إصابات دون 100 شرط العودة للمدارس

طالبتان اثناء مغادرتهما إحدى المدارس الحكومية في عمان -(تصوير: محمد مغايضة)
طالبتان اثناء مغادرتهما إحدى المدارس الحكومية في عمان -(تصوير: محمد مغايضة)

آلاء مظهر

عمان- في الوقت الذي أكد فيه وزير التربية والتعليم، تيسير النعيمي، عدم نية الوزارة تمديد تعليق الدوام في المدارس بعد 14 يوما، حسب المعطيات الحالية، قال مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة، عدنان إسحق، أمس، إن تمديد فترة تعليق الدوام المدرسي واستمرار التعلم عن بعد مرتبط بالوضع الوبائي، الأمر الذي يُدخِل أولياء الأمور بحالة من الإرباك الشديد نتيجة لعدم وجود تصريحات واضحة بهذا الشأن.اضافة اعلان
وأضاف إسحق لـ”الغد”، انه “في حال استمرار تسجيل المملكة لإصابات بفيروس كورونا بمعدل يتراوح بين 100 إلى 250 او اكثر، فسيكون هناك قرار لتمديد تعليق الدوام المدرسي بعد انتهاء مدة الأسبوعين”، مشيرا إلى أن “العودة الى التعليم المباشر داخل الحرم المدرسي ستكون في حال انخفاض معدل الإصابات اليومي إلى ما دون 100 حالة يوميا، ولن يكون هناك تمديد لتعليق دوام المدرسي بعد 14 يوما وستعود العملية التعليمية كما كانت عليه قبل التعليق داخل الحرم المدرسي وبشكل وجاهي”.
ويؤدي تضارب التصريحات إلى إدخال أولياء الأمور في معضلة توفير بدائل رعائية لأبنائهم أثناء تواجدهم في أعمالهم، وتوفير أدوات للتعلم عن بعد من أجهزة إلكترونية وحزم انترنت لمواصلة تعليمهم، فضلا عن الشكاوى من فعالية التعلم عن بعد، وسبق أن برزت مطالبات بضرورة إتاحة كلا الخيارين من تعليم وجاهي وتعليم عن بعد بحيث يكون الخيار وفقا لما يناسب احتياجات الطلبة وأوضاع أسرهم.
وكانت الحكومة استثنت من قرارها بتعليق الدوام المدرسي طلبة الصف الثاني عشر (التوجيهي) وكذلك طلبة الصفوف الثلاثة الاولى على ان يتم تخيير اولياء الامور بين التعلم عن بعد أو الوجاهي لطلبة الصفوف الثلاثة الاولى، في حين يكون التعليم عن بعد لطلبة الصفوف من الرابع وحتى الحادي العشر لمدة 14 يوما اعتبارا من اليوم.
وجاء تعليق دوام المدارس لخفض عدد الإصابات بفيروس كورونا، ذلك أن المدارس تعتبر من التجمعات التي تشكل خطرا على الوضع الوبائي بالمملكة، بحسب ما قاله الناطق الإعلامي باسم لجنة الأوبئة، نذير عبيدات، في تصريحات تلفزيونية أول من أمس.
وقال عبيدات، إن “عودة المدارس جزء من التعايش مع الواقع الحالي، لكن طرأت مستجدات حيث أصبحنا نتعامل مع وضع وطريقة جديدة لانتشار الفيروس، فهذه الزيادة بأعداد المخالطين والإصابات فرضت القيام بإجراءات للمحافظة على وضعنا الوبائي”.
وأضاف، أن “هذه الإجراءات جاءت نتيجة للتطورات الحالة الوبائية في المملكة، فلذلك تم اتخاذ العديد من الإجراءات من بينها تعليق دوام غالبية المدارس لمدة 14 يوما لكي يتم كسر حلقة الفيروس خلال الأسبوعين”.
وأشار إلى أنه “بعد الأسبوعين يجب تقييم الأمور وأي قرار آخر يتعلق بالإغلاقات سيدرس بطريقة جيدة”، مؤكدا ان “الاستمرار بعملية التعلم عن بعد مرتبط بالوضع الوبائي”.
