إعادة اختبار 5 عينات وحراسة أمنية مشددة على الشعلة

لندن - قال مسؤول أمس إن اللجنة الاولمبية الدولية تعيد اختبار خمس عينات للكشف عن المنشطات من أولمبياد اثينا 2004 بعد نتائج سلبية للعينة الأولى.اضافة اعلان
وقال المسؤول لرويترز "ظهرت نتائج سلبية في خمس حالات".
وأضاف المسؤول لرويترز إن العينة الثانية لم يتم اختبارها بعد لكنه لم يوضح الرياضات أو الرياضيين الذين تخصهم العينات.
وتعيد اللجنة الأولمبية الدولية اختبار عينات من دورات أولمبية ماضية لكشف المخالفين عن طريق أساليب جديدة لم تكن متاحة في ذلك الحين. ويتم الاحتفاظ بالعينات في حالة تجمد لمدة ثماني سنوات.
وتم اكتشاف عدة حالات منشطات ايجابية بعد إعادة فحص عينات في أولمبياد بكين 2008.
المتفرجون يهتمون بالسباحين
إذا أردت معرفة الفارق بين الخبراء والمشاهدين فراقب أبصارهم الى أين تتجه في مركز الالعاب المائية في لندن.. سوف يهتم المتفرجون بالسباحين ولوحة النتائج لمعرفة الأزمنة التي تحققت بينما سينظر المهندسون والعلماء إلى صفحة الماء والفواصل بين حارات حوض المنافسات.
وتقول مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية إن حوض السباحة الذي يستضيف المنافسات في دورة لندن الاولمبية التي تنطلق في وقت لاحق من تموز (يوليو) الحالي يعد "واحدا من أكثر أحواض السباحة تقدما من الناحية التقنية".
وقال جون ايرلاند مدير الخدمات الفنية في ميرثا بولز التي قامت بتصميم أحواض السباحة للتصفيات الاولمبية الامريكية "الهدف هو القضاء على أي طاقة للماء تعيق حركة السباح."
وتؤدي التيارات تحت صفحة الماء والامواج السطحية التي تتحرك عكس اتجاه السباح الى ابطاء حركته مثلما تفعل الرياح في مواجهة الطائرة ويمكن التغلب عليها بتصميم الأحواض لتكون أكثر عمقا وعرضا.
وقال ايرلاند "كلما كان... حوض السباحة أكبر وأكثر عرضا كلما كان أفضل في امتصاص الطاقة".
ويفرض الاتحاد الدولي للسباحة حدا أدنى من الابعاد لأحواض السباحة. وفي لندن سوف يزيد عمق حوض السباحة الذي يستضيف المنافسات عن العمق المطلوب وهو متران بفارق متر كامل.
وسوف يتم سحب الامواج المتولدة من حركة السباحين ويقول ايرلاند "عندما ينطلق السباحون تتولد أمواج ترتطم بالحافة عندئذ يتم سحبها عن طريق بالوعات خاصة بدلا من السماح لها بالارتداد مما يزيد من اضطراب الماء".
وسوف يعمل نظام تدوير الماء - الذي تنحصر مهمته في نظافة الماء فحسب في الأحواض الخلفية - على المساهمة في كون حوض المنافسات سريعا عن طريق الاحتفاظ بمنسوب الماء مستقرا قدر المستطاع مما يقلص من الاضطراب الذي تحدثه إعادة ضخ الماء في الحوض.
ونظرا لكون الامواج مجرد طاقة متحركة فان تقليصها يتطلب امتصاص الطاقة بدلا من السماح لها بالارتداد في الحوض وهنا يأتي دور الفواصل بين حارات السباحين. وعندما ترتطم موجة بالفواصل فان طاقتها تتشتت عبر دوران الاقراص المصنوع منها تلك الفواصل مما يمنع زيادة الامواج.
وإذا سار كل شيء على ما يرام فإن حوض المنافسات سيكون هادئا كبركة في يوم بلا رياح رغم مشاركة سباحين أقوياء مثل الأمريكي مايكل فيلبس صاحب الذهبيات الثماني في السباحة بأولمبياد بكين.
حراسة مشددة على الشعلة
ستنعم شعلة اولمبياد لندن بنفس الحراسة المشددة لجواهر التاج البريطانية في برج لندن عندما تقضي الليلة الاولى لها في العاصمة البريطانية يوم الجمعة المقبل قبل أن تبدأ رحلة مدتها أسبوع تزور خلالها معالم دينية وسياسية وملكية.
وسوف يهبط أحد رجال القوات الخاصة الملكية حاملا الشعلة من طائرة مروحية الى القلعة التي يوجد بها التاج الذي يستخدم في حفلات التتويج.
ومن المنتظر ان يشاهد عدد كبير من الناس الشعلة اثناء رحلتها في جميع انحاء لندن وهي المرحلة الاخيرة في جولة في بريطانيا شهدها نحو تسعة ملايين شخص.
وسوف تزور الشعلة كاتدرائية سان بول ومسرح شكسبير ومقر رئيس الوزراء البريطاني في داونينج ستريت وقصر باكنجهام مقر اقامة الملكة اليزابيث في وسط لندن.
