إلى أين تتجه إيران وداعش الآن

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوسط نظيره السوري بشار الاسد واحد قادته العسكريين في سورية الاثنين الماضي - (ا ف ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوسط نظيره السوري بشار الاسد واحد قادته العسكريين في سورية الاثنين الماضي - (ا ف ب)

إسرائيل هيوم

ايال زيسر

14/12/2017

في صباح يوم الإثنين وصل الرئيس الروسي بوتين في زيارة خاطفة لسورية للاحتفال مع جنوده بانتصارهم وانتصار روسيا وانتصاره هو شخصيا في الحرب على سورية. لقد أعلن بوتين أن داعش هزم وفقد معظم المناطق التي احتلها في شرق سورية، لذلك يمكن سحب القوات الروسية الموجودة في الدولة.اضافة اعلان
مع ذلك، فإن صورة اليوم من سورية لم تكن صورة انتصار بوتين مع جنوده بل صورة الرئيس السوري بشار الاسد، الذي جاء لاستقبال بوتين، وهو يمنع من قبل ضابط روسي للتأكد من أنه لن يسير إلى جانب بوتين اثناء قيام الاخير باستعراض حرس الشرف، بل أن يسير خلفه كإشارة إلى أنه رئيس دولة تحت وصاية الامبراطورية الروسية.
ولكن في الوقت الذي كان فيه بوتين يحتفل بالانتصار على داعش، الذي من أجل تحقيقه ساهم الأميركيون أكثر من الروس، حاول شاب مسلم مهاجر من بنغلاديش، عمل بالهام من داعش، تنفيذ عملية قتل جماعية في قلب نيويورك. لحسن الحظ لم يتمكن من تنفيذ ذلك، لكن احداث سابقة في منهاتن وفلوريدا وفي ارجاء أوروبا تسببت بعشرات بل مئات القتلى والجرحى.
يتبين أن داعش ربما هزم في ساحة القتال في سورية والعراق، لكنه ما زال حيا ويتنفس وربما يرفس، وبالتأكيد كرؤية ايديولوجية يمكنه تحريك شباب مسلمين في ارجاء العالم لتنفيذ عمليات إرهابية بتوجيهاته. اضافة إلى ذلك، في سورية والعراق أيضا التنظيم لم تتم تصفيته وما زال نشيطا كتنظيم عصابات يمكن أن يعود ويرفع رأسه، بالضبط كما يقوم بذلك بنجاح كبير فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء. إن نظرة واقعية وحكيمة بخصوص تهديد داعش طرحها رئيس الأركان أيزينكوت عندما شرح قبل بضعة أسابيع بأن "من السابق لأوانه تأبين داعش. فالأمر يتعلق بظاهرة وفكرة أبعد من التنظيم. إن مواجهة داعش ستستمر لسنوات كثيرة". في إسرائيل يقدرون أن داعش يمكن أن يذهب إلى ليبيا أو اليمين حيث له هناك موطئ قدم منذ الآن.
من المثير التوضيح أن هناك شريكا لرئيس الأركان في هذا الموقف، وهو وزير الاستخبارات الإيرانية محمود علاوي، الذي حذر في يوم الثلاثاء الماضي في تصريح من طهران بأن داعش ما زال يشكل تهديدا لأنه حتى إذا فقد معظم المناطق التي احتلها، إلا أنه ما زالت بحوزته كميات كبيرة من السلاح، إضافة إلى ذلك الأمر يتعلق بتنظيم لنشطائه تجربة عملية وقدرة لا يجب الاستخفاف بها. الوزير الإيراني اضاف بأنه الآن، وبعد أن فقد داعش موقعه الجغرافي في سورية والعراق، يمكن أن يتوجه إلى دول مثل باكستان أو افغانستان واستغلال ضعفها للسيطرة عليها، أو على الاقل أن يؤسس لنفسه موطئ قدم فيها.
يجب التعامل مع هذه الاقوال بجدية، رغم أنه يبدو أن الوزير الإيراني عبر عن رغبة إيران في استخدام تهديد داعش كمنبر لدفع طموحات طهران للسيطرة على محيطها، بداية على غرب آسيا، العراق وسورية ولبنان، والآن في الشرق في افغانستان وباكستان.
واشنطن هي التي فتحت امام طهران الباب نحو الشرق والغرب عندما دمرت لأسباب جيدة ومبررة في حينه نظام طالبان في افغانستان في شتاء 2001 ونظام صدام حسين في ربيع 2003. هذان النظامان كانا من أشد الاعداء لنظام آيات الله وأغلقا على هذه الدولة من الاتجاهين، لكن كما أسلفنا، تمت تصفيتهما على أيدي الولايات المتحدة.
يمكن الافتراض أن الايرانيين يأملون أنه مثلما أن الفوضى التي اثارها داعش في العراق وسورية، يمكنهم الحصول على موطئ قدم في هذه الدول، وهكذا يمكن أن يفتح هذا التنظيم الباب امامهم لزيادة نفوذ إيران في باكستان وافغانستان. هذه منطقة فيها هيمنة سنية، بالضبط مثلما كانت الحال في العراق وسورية في حينه. ولكن فيها أيضا طوائف شيعية كبيرة والتي منها جند الإيرانيون متطوعين للمحاربة في سورية والعراق.
داعش وإيران هما وجهان لنفس العملة: كل منهما يحارب الآخر، لكنهما يغذيان ويقويان الواحد منهما الآخر.