إشاعات عودة التعليم عن بعد.. قلق يتربص بالطلبة

إشاعات عودة التعليم عن بعد.. قلق يتربص بالطلبة
إشاعات عودة التعليم عن بعد.. قلق يتربص بالطلبة
منى أبوحمور عمان- الخوف من إمكانية عودة التعليم "إلكترونيا " عن بعد يسبب حالة من الإرباك ما يزال يعيشها بعض الأهالي وأولياء الأمور، سببها رسائل "مبطنة" وأحيانا معلنة يطلقها معلمون في المدارس، وأن الوجاهي قد لا يستمر طويلا، دون سند أو دليل. وبرغم أن تلك الرسائل ليس لها أساس من الصحة، كما تصرح وزارة التربية والتعليم بين الحين والآخر، والتي بدورها تؤكد حتمية التعليم "وجاهيا"، إلا أن هيئات تدريسية في بعض المدارس، تبين أنه "مسألة وقت وينتهي ليعود التعلم إلكترونيا". ما يثير قلق ومخاوف الآباء ويحد من دافعية الطلبة. بث الرسائل الإيجابية والمطمئنة، هو ما ينبغي أن يقوم به المعنيون في العملية التعليمية، وفق خبراء، بصفتهم المصدر الأساسي للثقة والطمأنينة وسط هذه الأجواء، وأي شيء عكس ذلك لن يكون في مصلحة العامة. فيما تساؤلات عديدة تشغل بال الطلبة وذويهم حول مصير التعليم الوجاهي للعام الدراسي الجديد، ومدى استمراريته، عازين مخاوفهم إلى التسريبات السلبية التي تصلهم بين الحين والآخر. بينما يؤكد أولياء أمور ومعلمون في تصريحهم إلى "الغد" أن هذه الإشارات للعودة إلى التعليم الإلكتروني قريبا أم لا، يؤثر في دافعية الأبناء للعودة إلى المدارس.

مخاوف أولياء الأمور

تقول صفاء زريقات إن "الأثر كبير على أولياء الأمور، ويؤشر إلى غياب الثقة ببعض المعلمين"، مستغربة قيام بعض الهيئات التدريسية إطلاق هذه الإشاعات في وقت تلقت فيه فئة كبيرة من المعلمين المطعوم. وذلك نظرا لإلزام من لم يحصل عليه بإجراء فحص بي سي آر، وبالتالي الوضع "يفترض به أنه أكثر أمانا". بينما تنوه زريقات إلى أن استمرارية بعض المعلمين في الحديث عن التعليم الإلكتروني "لا مبرر له"، خصوصا وأن الطالب حينما يسمع ذلك سيقل حماسه بأجواء المدرسة ويصاب بالإحباط. في حين يرى حسام العلي أن عدم ارتياح بعض المعلمين لفكرة الدوام بالتناوب وتذمرهم بسبب ارتفاع نصاب حصصهم. وذلك ما قد يزيد من تسريب أن هناك عودة للتعليم الإلكتروني، على حد زعمه. ليضيف "بعض المعلمين لا يراعون أحيانا حالة الطلبة والأهالي وما اختبروه خلال العامين السابقبن من متاعب وصعوبات". إلا ان نهاد تخشى ، أم لأطفال في مدارس في عمان، من أن تلويح بعض المعلمين والمعلمات بالعودة إلى التعليم الإلكتروني أن "لديهم معلومة حول ذلك، ما يجعلهم يتسببون في إرباك جميع الأطراف". إلى ذلك، تؤكد الأم إيمان أن بعض المعلمات لا يوجد لديهن حديث سوى العودة إلى التعليم الإلكتروني، قائلة "ربما تلك أمنياتهم أن يعود عن بعد". بدورها، زينب تصف تأثير هذه الحالة التي يعيشها الطلبة وذووهم بـ"المحبطة"، و"السلبية"، فهذه الإشاعات أثارها لن تكون جيدة. وتتفق ربا الحسنات مع هذا الرأي، مؤكدة أن أكثر من يتحدثون بعودة التعليم الإلكتروني هم من المعلمين، متسائلة: ما مصدر معلوماتهم؟

