إطلالة على خطاب العرش

محمد الشواهين


خطاب جلالة الملك في افتتاح اعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة قبل ايام، أشار له المراقبون والمحللون على انه خريطة طريق للحكومة وللمواطنين على حد سواء، كي  نتفهم الواقع الذي نعيش، بحلوه ومرّه، وان نعتمد على انفسنا، كي لا نبقى متواكلين على غيرنا لمدنا بالمساعدات، كثيرها وقليلها، وهذا يتطلب من الحكومة ومؤسساتها، تنفيذ الخطط التي تدفع بالنمو الاقتصادي من حالة الركود، الى حالة يشعر فيها المواطن بتحسن ملموس، على احواله المعيشية، وهذا الأمر لن يتأتّى، ولن يعطي أُكُله ما لم يتم التعاون الوثيق بين الحكومة والمواطنين، فاليد الواحدة لا تصفق، سيما ونحن نشهد، تحديات متعددة ومتنوعة ليست بالهينة، لا بد من مواجهتها، بكل عزم ومضاء، على المستويين الرسمي والشعبي، وبتفهم تام لكل ما يجري من حولنا.اضافة اعلان
ومن هنا تأتي اهمية العمل والبناء والانجاز، بمسؤولية تشاركية بين القطاع العام والخاص، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ومن يظن انه يبقى مغردا خارج السرب، سوف يدرك تماما wانه مخطئ تماما، سواء كانوا افرادا أم جماعات، فالظرف الحالي يقتضي المزيد من التلاحم والتفاهم والتعاون، لما فيه المصلحة العامة، التي ينبغى ان نسمو بها فوق المصالح الخاصة.
وبما ان الحكومة هي صاحبة الولاية، فاضحى لزاما عليها، وضع خطط سليمة ومدروسة جيدا، من شأنها تحفيز خطة النمو الاقتصادي، الذي بات يتعثر لدينا، ولدى غيرنا من دول العالم، وشهدنا امبراطوريات اقتصادية، اصابها الانهيار والافلاس، فالصعوبات الاقتصادية تجدها في كل مكان عربيا وعالميا، اذًاً، لا بد والحالة هذه، الا ان نعي وندرك هذه المخاطر، ونعد العدة لمواجتها على نحو جماعي وتكافلي على اسس علمية.
في سياق متصل بما ورد في الخطاب السامي، القضية الفلسطينية، التي باتت الشغل الشاغل على الدوام، للقيادة الهاشمية والشعب الاردني، على اعتبار انها قضية العصر، وقضية العرب الاولى، وفي هذا الخصوص نستذكر التضحيات التي قدمها ضباط وضباط صف وافراد الجيش العربي، منذ أربعينيات القرن الماضي، فجلالة الملك لا يترك منبرا عالميا، يصل اليه، حتى يذكّر العالم بعدالة هذه القضية، وضرورة اقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس، فجلالته هو صاحب الوصاية والرعاية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، رغما عن انف سلطات الاحتلال الغاشمة.
جلالته الذي قدم رسالة عمان، قبل عدة سنوات، شرح بكل وضوح سماحة الاسلام ورفعته للعالم كله، ولقيت احتراما وتقديرا واسعين،  اليوم يتحدث عن الظلاميين ويصفهم بخوارج العصر، الذين اساءوا للاسلام بسلوكياتهم المغلوطة، ولما كان الاسلام منهم براء، فالرسالة المحمدية العتيدة التي حمل لواءها بنوهاشم، سوف تظل منارة هدى وخير وبركة للعالم اجمع.