إبراهيم غرايبة: الرواية عالم عجيب غير متكئ على حكاية تقليدية

إبراهيم غرايبة (يمين) وهاشم غرايبة وسميحة خريس خلال الحلقة النقاشية في مكتبة الجامعة الأردنية أول من أمس- (تصوير: أمجد الطويل)
إبراهيم غرايبة (يمين) وهاشم غرايبة وسميحة خريس خلال الحلقة النقاشية في مكتبة الجامعة الأردنية أول من أمس- (تصوير: أمجد الطويل)

جمال القيسي

عمان- قال الكاتب إبراهيم غرايبة إنَّه حين وقف على رواية "القط الذي علمني الطيران" توالدت لديه العديد من الأسئلة التي تصلح كدراسة اجتماعية، بالنظر إلى "ما تضمنته الحكاية غير التقليدية وما تأسَّسَت عليه من متن روائي عبر صفحاتها".اضافة اعلان
وأضاف في الجلسة الحوارية التي احتفت بمؤلف الرواية هاشم غرايبة في مكتبة الجامعة الأردنية أول من أمس، إنَّ المؤلف "نحا منحى الكتاب الحداثيين الذين ينشئون لنا عالما عجيبا، من دون الاتكاء على حكاية تقليدية ذات مبتدأ وخبر غالبا ما يكونا معلومين لدى القارئ".
وتابَعَ أنَّهُ رأى نفسه شخصا من شخوص الرواية "عبر الالتحام باليومي والمعيش في ثناياها من خلال حياة المهمشين والسجناء"، معلنا أنَّه لربما نفهم أن "الحياة هي السجن"، وفقَ رأي المؤلف الذي دفعنا لأحيان إلى ذلك الاعتقاد بصورة أو بأخرى".
بدوره، قال الروائي هاشم غرايبة إنَّه لا يعتبر روايته منتمية إلى ما يسمى "بأدب السجون"، فهو لا تعنيه التسميات التي تطلق على الأدب، وإنما يعتبرها تجربة حياته التي عكستها سطور الرواية وجسدت ما اختزنته خبراته فيها".
وأضاف "إنَّني هربت من عالم الكتابة عن المعتقلين السياسيين، إلى الكتابة عن عالم المهمشين والبسطاء، الذين أراهم وقود الحياة دائما وأبدا وعلى مر التاريخ، لأنهم من يصنعون الحياة والثورات والتحرر، وهم تيار الحياة العميق وهؤلاء هم من علموني الطيران".
وجرى الحوار مع غرايبة الذي ذكر أنَّ الأسماء والاماكن في الرواية حقيقية، ولكن "ربما تقع بعض الإزاحة فيها بالتغيير أو التبديل هنا أو هناك فشارع الثلاثين مثلا الموجود في الرواية كان موجودا في الحقيقة وعلى أرض الواقع، لكن باسم آخر".
وأجاب "إنَّني لا أجد نفسي حيث أكون قد قدمت الأفضل في النص الذي أبدعته، سواء كان النص رواية أم قصة أو حتى مقالة، متابعا "أحب أنْ أقول ما أقول بصدق، ولا انشغل بعد ذلك بالشكل أو القالب الذي يسميه الناس أو النقاد لشكل القول".
وذكر أنَّ عالم الرواية احتدم في داخله أثناء فترة السجن قراءة وكتابة، مشيرا إلى أنه ألقى جانبا رواية شرق المتوسط بسبب ذائقته الخاصة، وأنَّه كتب "رؤيا" داخل السجن وتناص مع أفكار أخرى وكتب كذلك "الحياة عبر ثقوب الخزان".
وأشار إلى الحلم الحاضر والحميم "بإصلاح الكون والعمل على ذلك ما بوسعه"، مؤكدا على أنَّ الجميع لا بد "وأنْ يعيش هذا الحلم والعمل على هذا الإصلاح والمشاركة فيه، ولو على سبيل المحاولة لأنَّ المهمة جليلة ونبيلة".
ولفت إلى أنَّه لا يزعم أنَّ تجارب الحياة لا تتأتّى إلا عبر تجربة السجن، رائيا أنَّ الرومانسية بطبقاتها وتثنياتها كحالات الرحيل والفراق والوداع، ولأية صور رومانسية كافية لمد الروح بالتجارب الحياتية الكافية واللازمة .
وأعلن أنَّه حين سجن لم يكن يعرف معنى الشيوعية ولا الماركسية، وإنما كان يعرف معنى الحرية والكرامة وتحرير فلسطين والإرادة العربية والتخلص من التبعية، والثورة على الظلم والانتصار للكرامة العربية.
وأوضح أنَّه حين لا تعجبه رواية فهذا لا يعني إلا أمراً يتعلق بالذائقة وليس حكما او تقييما لصاحبها كما في حال عبد الرحمن منيف، وكذلك أن القراءة الانطباعية لديه تختلف عن القراءة النقدية لكل الاعمال وفي مقدمتها الأعمال الأدبية.

[email protected]