أين الحقيقة؟

يبدو أنه لا مفر من مواصلة الحديث عن دوري المحترفين لكرة القدم، والبروتوكول الصحي الجديد المزمع تطبيقه، وجدول المباريات العشر المؤجلة من مرحلة الذهاب، وكذلك اعتراض نادي الوحدات على موعد مباراته مع الصريح، المؤجلة من الجولة 10 والمقررة يوم الأربعاء 21 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، ومطالبته بتأجيلها إلى ما بعد مباراته مع الفيصلي التي تقررت في 31 الشهر الحالي، نتيجة وجود عدد كبير من اللاعبين المصابين بفيروس كورونا في صفوف الوحدات.اضافة اعلان
مباراة الوحدات والصريح كانت مقررة يوم الاحد 4 الشهر الحالي، قبل أن يكتشف النادي وجود 21 إصابة بفيروس كورونا بين لاعبيه ومدربيه وإدارييه، واضطر الاتحاد إلى تأجيل مباريات أخرى بعد اكتشاف مزيد من الإصابات في أندية أخرى.
في الواقع فإن دوري المحترفين يشكل "ورقة التوت" التي تغطي جسد الكرة الأردنية، في ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، ولا يستطيع الاتحاد "لاعتبارات كثيرة" إلغاء بطولة دوري المحترفين، أسوة بما فعله ببطولات كأس الأردن والفئات العمرية، لأنه سيفقد الكثير لاسيما ما يتعلق بالدعم المالي والقروض الميسرة التي حصل وسيحصل عليها، في حال الغى بطولاته، لأن الدعم والقروض تقدم فقط في حال استمرار النشاط في محاولة لتعويض منظومة اللعبة وتفضي إلى استدامة النشاط.
الاتحاد يسعى جاهدا للانتهاء من بطولة الدوري في أسرع وقت ممكن، تمهيدا لتحضير منتخب النشامى لما تبقى من التصفيات الآسيوية المزدوجة في الربع الأول من العام المقبل كما هو متوقع، لكن الاتحاد وقع ويقع باستمرار في أخطاء تؤخذ عليه، وتفسر تارة بأنها نتاج سوء تخطيط "هذا إن سلمنا بوجود خطط"، وتارة بـ"انحياز" لأندية على حساب أخرى، وهو ما فسره الوحدات من خلال الفترة التحضيرية التي منحت له قياسا بما حصل عليه منافسه التقليدي الفيصلي حين أصاب الفيروس ستة من لاعبيه، وخلد الفريق للراحة لمدة أربعة أسابيع بعكس الوحدات الذي سيخلد للراحة لمدة أسبوعين.
الوحدات "على ما يبدو" سمع كلاما معسولا من وفد اتحاد كرة القدم الذي التقاه يوم الخميس الماضي، والتصريحات الرسمية التي خرجت من الوحدات، تشير إلى اقتناع الاتحاد ونيته تأجيل المباراة مع الصريح حتى اشعار آخر، لكن لجنة الطوارئ أكدت في اليوم التالي أن مباراة الوحدات مع الصريح قائمة في موعدها ولا تأجيل على التأجيل، وهو الأمر الذي جعل الوحدات يغضب ولا أحد يعلم ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة، لكن لنسأل.. هل أعطى وفد الاتحاد وعودا للوحدات من دون الرجوع للجنة الطوارئ في الاتحاد؟، أم ما الذي حصل؟… أين الحقيقة؟.
الاتحاد لا يملك هامشا واسعا للانتهاء من الدوري، وساهم كما قلت سابقا بحشر نفسه في عنق الزجاجة، لكنه بصدق يحتاج اليوم إلى تعاون الجميع معه للانتهاء من البطولة بعيدا عن مسلسل الخلافات والتأجيلات التي لا تنتهي، واذا ما تم النظر إلى الجانب الآخر من المباريات المؤجلة، فإن فريق الوحدات سيمتلك ميزة عن بقية الفرق لاسيما الفيصلي، ذلك أن الوحدات سيلعب مباراته المؤجلة مع الفيصلي بعد عشرة أيام من مباراته مع الصريح، بعكس فريقي الفيصلي والصريح اللذين سيلعبان ثلاث مباريات في غضون عشرة أيام، إذ سيلعب الفيصلي مع الصريح يوم الاثنين 26 الشهر الحالي.
قد لا تجري الرياح بما تشتهي الفرق على الدوام، ولكن لا بد من الايمان بأن إرضاء جميع الأندية في ذات الوقت غاية لا يمكن لاتحاد الكرة تحقيقها، حتى لو وقف على مسافة واحدة من جميع الأندية قولا وفعلا.