"ابن البط عوام"

مثل هذا اليوم هو "ابن البط عوام".
ويقال أيضاً هذا المثل بصيغة أخرى وهي "فرخ البط عوّام"، وكذلك "فرخ البط سبّاح"، وترتبط قصة المثل بالبخلاء وهي على النحو الآتي:اضافة اعلان
يقال إنه نزل أحد التجار ضيفاً على شخص ما في المدينة ولم يعرف أنه بخيل، وكان الضيف جائعاً، فقال البخيل لابنه "يا بني اذهب إلى الجزار وأحضر نصف رطل من اللحم لتطبخه والدتك طعاماً للضيف"، فذهب الولد إلى الجزار وطلب منه اللحم، فقال له الجزار "سأعطيك لحماً لذيذاً مثل الزبد".
وهنا قال الولد في نفسه "سأذهب إلى البقال وأشتري الزبد بدلاً من اللحم"، فذهب الولد إلى البقال، فقال له البقال "سأعطيك زبداً كأنه الدبس"، فقال الولد في نفسه "لماذا لا أشتري الدبس بدلاً من الزبدة"، فذهب إلى التاجر الذي يبيع الدبس، فقال له التاجر "لدينا دبس كأنه الماء في صفائه"، وعندها عاد الولد وقال إذن لماذا أشتري الماء وفي بئرنا ماء عذب..!!
عاد الولد إلى والده وليس في يديه شيء مما طلب الوالد، فسأله "أين اللحم؟!"، فحكى الولد القصة لأبيه فأعجب الأب من فطنة ابنه، ولكنه قال له "لقد استهلكت الشيء الكثير من حذائك وأنت في السوق"، فقال الولد "لا يا أبي لقد لبست حذاء الضيف".
وسمع الضيف الحوار الذي دار بين الوالد وابنه، فقال "ابن البط عوام"، حتى أصبح هذه القول مثلاً يُضرب في الدلالة على توريث الصفات والمهنة بين الأجيال.

خبير التراث الأردني نايف النوايسة
من كتابة (حكاية مثل)