إسرائيل وعلاقاتها الجديدة

من لم يصح بعد على أثر علاقات دولة الكيان الصهيوني مع دولة عربية بوزن الإمارات العربية المتحدة عليه أن يصحو على الاختراق الجديد الذي تقوم به إسرائيل هذه المرة في القارة الأوروبية مع دولتين جديدتين لهما تاريخ في مؤازرة القضية الفلسطينية والدول العربية.اضافة اعلان
أتحدث عن دولتي صربيا والكوسوفو وهما من أهم الوريثات لجمهورية يوغسلافيا الاتحادية والمؤسسة مع مصر والهند لحركة عدم الانحياز، حيث قام رؤساء يوغسلافيا ومصر والهند، تيتو وعبدالناصر ونهرو بالدعوة لتأسيس حركة عدم الانحياز وذلك في عام 1961 وكان من أهم أهدافها الوقوف ضد الاستقطاب الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية إما للولايات المتحدة أو للاتحاد السوفياتي وكان من أهداف الحركة أيضاُ دعم حركات التحرر في العالم وكانت قضية الشعب الفلسطيني على رأس أولويات حركة عدم الانحياز.
يوم أمس في البيت الأبيض وبرعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبحضور «ضيف الشرف» نتنياهو ببث مباشر من القدس المحتلة تم التوقيع على مصالحة طال انتظارها 20 عاما» بين صربيا والكوسوفو والتي فشل الاتحاد الأوروبي في قيادتها للاعتراف المتبادل بين الدولتين، صربيا كانت تعد الكوسوفو إحدى مقاطعاتها، وبذلك ينتهي النزاع بين هاتين الدولتين الجارتين ويتم وضع حد للنزاعات التاريخية بينهما.
حقيقة لا أعلم ما هو الدور الذي قام به الكيان الصهيوني في هذه المصالحة ليكون نتنياهو ضيف الشرف ولتكون دولة الاحتلال الصهيوني جاني الأرباح الأكبر من هذه المصالحة والتي تفوح منها رائحة الأعمال، على أثر هذه الاتفاقية ستقوم جمهورية صربيا بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس قبل حلول شهر تموز (يوليو) 2021 وستكون أول دولة أوروبية تقوم بذلك، وستقوم جمهورية الكوسوفو بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع هذا الكيان وستكون سفارتها بالقدس وبذلك تكون أول دولة بأغلبية مسلمة تقوم بذلك وستقوم إسرائيل بالاعتراف الفوري بجمهورية الكوسوفو.
طبعاً من الجدير بالذكر لأن هذه الأخبار لم أجد لها أثرا في إعلامنا أن من هندس جميع هذه الاتفاقيات هو نسيب الرئيس ترامب المشؤوم جيرارد كوشنر، هذه الاعترافات المتبادلة ستشكل مكاسب لجميع الأطراف المشاركة، بالأخص ترامب ونتنياهو إضافة إلى رئيس جمهورية صربيا اليكساندر فوجيك ورئيس وزراء الكوسوفو عبدالله هوتي الموقعين على هذه الاتفاقيات.
نستمر نحن في سباتنا العميق وتستمر إسرائيل في جني أرباحها في جميع مناطق العالم، ما هي المحطة القادمة.