وقال هيو روبرتسون وزير الاولمبياد "الان الشعلة في طريقها الى الجزء الاخير من جولتها. وصولها الى لندن ورحلتها في العاصمة هو القسم الاخير من العد العكسي لما ستكون دورة اولمبية رائعة."
الجندي اليوناني فيديبيديس
عندما قطع الجندي اليوناني فيديبيديس 26 ميلا (42.195 كيلومتر) لإبلاغ مواطني بلاده بانتصار الاغريق على الفرس من المؤكد انه لم يستشر أيا من علماء تلك الحقبة الزمنية بشأن ما اذا كان يجب أن يرتدي حذاء أو يتدرب لأسابيع طويلة.
ومن المؤكد ان عدائي عصرنا الحديث يريدون تجنب مصير هذا الجندي الذي كان أول عداء "ماراثون" والذي سقط ميتا بعد ابلاغ النبأ ولذا فإن هناك جيوشا من العلماء والمهندسين وأساطين التقنية يسهمون بقوة في الالعاب الاولمبية التي بعثت من جديد في اواخر القرن التاسع عشر.
ومن المؤكد أن الاكتشافات العلمية الجديدة في السنوات الأربع الماضية منذ العاب بكين 2008 سوف تساعد الرياضيين على وضع استراتيجياتهم للمنافسة في اولمبياد لندن التي تنطلق في 27 يوليو تموز الجاري.
وقال ادريان بيجان استاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة ديوك في درهام بولاية نورث كارولاينا "الرياضة هي معمل اختبار بالنسبة للعلوم... المعرفة تفيد الرياضيين والمدربين وتوضح لهم كيفية المران وأفضل اساليب التدريب. يهتم الجميع بمعرفة سر الأداء الراقي والسر هو العلم."
ولن تلعب المعدات دورا كبيرا في الالعاب الاولمبية هذا الصيف باستثناء السباحة التي تحظى باهتمام جماهيري.
وكان الخبراء في مؤسسة "سبيدو" للمعدات الرياضية قد اخترعوا زيا عام 2000 يحاكي جلد سمك القرش وهذا العام قدموا نظاما جديدا يضم غطاء الرأس والنظارات والزي يجعل السباح أقرب ما يكون الى سمكة الباراكودا.
واذا لم يحطم السباحون ارقاما اولمبية او عالمية في الاحواض هذا العام فسوف تكون هذه مشكلتهم إذ عمل مهندسو شركة قامت بتركيب الاحواض على استخدام تقنية جديدة لمنع وجود أمواج مما يقلص من سرعة السباحين.
ولا يجب اغفال دور العلماء الذين يعملون على الرياضيين أنفسهم وليس المعدات.
فهناك على السبيل المثال خبراء يقومون بتحليل سرعة وقوة الغطس والدوران حول الجسم عند الوثب من منصة الغطس التي ترتفع عشرة امتار.
ويؤكد بيتر فينت مدير الاداء العالي في اللجنة الاولمبية الامريكية أن استراليا وبريطانيا والصين والمانيا وكندا وهولندا هي أكثر البلدان تقدما فيما يتعلق بالعلوم الرياضية.
ويقول "عندما يتعلق الأمر بالعلوم الرياضية فان هذه البلاد بمثابة نموذج يحتذى به."
لكن العلم ليس له القول الفصل وحده ويقول اكي سالو من جامعة باث وهو مستشار لاتحاد العاب القوى البريطاني "هناك عوامل نفسية.. اذا شعر صفوة الرياضيين ان بدايتهم كانت رائعة فمن الصعب اقناعهم بتغيير رأيهم".
وبوسع العلم زيادة متعة المتفرجين مثلما يرفع من مستوى أداء الرياضيين.
ويمكن لمشاهدي منافسات الجمباز أو الغطس ملاحظة كيف يحرك الرياضي ذراعه مما يساعد على أداء الحركات وهو نفس الشيء عندما يلاحظ المشاهد كيف يؤدي وضع جسد الرياضي في الوثب العالي الى زيادة ارتفاع الوثبة.
وبوسع العلم أيضا طمأنة عشاق العداء الجاميكي يوسين بولت من انه لو تأخر بعد 20 أو 40 أو حتى 60 مترا في سباق 100 متر عدوا فانه ليس من الضروري أن يعاني من متاعب.
وأظهرت دراسة في عام 2011 قادها آلان نيفيل من جامعة ولفرهامبتون في انجلترا وهو رئيس تحرير دورية الطب الرياضي أن أنجح العدائين في الاعوام الماضية يتمتعون بطول القامة وأجسادهم نحيفة. وساقا بولت طويلتان لدرجة انه قادر على قطع مسافة السابق في 41 خطوة في مقابل ما متوسطه 44 لبقية المنافسين.
ويقول نيفيل "في أول 50 مترا لن يتفوق العدائون النحاف أصحاب القامة الطويلة... لكن في اخر من 40 الى 60 مترا ينخفض اداء العدائين الاخرين وبالتالي يسمح ذلك لأصحاب الخطوات الواسعة باللحاق بهم والفوز".
وان جاز التعبير فانه في كل ملعب وصالة مغطاة وحوض سباحة سيكون هناك طيف للعلماء مع الرياضيين في كل وثبة وانطلاقة واحتفال يترجم جهودهم الى ميداليات أولمبية.- (رويترز)