"إلي ما بيلزمك بيلزم غيرك" مبادرة تطوعية تساند الأسر العفيفة وتخفف همومهم

ربى الرياحي

عمان- حب الخير والسعي لمساندة كل من يحتاج للمساعدة واحتضان أوجاع الناس وهمومهم هي ملامح إنسانية تؤكدها المبادرة التطوعية "إلي ما بيلزمك بيلزم غيرك" والتي قامت بإطلاقها هالة عمرو، لكونها امرأة محبة للعطاء تلامس بحب قلوبا أضناها الحرمان وتبحث فقط عن أبسط احتياجاتها.اضافة اعلان
عمرو، وبالتعاون مع مجموعة من النساء، تحاول جاهدة التخفيف عن أسر ترفض، وبالرغم من احتياجها الشديد، إظهار عوزها وقلة حيلتها، قربها إنسانيا من الناس مكنها من الدخول إلى بيوت تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة رغبة منها في أن تكون سببا في رسم ابتسامة على وجوه بريئة لم تذق من الحياة إلا قسوتها.
تقول: "فكرة المبادرة جاءت بشكل عفوي وبدافع إنساني قائم على نشر الخير في كل مكان، ولكل من هو بحاجة للمساعدة"، موضحة "أن الخير لا يقتصر على فئة بعينها، وأن المساهمة في غرس روح التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع مسؤولية مشتركة على الجميع الالتزام بها حتى نتمكن من الشعور بالرضا عن ذواتنا".
وتتابع "إحساسنا ببعضنا بعضا يخلق لدينا حتما حافزا لفهم حقيقة مهمة، وهي أن هناك عائلات تعيش بيننا تعاني بصمت، أطفالها يفتقدون للملابس والأحذية وحتى للطعام والدفء".
تقول إن إدراكها لهذه الحقيقة المرة دفعها لأن تبادر ذاتيا إلى الاستعانة بقريباتها وصديقاتها، وجمع كل ما هو فائض على حاجتهن، ولم يعد يلزمهن، ومن ثم تقديمه بشكل طرود خيرية للأسر العفيفة، لافتة إلى أن المساعدات التي يتم توزيعها مستعملة، لكنها صالحة للاستخدام كالمدافئ والملابس والأحذية والأغطية، بالإضافة إلى تأمين الكاز والمواد التموينية والخبز والأدوية ولوازم أطفال حديثي الولادة، وأيضا المساعدات النقدية، وكل ذلك يتم بجهود فردية ومشاعر إنسانية صادقة مبنية على المحبة والدفء والإحسان بعيدة كل البعد عن المنة أو الشفقة أو الإهانة.
وتبين أن المبادرة نجحت في مساعدة مائتي عائلة، وذلك بأقل من شهرين تقريبا ومن أبرزهم: طلاب المدارس، كبار السن، ومرضى السرطان. معتبرة أن ما يميز هذه المبادرة هو عدم وجود أي شروط من شأنها أن تحجم الخير، وتحد من انتشاره، كما أنها تركز على فكرة الاحتياج الحقيقي بعيدا عن أولئك الذين يدعون الفقر، بالإضافة إلى حرصها كمبادرة على خصوصية الأفراد، وعدم تعريضهم للإحراج من خلال الحديث عن أوضاعهم المادية واستغلال أوجاعهم لمصالح شخصية.
وتجد صاحبة المبادرة هالة عمرو أن مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "واتساب" كان لها دور كبير وفعال في انتشار المبادرة وزيادة عدد النساء المنضمات لها، وأيضا السرعة في تأمين التبرعات لأصحابها مع إعطاء الأولوية للحالات المستعجلة.
وتؤكد أن الحرص على الوصول لأكبر شريحة من الأشخاص المتعففين يتطلب بالطبع تكثيف الجهود والإقبال أكثر على فعل الخير وجعل التطوع جزءا من الحياة اليومية للشخص، مشيرة إلى أهمية وجود أشخاص داعمين لمثل هذه الأفكار الإيجابية والتي تمتاز بطابعها الإنساني البحت خطوة أولى في طريق إيجاد مجتمع متماسك متعاضد يشعر بعضه بعضا.
تقول "كل شخص ومن خلال مكانه قادر على تغيير حياة الكثيرين، ممن أنهكتهم الظروف المادية الصعبة هؤلاء فقط يحتاجون للقليل، لكي يستعيدوا ابتسامتهم ويكون بإمكانهم أن يعيشوا واقعهم برضا وسكينة".
قصص كثيرة مؤلمة عنوانها الفقر تسعى المبادرة إلى انتشال أبطالها من القهر والحرمان والوجع تبحث عن كل ما من شأنه أن يدخل السعادة إلى قلوبهم حتى لو بأبسط الأشياء.
هالة، ومن خلال موقعها، تطمح لأن تصنع فارقا في حياة هؤلاء الأشخاص تبذل كل ما في وسعها لمسح الألم عن أرواحهم الحزينة. وكل ما تتمناه هو أن تغطي المبادرة جميع محافظات المملكة ويزيد عدد المنتسبين لها والمنتفعين منها. حلمها بأن يتحقق التكافل فعليا يحرضها على العطاء والمضي قدما نحو واقع خالٍ من المصالح والحرمان والظلم.