إرجاء عقد مؤتمر قمة المناخ للعام المقبل بسبب "كورونا"

فرح عطيات

عمان- دفعت الجهود التي يبذلها الأردن ودول العالم في مكافحة انتشار فيروس كورونا، باعتباره تهديدا يواجه البشرية، الى إعلان الامم المتحدة الخميس عن تأجيل مؤتمرها المعني بتغير المناخ (كوب 26) الى العام المقبل. اضافة اعلان
لكن هذا الإرجاء لا يعني، وفق خبراء في الشأن البيئي، "عدم وفاء الدول بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس الخاص بالتخفيف والتكيف مع ظاهرة المناخ، التي تعد تهديدا آخر يواجه البشرية على المدى البعيد".
وتعد الازمة الحالية، بمثابة جرس انذار ينبه الأردن والدول، الى أن "عليها وبعد القضاء على انتشار الوباء وبشكل نهائي أن تضع البيئة ضمن أولوياتها، لأن تدميرها وعدم الحفاظ عليها ينعكس سلبا على القطاعات الصحية والاقتصادية والزراعية والمائية كذلك".
ويعد "مؤتمر المناخ أحدث ضحايا كورونا"، وفق بيان صحفي لـمكتب مؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ أمس، أعلن فيه عن "تأجيل القمة، التي كان من المقرر عقدها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل إلى العام 2021".
وقالت الناشطة البيئة في مجال التنمية المستدامة والتغير المناخي الدكتورة مها الزعبي، لـ "الغد" ان "الأزمة الصحية الحالية، ستدفع دولا لإعادة النظر في أولوياتها، وعلى رأسها تحسين النظام الصحي ليكون قادرا على التعامل مع أزمات مماثلة مستقبلا في ضوء تغيرات المناخ التي نشهدها والعديد من الفيروسات تقوم بتطوير نفسها".
وأكدت الزعبي أن "الدول لن تتحدث في الوقت الحالي عن الخطوات اللاحقة الا في حال انتهاء الأزمة كليا في العالم، إذ إن الأردن ليس بمعزل عن الخطر في حال إعلان خلوه من الوباء في الفترة المقبلة".
ولعل دولا، وفق الزعبي، "ستعمل على تأجيل التزاماتها باتجاه العمل المناخي، وأخرى تتجه نحو تقليل التمويل المخصص لهذه الغاية، مقابل انسحاب دول ثانية، ولا سيما مع انعدام وجود ارقام ومؤشرات واضحة لمدى تأثرها اقتصاديا من الأزمة الصحية".
لكن لا بد أن "يتم النظر الآن للتغير المناخي على أنه فرصة وليس تحديا، وأن تأثيراته لا تقتصر فقط على قطاعي الزراعة والمياه، بل على الصحة وانتشار الأوبئة، ومنها فيروس كورونا الذي يعد بمثابة انذار للدول على ربط القطاعات بشمولية لدى التعامل مع أزمة المناخ".
ودعم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان صدر عن مكتب المتحدث باسمه ليلة أمس قرار التأجيل، قائلا "مع إصابة عشرات الآلاف بالمرض ووفاة الكثيرين بكورونا، يصبح القضاء على الفيروس وحماية الأرواح أولوية".
لكن غوتيريش حث "الدول على الاستمرار بالعمل على زيادة الطموح، والعمل على تغيّر المناخ، اذ أن الانبعاثات وصلت إلى مستويات قياسية والآن تتضاعف الآثار، وستزيد من حدّة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي ستفاقمها هذه الأزمة."
ومن وجهة نظر رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة الدكتور دريد محاسنة أن "نوايا الدول قد اتضحت ومنذ توقيع اتفاق باريس باتجاه العمل المناخي، حيث بدأت تتبلور الاتجاهات السياسية لها سواء أكانت ضد أم مع التحسينات المناخية".
ولا يرى محاسنة أن "هناك اتجاهات من الدول وبعد تأجيل مؤتمر قمة المناخ لعدم الالتزام، أو أن يتم استغلال هذه الفرصة من قبل الدول المختلفة لعدم الوفاء بالتزاماتها، بل على العكس فقد تتغير اتجاهات الدول التي اتخذت موقفا مضادا لاتفاق باريس أمام ضغط شعوبها وتصبح المحافظة على البيئة ضرورة وأولوية لديها".
وتعد الأزمة الصحية التي يشهدها الأردن ودول العالم بمثابة ناقوس انذار لها وللجميع بأن البيئة تعد من القطاعات المهمة"، وفق المدير التنفيذي للجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ديالا العلمي.
وبحسب العلمي، لا بد من "التفكير من قبل مؤسسات المجتمع المدني البيئية في كيفية إيصال تلك المعلومة وبعد الانتهاء من الأزمة الصحية الحالية، ستحظى الأولوية الاقتصادية بالمساحة الأكبر ضمن أجندتها في المرحلة المقبلة".