إسرائيل والبرازيل: لا يوجد مكان للتطهر

إسرائيل هيوم

يعقوب احمئير  5/11/2018

في كل وقت من شأن تريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية، أن تذهب إلى قصر باكنغهام من اجل أن تطلب مصادقة الملكة على حل البرلمان والإعلان عن "انتخابات سريعة". هذا ليس تقدير هستيري: رئيسة الحكومة تجد صعوبة في انهاء المفاوضات مع ممثلية الاتحاد الأوروبي على شروط انسحاب بريطانيا من الاتحاد. ماي كما هو معروف عارضت الانسحاب، ولكن نتائج الاستفتاء العام تلزم حكومتها أيضا. ليس هناك أي ضمانة بأنه بعد الانتخابات السريعة ستعود تريزا ماي إلى شارع داونينغ 10، هناك اشارات تدل على أنه تتم حياكة تمرد في اوساط الشباب المحافظين بهدف تنحيتها.اضافة اعلان
هذا سيناريو مقلق بالنسبة لإسرائيل، ليس فقط لأن تريزا ماي هي سياسية "صهيونية"، تصرح بحميمية لصالح إسرائيل، بل أيضا لأنها اذا خسرت في الانتخابات فسيتم تعيين جيرمي كوربن، رئيس حزب العمال، في رئاسة الحكومة في بريطانيا. اجل، السياسي اللا سامي الذي رفض التعريف المتشدد للا سامية كما هو مقبول على الغرب، من شأنه أن يصبح رئيس حكومة جلالة الملكة.
كوربن سبق له وأعلن أن الحكومة التي سيقف على رأسها إذا فاز في الانتخابات ستعترف بالدولة الفلسطينية. ممثلو مؤتمر حزب العمال الذي عقد مؤخرا ردوا بهتافات ولوحوا بمئات الأعلام الفلسطينية. القاعة كلها صبغت بألوان العلم. إذا تحقق هذا السيناريو حقا فستواجه حكومة إسرائيل معضلة شديدة. ماذا سيكون شكل العلاقات بين حكومة كوربن وحكومة إسرائيل؟ هل سترفض إسرائيل أن تتحدث مع سياسي لاسامي الذي ربما سيقف على رأس حكومة بريطانيا؟
وبالتحديد في هذه الأيام برزت أمامها معضلة اخرى، وإن كانت أخف بكثير من المعضلة البريطانية، انتخاب زاير ماسياس بولسونارو رئيسا للبرازيل. بولسونارو يوصف بأنه سياسي يميني متطرف، وهو معروف بتأييد إسرائيل، وقد تعهد بنقل سفارة البرازيل إلى القدس. وسائل الاعلام لدينا تتعامل بنغمة معادية، وربما حتى بدرجة من الاستخفاف أو بسرور قليل، مع الوجه الصديق الآخذ في التشكل مع القيادة الجديدة في البرازيل.
صحيح أن تصريحات الرئيس الجديد صيغت بلهجة قاسية واحيانا متطرفة لا تناسب خطاب رجل سياسي مثقف، هو أيضا يظهر تأييد ما للحكم الديكتاتوري ويتحدث بشوق إلى أيام النظام العسكري في البرازيل.
ولكن دولة إسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بتبريد العلاقات الجديدة مع البرازيل. البرازيل أيضا ليست النمسا المحكومة من قبل تحالف فيه أحد الشركاء ممسوس بتأييده للنازية. على الدبلوماسيين الإسرائيليين في فيينا محظور كنوع من الاحتجاج انشاء علاقة مع وزراء حزب "الحرية". وازاء سيناريو يكون فيه ربما كوربن رئيس الحكومة في بريطانيا، هل ستبرد إسرائيل علاقتها معها؟ أيضا بريطانيا ليست النمسا. هل يخطر في البال أن رئيس حكومة إسرائيل لن يلتقي مع سياسي في لندن إذا كان اسمه جيرمي كوربن. الاجابة واضحة. وهكذا لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بتبريد العلاقات التي ستنشأ مع الرئيس الجديد في البرازيل. إسرائيل، أيضا لا تستطيع أن تتصرف بسياسة يحكمها التطهر: لا في علاقتها مع البرازيل ولا حتى مع بريطانيا، أو استراليا أو هنغاريا.