إيران: إعدام مدان بالتجسس لأميركا وإسرائيل ساعد باغتيال سليماني

طهران-أعدمت السلطات الإيرانية امس مترجما سابقا أدين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك المساعدة على تحديد موقع الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بضربة نفّذتها طائرة أميركية مسيرة مطلع العام، وفق ما أفاد القضاء. وكاد مقتل سليماني بغارة لطائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد في كانون الثاني/يناير يشعل نزاعا بين إيران والولايات المتحدة. وأفاد موقع "ميزان أونلاين" المرتبط بالسلطة القضائية بأنه "تم تنفيذ الحكم الصادر بحق محمود موسوي مجد صباح الاثنين(أمس) بتهمة التجسس لتغلق بذلك قضية خيانته لبلده إلى الأبد". وقال الناطق باسم القضاء غلام حسين إسماعيلي للصحفيين في وقت سابق هذا الشهر إن مجد تجسس "على أجهزة أمنية عدة، خصوصا القوات المسلحة وفيلق القدس وتحرّكات الشهيد قاسم سليماني". وأدين مجد بتلقي مبالغ مالية كبيرة من كل من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي، بحسب إسماعيلي. وكان سليماني يترأس فيلق القدس المكلّف عمليات الحرس الثوري الإيراني الخارجية. وردّت إيران حينها بإطلاق وابل من الصواريخ البالستية على القوات الأميركية المتمركزة في العراق، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فضّل عدم الرد عسكريا. وبينما لم يسفر الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد في غرب العراق عن سقوط قتلى في صفوف الجنود الأميركيين، إلا أن العشرات منهم تعرّضوا لارتجاج في الدماغ. ويذكر أن مجد هاجر إلى سورية مع أفراد عائلته في سبعينيات القرن الماضي وعمل كمترجم باللغتين الإنكليزية والعربية في إحدى الشركات، بحسب "ميزان أونلاين". ومع اندلاع الحرب في سورية، اختار البقاء بينما فرّت عائلته. وأفاد الموقع بأن "إلمامه باللغة العربية والجغرافيا السورية جعله مقربا من المستشارين العسكريين الإيرانيين وتولى مسؤوليات في مجموعات متمركزة من إدلب إلى اللاذقية. لم يكن مجد عضوا في الحرس الثوري "لكنه تسلل إلى العديد من المناطق الحساسة تحت غطاء أنه مترجم"، بحسب موقع "ميزان أونلاين". وتبين أنه تلقى "أموالا من الاميركيين لكشف معلومات بشأن قوافل المستشارين والمعدات العسكرية وأنظمة الاتصالات والقادة وتحركاتهم والمناطق الجغرافية المهمة وشيفرات وكلمات المرور" إلى أن خضع لنوع من المراقبة وتم تخفيض إمكانية وصوله إلى المعلومات الحساسة. وبث التلفزيون الرسمي الإيراني تسجيلات مصوّرة قال إنها لأحد الوسطاء بين مجد و"سي آي أيه"، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف أمره بعد اعتراض اتصالات جرت بينهما. كما بث تسجيلا مصوّرا ذكر أنه لاعترافات مجد قال فيه الأخير إنه تلقى رسائل مشفرة وقدم للجهات التي يتعاون معها وثائق تشمل "صورا ووثائق تعريفية للقوات وقادتها". وأشار التقرير إلى أنه كان يخطط كذلك للتعاون مع أجهزة الاستخبارات السعودية قبل أن يتم اعتقاله. وأفاد موقع "ميزان أونلاين" أنه تم إلقاء القبض عليه في تشرين الأول/أكتوبر 2018. وأعلنت إيران الأسبوع الماضي إنها أعدمت شخصا آخر، وهو رضا أصغري بعدما أدين بالتجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية وبيعها معلومات بشأن برنامج الصواريخ الإيراني. وعمل أصغري في وزارة الدفاع لسنوات لكنه تقاعد قبل أربع سنوات وبعد ذلك باع "معلومات كانت بحوزته بخصوص برنامج الصواريخ" الإيراني لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مقابل مبالغ كبيرة من المال، وفق ما أفادت السلطات الإيرانية. وفي شباط/فبراير، حُكم بالاعدام على الإيراني أمير رحيم بور بعدما أدين بالتجسس لتخطيطه لبيع معلومات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وأعلنت طهران في كانون الأول/ديسمبر توقيف ثمانية أشخاص "على صلة بسي آي ايه" تورطوا في الاحتجاجات التي اندلعت في تشرين الثاني/نوفمبر على خلفية رفع أسعار الوقود بشكل مفاجئ. وأعلنت إيران في تموز/يوليو 2019 توقيف 17 إيرانيا في إطار عملية تفكيك "شبكة تجسس" لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية، وحكمت على معظمهم بالإعدام. واعتبرت واشنطن حينها تلك المعلومات بأنها "خاطئة تماما". كما، أعلنت الشرطة الإيرانية توقيف منظمي الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي في جنوب غرب البلاد، وفق ما أفادت وكالة "إرنا" الرسمية. ونقلت الوكالة عن قائد شرطة ولاية خوزستان حيدر عباس زاده قوله إنه "تم التعرّف على وتوقيف جميع من نظموا تجمعا غير قانوني ومخالفا للأعراف في (مدينة) بهبهان"، دون أن يحدد عددهم أو هوياتهم. واندلعت الاحتجاجات يوم الخميس الماضي "مع تجمع عدد محدود من سكان بهبهان وإطلاقهم هتافات مخالفة للأعراف" وفقا لزاده، وهو مصطلح تستخدمه عادة السلطات الإيرانية للإشارة إلى الشعارات المناهضة للنظام. وقالت شرطة بهبهان حينها إن الحشد لم يستجب لدعوات السلطات لإنهاء التجمّع فقامت قوات الأمن بفض الاحتجاج "بحزم" وأعادت "الهدوء" دون سقوط ضحايا أو وقوع أضرار في الممتلكات. وأوضحت أن التجمع كان "للاحتجاج على الوضع الاقتصادي". وأعلن الحرس الثوري الإيراني الخميس توقيف عدد من "المحرضين" الذين كانوا يدعون إلى الاحتجاج في الشوارع في مدينة مشهد (شمال شرق) وأنه تم كذلك تفكيك "مجموعة إرهابية" مرتبطة بحركة مجاهدي خلق في إيران في مدينة شيراز (جنوب غرب). وأفاد "نت بلوكس" وهو موقع إلكتروني يراقب حالات انقطاع الإنترنت افي العالم، بأن الوصول إلى الإنترنت كان صعبا وتعطل لمدة ثلاث ساعات في خوزستان تزامنا مع وقت الاحتجاج تقريبا. وخوزستان هي منطقة رئيسة منتجة للنفط لطالما اشتكى سكانها من إهمال السلطات. وتعد واحدة من عدد قليل من المناطق التي يقطنها عرب سنة في إيران. وانكمش الاقتصاد الإيراني بشكل كبير منذ العام 2018 عندما أعيد فرض العقوبات الأميركية بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي أبرم بين طهران والدول الكبرى في 2015. وأدت جائحة كوفيد 19 إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية في إيران التي أغلقت جزئيا ما أدى إلى تراجع الصادرات وانخفاض حاد في قيمة عملتها وارتفاع معدلات التضخم.-(ا ف ب)اضافة اعلان