أهمية الرسائل الإيجابية

التربوي الدكتور عايش نوايسة يؤكد بدوره أهمية الرسائل الإيجابية التي يجب أن توجه من قبل المعنيين في العملية التعليمية في المدارس والمديريات والوزارة إلى الطلبة وأولياء الأمور والمجتمع ككل. إذ يبين النوايسة أن كورونا تركت آثارا سلبية في الحياة العامة خلال ما يقارب العامين، وأجبرت الحكومة خلال الفترات الماضية على التحول من التعليم الوجاهي إلى الإلكتروني. وحاولت أكثر من مرة العودة إلى التعليم الوجاهي، لكن كانت قوة الجائحة والموجات التي تعرض لها الأردن كان أكبر بكثير. ويلفت نوايسة بعد مضي أكثر من عامين إلى تغير المعطيات الأساسية، إذ تلقت فئة كبيرة المطاعيم في حين أن نسبة كبيرة أصيبت بفيروس كورونا. فضلا عن تلقي الكوادر الإدارية والتدريسية والمعنيين بالعملية التعليمية اللقاح أو اللجوء لإجراء فحص بي سي آر مرتين أسبوعيا. لذلك، من المهم أن تكون الرسائل ايجابية، بحسبه، بعيدا عن كل المعطيات السلبية وما تقوم به بعض الهيئات التدريسية لا يتفق مع سياسة الوزارة وتوجيهاتها بتسهيل عملية الرجوع "وجاهيا". حيث تحرص على بث رسائل ايجابية كبيرة بالتعليم الوجاهي وإعلانها عن خطة التناوب لتحقيق التباعد والبروتوكولات الصحية والتخلص من الاكتظاظ الذي شهدته للحفاظ على ديمومة التعليم الوجاهي. ويؤكد النوايسة أن المعلمين والمعلمات هم المصدر الأساسي لرسائل الثقة التي يجب أن توجه للطلاب، لافتا إلى أن فقدانها ليس في مصلحة الطلاب ولا بالتعليم الوجاهي. والأصل، وفق نوايسة، الأخذ بالمعطيات والمتعلقة بعملية التعلم، وأن تكون الرسائل إيجابية، فضلا عن تحقيق التباعد والحفاظ على البروتوكول الصحي في كل وقت. إلى ذلك ينوه نوايسة إلى أنه ربما يكون هناك خيار يتعلق ببعض المواد أن تعطى إلكترونيا ولكن ليس فقط بسبب جائحة كورونا، وإنما لتغير شكل التعليم أيضا. ففي الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، التحولات في التعليم أصبحت ضرورية، ومن الطبيعي الاستفادة من هذا التحول الرقمي والأدوات التعليمية الجديدة في بعض المباحث الأساسية الموجودة. ويتابع نوايسة؛ "المعلمون والمعلمات هم ذراع الوزارة في الميدان وهم من يستطيعون إنجاح فكرة الابتعاد نهائيا عن التعلم الإلكتروني". فهم القائمون على تطبيق البروتوكول الصحي والحفاظ على التباعد والتزام الطلبة، فدورهم كبير في الوقاية والتوعية، والابتعاد عن تلك الرسائل التي تزعزع الثقة بين الأطراف كاملة.

الحملة الوطنية للعودة للمدارس

كثير من الرسائل والتساؤلات توجه بها أولياء أمور للحملة الوطنية للعودة للمدارس بحسب العضو المؤسس للحملة الدكتورة أسيل جلاد حول مدى مصداقية ما يدور وإن كانت هناك توجهات صريحة لذلك في وزارة التربية والتعليم. كما ترى جلاد أن هذه التلميحات والرسائل قد تكون "فردية" وليس لها أساس صادر في وزارة التربية والتعليم.  لأن أي معلومة بعدم الجدية في الاستمرارية بالتعليم الوجاهي سيغيب الثقة بين الأهالي والوزارة. إضافة إلى تفاقم الفجوة التعليمية التي يحاول الجميع ترميمها وإصلاحها. حيث تضيف جلاد "غياب الثقة والدافعية لدى الطلبة سيعزز الفاقد"، مؤكدة ضرورة التمسك بالطرق التي تجعل لدى الطلاب دافعية والتزام أكثر بالتعليم وترميم ما تم فقده. وتشير جلاد إلى أهمية العامل النفسي وعدم فصله عن العامل التعليمي، فضمان سلامة الجانب التعليمي لدى الطلبة أساس استمرارية التعليم الوجاهي. كونها تسبب الرسائل والمعلومات التي لا أساس لها، بزيادة حالة التوتر والقلق وخلق حالة نفسية غير مستقرة، ما يسبب غياب الالتزام بالعملية التعليمية. إلى ذلك، تتمنى جلاد أن يكون هناك ردود فعل من وزارة التربية والتعليم وآلية لضبط الرسائل التي يتم تداولها بين الهيئات التدريسية. فضلا عن تنظيم اللغة المستخدمة للمصطلحات والمفاهيم التي يتم استخدامها داخل البيئة المدرسية، للحفاظ على نفسية الطلبة والمجتمع المدرسي ككل. هذا وفي  تصريح سابق لوزارة التربية، قالت إنّها "لن تتراجع عن قرار إعادة فتح المدارس كما هو متخذ سابقا بالعودة التدريجية الوجاهية. وذلك ابتداء من الصفوف الأساسية الأولى والثاني الثانوي ورياض الأطفال". حيث أن استمرار التعليم الوجاهي مرهون بأمرين، "درجة التزام مجتمع المدرسة من طلبة ومعلمين وإداريين بالبرتوكول الصحي، والانتشار المجتمعي للوباء". إلى جانب التحق ما يقارب 2.2 مليون طالب وطالبة بمدارسهم مع بدء العودة للتعليم الوجاهي في الأول من أيلول"سبتمبر" الحالي. علما ان عدد الطلبة الذين انتقلوا من القطاع الخاص إلى المدارس الحكومية حوالي 42 ألف طالب وطالبة، فيما يبلغ عدد المدارس في المملكة 3975 مدرسة. كما حددت وزارة التربية ألفي مدرسة لاستقبال الطلبة وفق نظام التعليم المدمج (التناوب).اضافة اعلان