ولفت إلى أن “المدارس تشكل خطورة على الوضع الوبائي لتجمع عدد كبير من الطلبة داخل غرف صفية مغلقة”.
إلى ذلك، بلغ مجموع المدارس الحكومية والخاصة، والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والثقافة العسكرية التي تحولت للتعليم عن بعد 14 يوما في المملكة حتى أول من أمس 162 مدرسة.
وتوزعت المدارس بحسب موجز لوزارة التربية والتعليم، بواقع 99 مدرسة تحولت إلى التعليم عن بعد بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد بين طلبتها او الهيئات التدريسية او العاملين، و63 مدرسة بسبب وجودها في مناطق معزولة بلا إصابات.
وبينت الوزارة، أن العدد الإجمالي للإصابات المسجلة في جميع المدارس بلغ حتى امس 86 بين الطلبة، 51 اصابة بين الهيئات التدريسية، بالإضافة الى 6 مستخدمين، و3 موظفين بمديريتي تربية وتعليم، مؤكدة ان الاصابات المسجلة في المدارس كانت جميعها مخالطة لإصابات مؤكدة ومعلن عنها، ومشددة على ضرورة وأهمية التزام المعلمين والمعلمات والطلبة والعاملين في المدارس بالاشتراطات والإجراءات والاحتياطات الاحترازية الصحية للحفاظ على سلامتهم.
أولياء أمور أكدوا في أحاديثهم لـ”الغد”، امس، ان تضارب التصريحات سينعكس سلبا على الصحة النفسية لأبنائهم خاصة ممن هم من الفئة عمرية الصغيرة، مؤكدين كذلك ان هذا الأمر يمكن تجاوزه بترك حرية الاختيار لأولياء الأمور لشكل التعليم إما وجاهيا أو بعد.
وقالت سما فاروق، وهي ولية أمر لطالبين، إن “التعامل مع هذا الملف لا يجب أن يكون بهذه الطريقة، فوضوح الرؤية أمر مهم بهذه المرحلة كون هناك العديد من القرارات التي تمس مستقبل أبنائنا مرتبطة بها”.
وأضافت، ان “الطلبة وذويهم يشعرون الآن بحالة من عدم الاستقرار وضياع نتيجة لعدم استقرار الحالة التعليمية فيوم عن قرب وآخر عن بعد، فهذا أمر غير منطقي وليس مقبولا، داعية لترك الخيار للأسر لتقرر ما يناسب احتياجاتها بشكل التعليم”.
وشددت فاروق على ان “الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، فالاستقرار والانتظام أمران مهمان بحياة الطالب”.
وشاركها بالرأي أبو هاشم، الذي قال إن “الأمر يتطلب معالجة فورية من الحكومة واتخاذ قرار واضح بهذا الإطار كون أولياء الأمور يحتاجون لترتيب أمورهم خاصة تلك الأسر التي يعمل بها كلا الطرفين ولا يوجد لديهم بديل لرعاية أبنائهم أثناء تواجدهم في العمل”.
وأكد أبو هاشم، أن “أفضل قرار في ظل الوضع الراهن هو ترك أولياء أمور يختارون آلية تعليم أبنائهم سواء عن بعد أو بالمدارس، كون هذا الوباء ليس معروفا متى سينتهي ويجب التكيف والتعايش مع ذلك وفق الوضع الحالي”.
ولفت الى ان “التعلم عن بعد كان عليه ملاحظات عديدة سابقا ولم يلب طموحاتنا، فهناك العديد من السلوكيات والقيم التي يخسرها طلبة بعدم ذهابهم للمدرسة ولا يمكن اكتسابها بالتعلم عن بعد”، لافتا الى “الإشكالية الأخرى التي تواجه الأسر المتمثلة بعدم امتلاكهم لأجهزة إلكترونية بعدد أبنائها”.