إسرائيل مفتاح الحفاظ على الاسد

معاريف

أساف جبور

البيان الرسمي للتلفزيون السوري عن النار التي بادر الى اطلاقها جيش الاسد نحو سيارة الجيب الإسرائيلية، والتي بزعم السوريين اجتازت حدود وقف النار، يشكل خطوة اولى لسياسة الرد الجديدة التي تتبلور في القصر الرئاسي في دمشق. وقد أشار نائب وزير الاعلام السوري، خلف المفتاح الى أن الرد السوري في هضبة الجولان يعكس بصورة حقيقية تغيير السياسة تجاه إسرائيل بحيث أن كل مس بالسيادة السورية سيحظى برد حاد. "الهدف الاستراتيجي للجيش السوري كان وما يزال إسرائيل"، شدد في مقابلة مع قناة "المنار". "نحن مستعدون للمواجهة معها، وعندنا سلاح استراتيجي لم يستخدم من قبل وهو مخصص لمثل هذه المواجهة".اضافة اعلان
وترتبط أقوال نائب الوزير بتصريحات محافل سورية اخرى وكذا تهديدات من محافل في حزب الله وعلى رأسها حسن نصرالله بانه بعد الهجومين المنسوبين لسلاح الجو الإسرائيلي فان في نية سورية الرد على كل خرق اسرائيلي. مشكوك أن يكون الرئيس السوري بشار الاسد معنيا بمواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل، الان بالذات، حين تنجح قواته في تحقيق انجازات وتغيير ميزان القوى حيال الثوار. ولكن من جهة اخرى، فان مواجهة على نار هادئة مع اسرائيل تصرف الاضواء الاعلامية باتجاه الحدود الإسرائيلية – السورية، بينما مقاتلو حزب الله، ضباط إيرانيون وميليشيات الشبيحة الاجرامية التابعة للاسد تواصل ذبح الشعب السوري في منطقة القصير على الحدود اللبنانية.  ويوجد الجواب على تسخين جبهة الجولان السورية والإسرائيلية على ما يبدو بعيدا في طهران. فقد اشارت مصادر في إيران الى أن طهران ترى في إسرائيل مفتاحا للحفاظ على نظام الاسد. وحسب تلك المصادر، فقد أمر الإيرانيون حزب الله ومحافل فلسطينية موالية للنظام بتسخين الجبهة مع اسرائيل في هضبة الجولان لسببن اساسين: الأول هو القضاء على قوات الثوار الموجودة على الحدود. والثاني، الذي يندرج كجزء من الصراع النفسي على الرأي العام العربي والسوري، هو تثبيت مكانة الاسد كرئيس سوري لا يخاف المواجهة مع العدو الكبير إسرائيل.
لقد وصف الثوار النظام الاسد بانه "حامي الحدود مع إسرائيل" في ظل عرضهم حقيقة أنه منذ اتفاق وقف النار في 1973 لم تطلق حتى ولا رصاصة واحدة نحو "العدو الصهيوني". وتسعى إيران الآن الى "عملية شد وجه" للصورة السورية وعرض الاسد كرئيس صلب مصمم على حماية مواطني سورية من الهجمات "التي يشنها العدو الصهيوني ضد سورية".