إمكانية التصعيد مع إيران ومواليها ليست عبثية

إسرائيل هيوم بقلم: د. عيران ليرمان 29/10/2019 في عصر الاستقطاب السياسي، وفي ذروة المحاولات لتشكيل حكومة جديدة، من السهل الاستخفاف بالتحذيرات حول احتدام التهديد من جانب ايران (ومنفذي كلمتها في لبنان، سورية، العراق أو حتى اليمن) كتهديدات عابثة تلاعبية: غير أنه ليس هكذا هو الحال. فالتحذير في مكانه، مهما كانت آثاره السياسية؛ والحاجة الى التكتل الوطني في وجه التحديات التي على الابواب ملموسة وملحة، حتى وان لم يكن واضحا كيف ستترجم الى لغة الفعل. ثمة لقيادة طهران – أي الزعيم على خامينئي والموالين له في المؤسسة العسكرية والاستخبارية والحرس الثوري، مثل قاسم سليماني – اسباب وجيهة للسعي في هذه الايام الى التصعيد في التوتر، سواء في المنطقة كلها أم حيال اسرائيل. في اساس الامور توجد بالذات الازمة المتعاظمة التي يعيشها النظام، عقب النجاعة المتصاعدة للعقوبات الاميركية التي كادت تعطل تصدير النفط تماما – وأدت الى هبوط ساحق في حجم الانتاج القومي ومداخيل الدولة. لولا هذه الازمة، لكان معقولا الافتراض (وهكذا بالفعل قدر العديد من المحللين، حتى الاشهر الاخيرة) بأن ايران كانت ستختار استراتيجية "الغوص" الى أن يمر الغضب، وحتى نهاية ولاية ترامب. اما حقيقة انها اختارت طريقا آخر عنيفا ومشبعا بالمخاطر، فتدل على ان قادة النظام توصلوا الى الاستنتاج بأن مقدرات إيران لن تكفي حتى ذلك الحين أي كانون الثاني (يناير) 2021؛ او 2025؟) وهي ملزمة بأن تهز المنطقة كلها منذ الآن، ومحاولة فرض خوض المفاوضات على الولايات المتحدة على خلفية التهديدات بمزيد من التصعيد. من هنا موجة الاستفزازات التي اجتاحت المنطقة ومحاولات إشعال جبهة الجولان باستخدام الحوامات؛ عملية اطلاق الصاروخ المضاد للدروع من لبنان؛ اطلاق صواريخ من غزة عمليات ضد اهداف اميركية في العراق؛ اسقاط المسيرة الاميركية؛ تلغيم سفن في مضائق هرمز؛ ودرة التاج، الهجوم الذي نفذه حسب رأي كل محافل الاستخبارات في الغرب الحرس الثوري بشكل مباشر، ضد اهداف ارامكو في السعودية. في هذه الظروف، فإن إمكانية المزيد من التصعيد، سواء بشكل مباشر – في عملية مباشرة للحرس الثوري او وزارة الاستخبارات الايرانية ضد هدف اسرائيلي (في البلاد او في الخارج) – أم من خلال مبعوث مثل حزب الله، الميليشيات الشيعية في سورية وفي العراق، او الحوثيين في اليمن – هي حقيقية جدا. وهي تتطلب تأهب استخباري اعلى؛ جاهزية وقدرة على الردع، للاحباط وللرد؛ واستعداد سياسي مناسب، الى جانب التكتل السياسي الداخلي. لعل ايران لا تحتاج الى نصب صواريخ في اليمن من ناحية المسافة – فهي اقرب بكثير من حدود اسرائيل: ولكن ميلها لاستخدام المبعوثين لإدارة حروبها يمكنه، نظريا على الاقل، ان يجعلها تستخدمهم ضدنا، مثلما استخدمتهم للهجوم على اهداف اخرى (بما فيها مطارات مدنية) في قلب اراضي السعودية. ثمة سبب حقيقي للتأهب في منظومات الاستخبارات الاسرائيلية، في الجيش وفي ممثليات اسرائيل في الخارج.اضافة اعلان