إربد : زهرة أقحوان لها أهميتها الحضارية وحضورها في التاريخ الإسلامي والمعارك الحاسمة

إربد : زهرة أقحوان لها أهميتها الحضارية وحضورها في التاريخ الإسلامي والمعارك الحاسمة
إربد : زهرة أقحوان لها أهميتها الحضارية وحضورها في التاريخ الإسلامي والمعارك الحاسمة

 انتخبت عاصمة للثقافة الأردنية للعام 2007

 

اربد- تقدم مدينة اربد نفسها عاصمة للثقافة في الاردن على اساس حضورها التاريخي والثقافي والحضاري وعطائها الانساني في مجالات الحياة المختلفة في الماضي والحاضر.

اضافة اعلان

المدينة التي تعود نشأتها الى 5000 عام قبل الميلاد ازدهرت عبر تاريخها الطويل ولكن اغزر المعلومات المتوفرة حول تاريخها تعود الى الحقبتين الأيوبية والمملوكية.

ذكرها ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان" وابن شداد في "الأعلاق الخطيرة" والقلقشندي في "صبح الأعشى" في حين ذكرها الرحالة السويسري بيركهارت في العام 1821 والرحالة الاميركي ادوارد روبنسون في العام 1852.

كان لمدينة اربد والمناطق المحيطة بها شمالا وغربا وصولا الى نهر اليرموك ووادي الاردن " التي كانت تسمى بالاقحوانة نسبة الى زهر الاقحوان الذي ينبت بكثرة في هذه المنطقة " أهمية خاصة في التاريخ الاسلامي ومعارك المسلمين الحاسمة في اليرموك وحطين.

ولعبت المدينة في العصر الأيوبي دورا مهما في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا وسائر الساحل الفلسطيني عندما كانت دمشق تضطلع بدور أساسي في التأثير على مملكة بيت المقدس.

ولكن الدور الأكثر أهمية للمدينة يظهر في العصر المملوكي عندما كانت تابعة لنيابة دمشق وقد وصف القلقشندي منطقة جنوب حوران التي تضم مدينة اربد بأنها .."جل البلاد الشامية وبها ارزاق العساكر الاسلامية, وطريق الحج الى بيت الله الحرام وزيارة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام, والى الأرض المقدسة التي هي على الخيرات مؤسسة, والى الأبواب الشريفة السلطانية, وممر التجار قاصدين الديار المصرية, ومنازل العربان ومواطن العشران, والطريق الى الديار المصرية كان يمر باربد والشونة الشمالية فالاغوار الى بيسان وفلسطين باتجاه الديار المصرية.

وتشير كتب التاريخ الى ان بدايات التعليم في شمال الاردن تعود الى العهدين الأيوبي والمملوكي وارتبطت تاريخيا بدمشق حيث انتشرت في العهد المملوكي الكتاتيب والمدارس في معظم المدن والقرى الشامية ووصل الطلاب من مدينة اربد والقرى المجاورة الى دمشق لطلب العلم.

واشتهر من العلماء والفقهاء والقضاة من ابناء مدينة اربد "حسن بن أحمد حرزالله الاربدي" المتوفي (762)هجري و"قاسم بن محمد الاربدي" الذي اشتغل بالتدريس في المدرسة الأتابكية بدمشق وتوفي في العام (764)هجرية و"أحمد بن سليمان الآربدي" وكانت له كتابات في فنون العلم توفي (776) هجرية وغيرهم.

كما اشتهر من علماء القرى المجاورة لاربد "احمد بن موسى الحنبلي" من بلدة حبراص (16) كيلومترا شمال اربد توفي (762) هجرية و"علي بن عبدالرحمن الحبكي" نسبة الى قرية حبكا جنوب اربد و"عبدالغني العجلوني الجمحي" نسبة لبلدة جمحا غرب اربد و"عبدالرحمن بن عيسى بن سرارين الايدوني" نسبة لبلدة ايدون جنوب اربد وغيرهم.

وفي اواخر الفترة العثمانية تراجعت مكانة مدينة اربد وانتشرت فيها الفوضى والاضطرابات الأمر الذي ادى لتدهورها.

ومع مجيء الهاشميين بعد العام 1923 ازدهرت المدينة واصبحت جاذبة للسكان من جديد فانتشرت فيها دور العلم والأسواق التجارية والدوائر الحكومية والعمران وتطورت وسائل النقل والمواصلات واتسعت لكي تصبح مركز المحافظة.

واهتم الهاشميون بتطوير وتنمية وتحديث مدينة اربد حتى اصبحت تضم العديد من المعالم الحضارية والعلمية كالجامعات والمعاهد والمتاحف والمناطق الأثرية السياحية والترفيهية والمنتديات الثقافية والمؤسسات والدوائر الخدمية التي تحكي عن نفسها للقاصي والداني.

ويقول المحامي عبدالرؤوف التل ان اول مدرسة في اربد انشئت في العام 1900 وهي مدرسة حسن كامل الصباح التي كانت تسمى آنذاك " المدرسة الرشدية" وما زال بناؤها القديم قائما وكانت مدرسة ابتدائية تتألف من ستة صفوف في حين تم انشاء مدرسة اربد الثانوية في العام 1942 لتخدم ابناء منطقة شمال الاردن وكان الطلاب الذين ينهون دراستهم في المدرسة التأسيسية في اربد يذهبون الى دمشق لإكمال دراستهم في مدرسة عنبر العثمانية حيث تلقى العلم في هذه المدرسة عشرات الشخصيات من منطقة اربد مثل سامح حجازي والشاعر مصطفى وهبي التل ومحمد صبحي ابو غنيمة وعارف التل وخلف التل وعوض الهامي وغيرهم.

وتشير مذكرات سامح حجازي التي تعود لبدايات القرن الماضي الى ان فرقة للتمثيل تأسست في اربد العام 1915وأن مجموعة من الشباب في ذلك الحين عملوا على تأسيس ناد ثقافي اجتماعي في اربد اسموه النادي العربي.