إعادة تدوير مستلزمات المدرسة.. متطلب أسري للتخفيف من الأعباء!

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- غابت أجواء التحضير للمدرسة والتي كانت تتحقق عبر توفير الآباء مستلزمات المدرسة وما يحتاجه الطلاب من قرطاسية وغيرها من أدوات، فبعد أن أصبح "التعلم عن بعد"، تم الاستغناء عن تلك الأدوات المدرسية المرتبطة بـ"التعلم الوجاهي المباشر".اضافة اعلان
ومع بدء الفصل الدراسي الثاني وعودة التعليم الوجاهي لبعض الصفوف، ووسط حالة من عدم الاستقرار تعانيها عائلات، ومع تطورات الحالة الوبائية، وجدت أمهات فرصتهن في الاستعداد "المتواضع" بالتجهيز لمستلزمات المدرسة، من قرطاسية وتبعاتها، وإعادة استخدام وتدوير أدوات المدرسة منذ الفصل الأول، وتقديمها للطفل بشكل لافت.
"إعادة استخدام الأدوات المدرسية وتدويرها للفصل الثاني" هو أسلوب اتبعته ختام موسى، وهي أم لأربعة أطفال في المرحلة المدرسية، جميعهم يحتاجون إلى الدفاتر والأقلام والألوان، ولكن قبل بداية الفصل الدارسي الثاني بأيام، عمدت إلى جمع كل ما تبقى من القرطاسية المتوفرة لديها في البيت من الفصل الأول، لتكتشف أن لديها الكثير منها، بسبب عدم اضطرار أبنائها إلى استخدامها بشكل واسع خلال الفصل الأول.
وترى ختام أن الدراسة "وجاهياً"، كما في السابق، تتطلب مستلزمات مدرسية بكميات كبيرة، وخاصة للأطفال؛ حيث كانت تضطر إلى شراء كميات كبيرة منها مع بداية كل فصل، إلا أن الفصل الماضي كان مختلفا بكل المقاييس، كون الطلبة التزموا البيوت، وانخفضت نسبة استخدام الأقلام والدفاتر.
وكان الطلبة قد استعدوا بشكل متكامل بداية العام الدراسي الحالي لبدء الدوام في المدارس، كالمعتاد، إلا أن ما آلت إليه الظروف المحيطة من زيادة لأعداد المصابين بفيروس كورونا وظهور حالات بين طلبة المدارس والمعلمين أدى إلى إغلاقها بشكل كامل، والتوجه للتعلم عن بعد، الأمر الذي أدى إلى الحد من استخدام الأدوات المدرسية سواء للدروس المنهجية أو بالنشاطات اللامنهجية.
وترى والدة الطفل فارس في الصف الرابع، أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك استعداد نفسي ومعنوي للطفل لتحفيزه للعودة إلى الدراسة بحماس، لذا حرصت على تحضير القرطاسية لصغيرها وتجليد الكتب، حتى وإن كان التعلم عن بعد هو الطريقة المتاحة الآن.
وتؤكد أم فارس أن كثيرا من العائلات لجأت للتحضير للمدرسة فقط لطلبة الصفوف الأولى، حتى يكون لديهم دافع للذهاب إلى المدرسة وإظهار الحماس ويكونوا على أهبة الاستعداد، خاصة الأطفال في المرحلة المبكرة من المدرسة، كونهم يتأثرون بكل ما هو جديد وبما يبعث السعادة في نفوسهم.
بيد أن ذلك لا يمنع من أن يكون هناك "اقتصاد وترشيد في استخدام مستلزمات المدرسة"، وخاصة في ظل الظروف التي تعانيها العديد من الأسر جراء الآثار الاقتصادية التي طالت مختلف القطاعات، وبالتالي انخفاض مستوى الدخل لدى الكثيرين، خاصة ممن لديهم أكثر من ابن في المدرسة ويحتاج إلى "مصروف إضافي".
ولكن هذا النوع من التوفير والاقتصاد، وإعادة التدوير والاستخدام للأدوات المدرسية، يتطلب تعاونا وتنسيقا بين أولياء الأمور والمدرسة، كما ترى خبيرة التدبير المنزلي منيرة السعيد، التي تؤكد أهمية أن يجد الأهل وسيلة ليستفيدوا من كل ما تبقى من لوازم المدرسة منذ الفصل الدراسي الأول، وهذا من شأنه أن يخفف من العبء عليهم مع متطلبات لا تنتهي حتى وإن كان التعليم عن بُعد أو وجاهياً.
وتقول السعيد إن التعاون في هذه المرحلة هو مطلب، لكي يستطيع الأهل "مجاراة" مطالب الأبناء، ولكن على المدرسة أن تفسح المجال للأهل بأن يقتصدوا في استخدام الأدوات المدرسية بمختلف أنواعها، فعلى سبيل المثال، يمكن للطلبة استخدام الدفاتر ذاتها التي تم استخدامها في الفصل الأول، في حال كانت تصلح لذلك، على أن لا تعاود المعلمة طلب دفاتر جديدة، حتى وإن كان التعليم وجاهيا كذلك.
كما تنصح السعدي، الأمهات، بتهيئة وترتيب كل مستلزمات المدرسة، من أقلام، حقائب مدرسية، وبطريقة جميلة تلفت انتباه الأبناء، خصوصا الصالحة للاستخدام، إضافة إلى ملابس الرياضة والزي المدرسي الذي قد يضطر بعض الأهل لشراء بديل عنه نظراً لمرور فترة على عدم استخدامه.
كما تتمنى السعدي على أمهات الطلبة، خلال هذه الفترة، استخدام مواد من البيت وإعادة تدويرها لعمل الأنشطة التي يحتاجها الطلبة في التجارب والدروس اليومية فيما بعد، والتي من شأنها أن تسهم في توفير "مصاريف المدرسة"، وأن يقتصد أولياء الأمور في ذلك، كون الطلبة يحتاجون كذلك إلى مستلزمات أخرى خلال الدوام الوجاهي، مثل الكمامات والمعقمات.
ويُشار إلى أنه، ومنذ بداية العام الدراسي الحالي، بين تجار في قطاع صناعة القرطاسية والمكتبات والأجهزة المكتبية، أن القطاع يعاني من غياب الإقبال على شراء القرطاسية، والحركة ضعيفة جداً، خاصة مع وجود التعلم عن بُعد الذي يستدعي الحد من استخدام المواد المكتبية المختلفة.