسالمين بامر من مسؤولين كبار في كييف وفي مدن أوكرانية اخرى".
وأوضح القرار "ان اكثر من مئة مواطن اوكراني ومن دول اخرى قتلوا واكثر من الفين جرحوا بينهم 500 في حالة خطرة"، في حصيلة لمجمل اعمال العنف التي شهدتها البلاد منذ ثلاثة اشهر.
وأشارت حصيلة وزارة الصحة الى سقوط 82 قتيلا في كييف خلال ثلاثة ايام الاسبوع الماضي.
وشهدت أوكرانيا حركة احتجاج غير مسبوقة منذ عدول الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي في اللحظة الاخيرة مفضلا التقرب من روسيا.
ويندد البرلمان ايضا بـ"عمليات تعذيب" تعرض لها المتظاهرون الذين اعتقل بعضهم "وجرد من ثيابه وسط تدني الحرارة الى 15 درجة مئوية تحت الصفر او استخدام خراطيم المياه ضد المتظاهرين وسط 10 درجات تحت الصفر".
ولفت النواب الى ان الاشهر الثلاثة من الاحتجاج "شهدت خطف ناشطين ونقلهم الى اماكن صحراوية لتعذيبهم وقتلهم، واعتقالات غير مبررة لعدد كبير من المتظاهرين، وضربهم وتدمير ممتلكاتهم".
وأضاف النص "إن السلطة استعانت بشكل غير مسبوق بجماعات إجرامية منظمة" ضد المتظاهرين.
من جهته، اعتمد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لهجة معتدلة حول أوكرانيا بعد التصريحات التي ادلى بها امس رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، معتبرا ان من مصلحتنا ان تكون جزءا من "العائلة الأوروبية الكبيرة".
وقال لافروف في مؤتمر صحفي "نحن موافقون على ان ارغام اوكرانيا على الاختيار بين إما انت معنا وإما انت ضدنا امر خطر وغير مفيد".
وأضاف في ختام لقاء مع وزير خارجية اللوكسمبورغ جان اسيلبورن "من مصلحتنا ان تكون اوكرانيا جزءا من العائلة الاوروبية الكبيرة بكل معنى الكلمة".
وأشار لافروف من جهة اخرى إلى أن روسيا لا ترغب في التدخل في شؤون البلاد.
وقال "أكدنا موقفنا المبدئي الذي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأوضح لافروف "نأمل في ان يتمسك الجميع بالمنطق نفسه ويستخدم اتصالاته مع مختلف القوى السياسية في اوكرانيا من اجل تهدئة الوضع وألا يحاولوا تحقيق بعض المنافع في مرحلة نحتاج فيها الى حوار وطني وحتى يعود الوضع الى الاطار الشرعي".
وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف رأى انه "سيكون منافيا للمنطق اعتبار ما هو نتيجة تمرد شرعيا. سيكون من الصعب جدا ان نتعامل مع حكومة من هذا النوع".
وأبدى لافروف من جهة اخرى معارضته اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 25 أيار (مايو) في اوكرانيا، معتبرا أنها تخالف بنود الاتفاق الذي وقع في كييف الأسبوع الماضي للخروج من الازمة.
واعتبر لافروف في مؤتمر صحفي ان اجراء الانتخابات في 25 أيار (مايو) "هو تخل عن اتفاق" الخروح من الازمة.
وأضاف ان "من المهم جدا، مهما حصل، التمسك بمبادىء الاتفاق".
إلى ذلك، يعقد وزراء دفاع الدول الـ28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي غدا اجتماعا مع وفد اوكراني في بروكسل لبحث الوضع في بلاده والمساعدة التي قد يقدمها الحلفاء من اجل اصلاح قواتها المسلحة، وفق ما اعلن مسؤول من الحلف.
واوضح المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان اجتماع "لجنة الحلف الاطلسي واوكرانيا" التي تدير الشراكة بين الحلف والجمهورية السوفياتية السابقة، سيعقد صباح الخميس، في ثاني يوم من اجتماع وزراء دفاع الدول الاعضاء في الحلف في مقره ببروكسل.
وأوضح أن "الوزراء وافقوا على طلب اجتماع تقدم به الطرف الاوكراني" مؤكدا انه يتوقع ان "يقود الوفد النائب الاول لوزير الدفاع اولكسندر اوليينيك".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "على الجميع القيام بمحاولة لمساعدة اوكرانيا على الخروج من ازمتها" وطلب "الا توضع روسيا في كفة والاتحاد الاوروبي في كفة أخرى".-(ا ف ب)