إربد: نقص أطباء يمنع تشغيل مركز صحي جاهز وقسم طوارئ

أحمد التميمي

إربد- تعاني المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية في محافظة إربد من نقص حاد في الكوادر الطبية والتمريضية والفنية، مما حال دون افتتاح مركز صحي جاهز وتشغيل قسم طوارئ جديد.اضافة اعلان
ويعاني العديد من المراجعين من طول فترة الانتظار أمام غرف الأطباء في عيادات المستشفيات والمراكز الصحية، نظرا لعدم كفايتهم، فيما يضطر الطبيب لمشاهدة أكثر من 100 مراجع يوميا في بعض المراكز والعيادات التي تشهد اكتظاظا بالمراجعين.
وأكد رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة اربد المهندس محمد عبابنة، أن هناك نقصا شديدا في الكوادر الطبية والتمريضية والفنية في المستشفيات والمراكز الصحية جراء عدم وجود تعيينات، إضافة إلى إحالة عدد كبير من الأطباء إلى التقاعد دون إيجاد البديل.
وأشار إلى أن نقص الكوادر الطبية والتمريضية حال دون تشغيل مركز صحي المغير الشامل، لافتا إلى أن المبنى جاهز وتم استكماله قبل شهور، ولكنه لغاية الآن لم يعمل.
ولفت العبابنة، إلى أن معظم المراكز الصحية في محافظة إربد والبالغ عددها 132 مركزا صحيا تعاني من نقص الأطباء والممرضين، الأمر الذي يتسبب بمعاناة للمراجعين، في ظل فترة الانتظار الطويلة للحصول على دور للدخول إلى الطبيب.
وأكد العبابنة أن هناك بعض المراكز الصحي يخدمها طبيب واحد ويراجعه يوميا أكثر من 150 مريضا كمركز صحي بشرى وسال، وغيرها من المراكز الصحية في المحافظة.
ولفت إلى أن العديد من المرضى يضطرون إلى مراجعة أطباء في القطاع الخاص، نظرا لتدني الخدمة في المراكز الصحية والمستشفيات، مما يكبدهم مبالغ مالية كبيرة.
ولفت إلى أن هناك مناطق وبلدات عدد سكانها يزيد على 15 ألف نسمة، ولا يخدمها إلا طبيب واحد في مركز صحي أولي، داعيا إلى ضرورة رفد المراكز الصحية بالكوادر الصحية.
وقال عضو مجلس محافظة اربد عن لواء الرمثا محمد خير الخزاعلة، إلى أن مستشفى الرمثا الحكومي يشهد نقصا شديدا في الأطباء والممرضين، إضافة إلى عدم توفر أطباء اختصاص كالقلب وجراحة الأعصاب والمسالك البولية والصدرية.
وأشار الخزاعلة إلى انه تم قبل أسبوعين افتتاح قسم الإسعاف والطوارئ الجديد في مستشفى الرمثا الحكومي، مكون من 55 سريرا طبيا ومجهز بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، على حساب الاتحاد الأوروبي وتبلغ مساحته 550 مترا مربعا.
وأكد الخزاعلة، أن المستشفى بحاجة ماسة إلى كوادر طبية وتمريضية وفنية من أجل تشغيل القسم الجديد، لافتا إلى أن القسم الجديد يحتوي على قسم أشعة ومختبر وغرفة إنعاش، وتقديم خدمات إجراء العمليات الصغرى.
وأشار إلى أن القسم بحاجة إلى 45 موظفا ما بين طبيب وممرض وفني، مشيرا إلى أن المستشفى قبل افتتاح القسم الجديد كان يعاني من نقص في الأطباء والممرضين.
وأكد الخزاعلة، أن المستشفى يخدم أكثر من 150 ألف نسمة وهناك ضغط شديد عليه، الأمر الذي يتطلب زيادة أعداد الكوادر الصحية.
ولفت إلى أن هناك أطباء يضطرون إلى مشاهدة أكثر من 80 مراجعا يوميا، إضافة إلى هناك أطباء في بعض الاختصاصات لا يزور المستشفى إلا يومين في الأسبوع لتغطيته مواقع أخرى في اللواء ومستشفيات أخرى، وخصوصا الأطباء الذين يعملون بنظام شراء الخدمات.
ويعاني مستشفى اليرموك الحكومي في لواء بني كنانة، من نقص الأطباء وهي الإسعاف والطوارئ والتخدير والأنف والأذن والحنجرة والعظام، وفق المواطن محمد عبيدات.
وأشار عبيدات إلى أن النقص الحاصل في الأطباء يتسبب بمعاناة للمواطنين، في ظل اضطرارهم للانتظار لساعات طويلة للحصول على العلاج، إضافة إلى أن إدارة المستشفى تضطر إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى للحصول على العلاج.
ويضطر العديد من الأطباء في المراكز الصحية الأولية والفرعية في محافظة اربد إلى الدوام في أكثر من مركز لمدة ساعتين لعدم وجود أطباء في المراكز الصحية.
ووفق المواطنين محمد أبو خيط، فراس هزايمة، وسالم بني يونس، ويامن الدراوشة، فإن المراكز الصحية الأولية في مناطقهم لا يتوفر فيها أطباء على مدار الدوام الرسمي، لافتين إلى أن هناك طبيبا عاما ينتظم بالمركز الصحي لمدة 3 ساعات وبعدها يتوجه إلى مركز صحي آخر.
وأشاروا إلى أن هناك ببعض المراكز الصحية لا يأتي الطبيب عليها نهائيا إلا يوما بعد يوم، لافتين إلى أن المريض يضطر إلى مراجعة المستشفيات من اجل الحصول على العلاج وخصوصا في الأيام الذي لا يتوفر فيها طبيب في المركز الصحي.
وبالرغم من المحاولات العديدة على مدار 4 أيام للاتصال بمدير صحة اربد الدكتور رياض الشياب، لسؤاله حول أسباب نقص الأطباء ومعاناة المرضى، إلا انه لم يرد على هاتفه.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في وزارة الصحة عمار السويطي، إن جميع المستشفيات والمراكز الصحية في الأردن ومحافظة إربد تشهد نقصا في الأطباء والممرضين، وخصوصا مع وقف التعيينات خلال جائحة كورونا.
وأكد السويطي أن إحالة عدد كبير من الأطباء الذين وصلوا إلى سن التقاعد أسهم بزيادة نقص الأطباء في المستشفيات والمراكز الصحية.
وأشار إلى أن الوزارة ستقوم بتعيين 100 طبيب قبل نهاية الشهر الحالي، إضافة إلى 300 ممرض وسيتم توزيعهم على المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني نقصا شديدا.
وقال إن الوزارة تعاقدت خلال الفترة الماضية مع العديد من الأطباء في القطاع الخاص على نظام شراء الخدمات لحل مشكلة عدم توفر بعض الاختصاصات الطبية ووجود ضغط على اختصاصات أخرى.
وأكد أن هناك تعليمات لجميع المستشفيات بتحويل أي مريض لا يتوفر له علاج في المستشفيات الحكومية لمستشفيات الجامعة أو أي مستشفى خاص.