ضيوف الغد

أين وصلنا اليوم!

هاشم نايل المجالي

كثيرة هي الاسئلة التي تدور في خلد المفكرين والمثقفين والسياسيين وغيرهم، في ظل حاضر عربي مضطرب وحالة عدم استقرار ومتغيرات تفرض وليست اختيارية، دون أن يلقى هذا السؤال أية اجابة حقيقية وبكل شفافية تتعلق بالحاضر (أين نحن الآن من هذا كله)، وأين هو المشروع العربي الجماعي الذي يسوغ وجودنا كأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وتاريخ مشرف وما هي طموحاتنا وتطلعاتنا، وكيف نرى ذواتنا مسؤولين وأفرادا وجماعات في ظل هذا الاضطراب الحاصل هنا وهناك.
هناك عند كل مواطن عربي اينما كان قلق وتوتر واحباط واكتئاب يملأ الصدور ويشتت العقول ويعصف بالوجدان، في ظل تفكيك الجغرافيا وتقسيمات وإملاءات ولا يسعنا إلا أن نشجب عبر المسيرات والهتافات والمقالات والتغريدات.
ولقد أصبح لدى الكثيرين نكوص فكري وتغير في اللغة والقيم والعادات والسلوكيات حتى فقدت معها الهوية الوطنية في العديد من الدول، حتى التخلف العلمي والضعف العقلاني والفساد المجتمعي المنتشر افقيا وعموديا وسلسلة من الآفات المتفشية، وهناك دول تغطي نفسها بقشة الحضارة والانفتاح دون الانضباط على انه التطور والحداثة ولم نعد نميز بها الافق القريب من السراب.
في ظل سؤال التغير رغم ارتفاع الصرخات التي تطالب بالكرامة، إذ سماء الحاضر تغص بالمتغيرات السلبية ليصادر العقل ويدفع بكل من يعارض الى الهاوية، لنصبح مجاورين للمجتمعات الأوروبية في عالم افتراضي، وفي ممارسات واقعية تفرض علينا وفق ذرائع غير مقنعة، في ظل هيمنة دون أي خيارات اصبحت فيها المتاجرة بالمال مقابل الوجود.
للتجارة ممرات لتتداخل أسباب المستبد بأسباب الضحية بجروح نرجسية قسمت من خلالها الشعوب العربية إلى خنادق قتالية متعادية، في كرنفال دموي وشعوب جائعة في كابوس يمحو كل إنجازات الماضي عبر تاريخهم المشرف لتحصد الدول العظمى الغنائم تلو الغنائم فكيف لنا ان نزحزح صخرة الأمر الواقع عن سبيل بناء مستقبل واعد ما دمنا نهرب من الحقائق إلى الاوهام، ونملأ الحاضر بالعثرات والازمات، ونفكك لغز السؤال (اين نحن الآن) وهل هناك مرآة أوضح من قول الحقيقة، حتى نرى ذاتنا من خلالها لدراسة الواقع والأحوال والوقائع والتحولات، في ظل كل تلك المنعطفات التي تشهدها الأمة العربية من اضطرابات تؤثر علينا من كافة الجوانب، ونحن نسعى جاهدين إلى مشروع حضاري اقتصادي اجتماعي سياسي بعيداً عن تلك الاضطربات، مشروع عقلاني يأخذ بعين الاعتبار تلك المؤثرات والضغوطات، لولادة مشروع تحديثي جريء وطموح.
هناك قيادات ذات قوة فكر وعقل قادرة على مواجهة كهوف الظلام، ولن تسمح للاشباح وأصحاب الخرافات التلاعب بأمن واستقرار العالم العربي.

[jetpack-related-posts][/jetpack-related-posts]
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock