إطلاق النسخة التجريبية من "مسرح الفكر الجديد للمدارس"

عمان-الغد- أطلقت مؤسسة الجود للرعاية العلمية مؤخرا، النسخة التجريبية من "مسرح الفكر الجديد للمدارس" والذي يهدف إلى زرع الثقة في نفوس اليافعين وتمكينهم من التعبير عن رأيهم بجرأة مشاركته مع الآخرين بدون خوف، وذلك من خلال تقديم قصص ملهمة من اليافعين أنفسهم لطلبة من مدارس مختلفة بطريقة مسرحية وتفاعلية، وتوثيق ونشر مبادراتهم الإيجابية لتغيير المجتمع من حولهم.اضافة اعلان
مؤسس المبادرة الناشط الاجتماعي ماهر قدورة، يبين أن الفكرة التي يرتكز إليها "مسرح الفكر الجديد للمدارس" هي توفير فضاء يأتي من اليافعين أنفسهم ويخاطبهم كذلك، وبناء قدرتهم على تقديم أنفسهم وأفكارهم إلى الجمهور، وإزالة حاجز الخوف لديهم.
ويضيف أن الأمر لا يقف عند ذلك فقط، فجزء من الجمهور هو أيضا من الكبار، والذين سيتفاعلون مع اليافعين وقصصهم الملهمة وسيتعلمون منهم، ويبدأون بالتفكير بضرورة دعمهم وتوفير هذا الفضاء التفاعلي لهم.
ويبين أن دور "مسرح الفكر الجديد مدارس" يتمثل في تأهيل المشرفين في المدارس وأي فرد يريد تطبيق فكرة هذه المبادرة مع اليافعين، وتقديم المعرفة والتدريب والتأهيل لهم لتنفيذ ذلك.النسخة التجريبية من "مسرح الفكر الجديد للمدارس" والتي أقيمت مؤخرا في مدرسة الأكاديمية الدولية- عمّان، استضافت قصصا عدة قدمها طلبة تراوحت أعمارهم بين 11 و17 عاما.
جنى طنطش (11 عاما)، جاءت فقرتها بعنوان "بذرة خير" والتي بينت فيها كيف قررت أن تصنع الأساور من مبلغ أولي هو عشرة دنانير، وقامت ببيع الأساور ليصل المبلغ الذي جمعته في النهاية إلى 455 دينارا، تبرعت به لمركز الحسين للسرطان.
وتقول جنى إنه بغض النظر عن عمر الإنسان، إلا أنه قادر على فعل الخير وتحريك من حوله بشكل إيجابي دائما، تماما كالبذرة، التي تزرع، وتنمو كنبتة وتثمر.
أما حذيفة الفرارجة (16 عاما) فقدم فقرة بعنوان "اسألوا حذيفة" والتي تحدث فيها عن قصته التي بدأت منذ كان عمره 11 سنة، وعلم نفسه بنفسه لغات البرمجة واشترك في مسابقات عالمية مع فريق من أصدقائه وحصلوا على المركز الأول.إلا أن إنجاز حذيفة لم يقف عند الفوز بالمسابقة، فقد بات يقدم دورات في لغات البرمجة والروبوتكس للشباب في مخيم البقعة وبمبلغ رمزي، وأحيانا بشكل مجاني.
قصة أخرى قدمها علي عياد (16 عاما) الذي أثرت فيه مبادرة "شركتنا" والتي تهدف إلى زرع بذور ريادة الأعمال لدى اليافعين، وقرر بعد خوضه تجربة إنشاء مشروع تجاري صغير، أن ينفذ مشروعا صغيرا بنفسه ليوفر مصروفه اليومي ويسهم في مصاريف انتسابه للجامعة، وجاءت فقرته بعنوان "من شركتنا لشركتي".
"منك ببدأ التغيير" كان عنوان الفقرة التي قدمها إلياس الهباهبة (16 سنة) وحمزة السباتين (17 سنة) واللذان غنيا فيها عن التغيير لحل قضايا المجتمع. وتحدث إلياس عن كيف ساعد هو ومجموعة من أصدقائه صديقهم محمد على ترك التدخين حفاظا على صحته.
أما حمزة فتحدث كيف استطاع إرجاع مجلس الطلبة في مدرسته بعدما تم حله، وكيف بادر لفكرة آمن بها وحققها على أرض الواقع، وتركت أثرا إيجابيا على المدرسة؛ حيث يقوم مجلس الطلبة حاليا بالسعي لحل مشكلات الطلبة وجمعهم لتوفير بيئة أفضل في المدرسة.
عمر أبو غربية (12 عاما) تحدث عن موضوع مختلف، وجاءت فقرته بعنوان "خلص بكفي"؛ حيث انطلق في حديثه من تجربته الشخصية مع التنمر، وأوصل رسالة للحضور والطلبة والمعلمين كيف يمكن للشخص أن يضع حدا للتنمر بدون أن يؤذي الشخص المتنمر.
وتحت عنوان "على بلاطة"، تحدثت ياسمين كتخدا (16 عاما) عن ضرورة إحياء التراث المعماري والحفاظ عليه، وبينت كيف أن إيمانها بالفكرة جعلها تحدد موضوع مشروع التخرج من المدرسة في هذا المجال؛ حيث قامت بطبع بطاقات معايدة من رسوماتها لأنماط مختلفة من البلاط القديم، وباعتها لتجمع مبلغ 1000 دينار، وتبرعت بالمبلغ لجمعية الحمى بهدف بناء فرن لخبز البلاط على النمط القديم من ضمن مشروع ترميم بلدة معان القديمة.
ذهب شكيل (16 سنة) قدم فقرته تحت عنوان "شو لمعتك؟"، وكانت قصته عن الصعوبات التي واجهها في مختلف المجتمعات بسبب أصوله الباكستانية، وبمساعدة نصيحة أبيه "الذهب لو رميته بالرماد، سيظل يلمع"، استطاع ذهب اكتساب احترام الآخرين وتغيير نظرتهم إليه عن طريق إثبات نفسه أكاديميا.
الجمهور الذي حضر النسخة التجريبية تنوع بين أهال ومعلمين وطلبة مدارس من الصف الرابع الابتدائي وحتى التوجيهي. وحضر طلبة من كل من: مسابقة IKB لأصغر رجل أعمال، مدرسة المجد بعين الباشا، مدرسة سكينة بنت الحسين من الزرقاء، مدرسة البنيات الأساسية بنين، مدرسة البكالوريا عمان، طلاب من رواد التنمية في جبل النظيف، مدرسة اليوبيل والمدرسة الأرثوذكسية.