إعادة الجماهير.. الصحة أكثر أهمية

في الوقت الذي تناقش فيه الحكومة البريطانية التأثيرات الاقتصادية على أندية الدوري الانجليزي لكرة القدم، وما سيسببه غياب الجمهور عن المدرجات من خسائر على تلك الأندية تقدر قيمتها بنحو 700 مليون جنيه إسترليني، فإن الانجليز يؤكدون «إعادة الجماهير هي الأولوية رقم 1».اضافة اعلان
على النقيض من ذلك، يؤكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني إنفانتينو، بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، أن إعادة فتح ملاعب كرة القدم هو «الهدف» مع اقتراب موعد انطلاق البطولات المحلية حول العالم، لكن يجب أن تبقى الصحة هي الأولوية.
وشدد إنفانتينو على أن «كرة القدم بدون المشجعين ليست بنفس القيمة، لكن الصحة أكثر أهمية».
مما لا شك فيه أن أرقام الإصابة بفيروس كورونا في تصاعد يومي مستمر، ووصل عدد المصابين في مختلف دول العالم إلى نحو 28 مليون إصابة نتج عنها ما يزيد على 900 ألف وفاة.
الأوروبيون يقيمون بطولاتهم خلف أبواب مغلقة لا تسمح بدخول الجماهير، رغم وجود بعض الحالات التي سمحت بدخول عدد قليل من المتفرجين قياسا بسعة الملعب، وفق شروط صحية تفرض تباعدا بين المتفرجين تحسبا من الإصابة بالمرض الفتاك.
قد لا يختلف اثنان على أن الصحة هي الأولوية، لكن العالم أصبح يفكر اليوم بطريقة مختلفة عما كان عليه الحال في بداية الجائحة، وأصبحت هناك قناعات راسخة، في ظل عدم وجود لقاحات وعقاقير معتمدة حتى اللحظة لمعالجة «كوفيد 19»، ومع احتمال بقاء المرض لسنوات، أنه لا بد من «التعايش» مع الوضع الوبائي بحذر، دون تعطيل الحياة العامة والمصالح الاقتصادية، بعد أن تدهورت الأوضاع الاقتصادية في كل مكان.
من هنا تبدو عودة الجماهير إلى الملاعب خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، أمرا متوقعا في الملاعب الأوروبية، لكن بنسب بسيطة ومتدرجة محكومة بالحالة الوبائية التي ستكون سائدة آنذاك.
أردنيا، أيقنت الحكومة وبناء على معطيات ملموسة، فشل سياسات «الحظر الشامل» وزيادة عدد ساعات الحظر الجزئي، بعد أن ضاقت القطاعات الاقتصادية والسياحية ذرعا، وباتت فاتورة الخسائر في تصاعد مستمر.
صحيح أن عدد الإصابات في تزايد مستمر، ولا أحد يعلم فيما اذا كنا قد دخلنا في موجة جديدة من الإصابات، أكثر «عنفا» من تلك التي سادت في الأشهر الثلاثة الأولى من اكتشاف أول إصابة، أو أن الإصابات الجديدة هي امتداد لسابقاتها ونتاجا لمتغيرات ربما ساهم فيها حدوث خلل ما على المعابر الحدودية، لكن مع ذلك كله فإن المواطنين يمنون النفس بعودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها إلى أبعد حد ممكن، ومن ضمن ذلك تأتي تمنيات الأندية الرياضية بأن يؤخذ بعين الاعتبار السماح بشكل تدريجي بعودة الجماهير إلى الملاعب والصالات الرياضية بشكل متدرج وآمن، لانقاذ الأندية والاتحادات من حالة الفقر والبؤس التي تعيشها الآن… أعتقد بأن اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية يمكنها التقدم بمشروع عودة متدرجة للجماهير طبقا لإجراءات صارمة تفرض تباعدا بين المتفرجين على المدرجات.