احتفال واسع بذكرى رحيل المخرج السوري فواز الساجر

دمشق- أضاء مجموعة من اصدقاء وطلاب المخرج السوري فواز الساجر الشموع في ممرات "دار الفنون"  في دمشق، ووزعوها حول صور له ولعروضه في الذكرى الحادية والعشرين لرحيله.

اضافة اعلان

وهي "المرة الأولى يتم فيها الاحتفال" بذكرى المخرج السوري الذي رحل العام 1988 إثر أزمة قلبية، على نطاق واسع وبدعوة مفتوحة، بحسب ما قال الكاتب نبيل صالح الذي نظم موقعه الالكتروني "الجمل" الحفل مع أسرة الراحل.

وأوضح صالح أن الاحتفال بالذكرى اقتصر في الاعوام الماضية على "اجتماع هو أشبه بالتأبين يحدث على نطاق ضيق".

واضاف الكاتب السوري أن الحفل اقيم "لتذكير الاجيال الجديدة بفواز الساجر الذي أحدث نقلة كبيرة في المسرح السوري".

وتابع في لهجة لا تخلو من عتب "يجب أن تسأل المؤسسات الثقافية الوطنية لماذا لا تتذكر أبناءها، إذا كانوا لا يتذكرون الأحياء فما بالك بالأموات، وبيننا قامات كبيرة لا احد يتذكرهم حتى يموتوا".

واحتل نحو 200 شخص بهو دار الفنون، ووضعت أمامهم في صدر هذا البيت الدمشقي القديم شاشة كبيرة توالت عليها صور للساجر، قبل أن يتناوب بعض أصدقائه وطلابه على الحديث عنه في شهادات شخصية.

ووجد بعضهم في الاحتفال مناسبة للتعبير عن استيائهم مما آل اليه المسرح السوري، وقال الممثل ايمن زيدان، وهو من طلاب الساجر في أول دفعة خرجها المعهد العالي للفنون المسرحية، "صحيح ان رحيله (الساجر) كان مفجعا، لكنه سيكون من الصعب والمفجع أكثر أن ينتمي إلى المشهد القائم".

وأضاف "يحزننا أنه لا يكون في كل يوم تكريم لهذا الرجل المؤسس".

وروى المخرج مانويل جيجي والكاتب حسن م. يوسف والمخرج العراقي جواد الأسدي (في رسالة بعث بها للمناسبة) وآخرون بعض ذكرياتهم مع الساجر.

وجاءت الشهادات الشخصية مشحونة بالعواطف، وغص الكاتب يوسف وهو يلوم نفسه على رحيل الساجر بعدما كان معه قبل ساعات من الأزمة القلبية التي اودت به، قبل أن يتلو ما جاء في قصاصة عثروا عليها بين أغراض الساجر بعد رحيله، وفيها يلصق المخرج الراحل صفة الضيق بكل مفردات "حياتنا" ويختم "افتحوا الأرض والسماء (...) افتحوا الكون، سيقتلنا الضيق".

وعرض للمناسبة شريط وثائقي كان أنجزه المخرج ثائر موسى بعيد رحيل الساجر كي يعرضه في ذكرى أربعينه. وضم شهادات من والد الساجر والكاتب وليد إخلاصي والمسرحي الراحل سعد الله نوس.

لكن المخرج أوضح أن الفيلم "يعرض للمرة الأولى"، شارحا أن "بعض الحكماء" في التلفزيون السوري "حالوا" من دون عرضه انذاك لاعتراضهم على أمور عدة منها كلام ونوس في الفيلم.

وترد في الفيلم مشاهد من عروض كان أخرجها الساجر للمسرح الجامعي في السبعينات من القرن الماضي، ويظهر فيها بعض الممثلين الذين باتوا نجوما تلفزيونيين، مثل رشيد عساف وسلوم حداد.

ومن على كرسي في مسرح فارغ، سرد سعد الله ونوس كيفية معاناته مع الساجر عندما أرادا تقديم احدى مسرحيات الكاتب المصري ميخائيل رومان (1920-1973) بسبب الاعتبارات الرقابية على النص، وقال "كيف لنا ان نجتزئ (...) وأن ننقل الوضع التاريخي الذي ادى الى قتل المسرح".

وكان ونوس قال سابقا عن الساجر "مع مجيئه، ولدت الرؤية المسرحية في المسرح السوري". وأضاف في شهادة تلتها المسرحية ندى الحمصي في الحفل ان الساجر "حرر قدرة الممثل ونقل المسرح السوري من مرحلة الإخراج المنفذ إلى الإخراج المبدع".

وعلقت رفيف الساجر، ابنة الراحل، على اقامة هذا الاحتفال بذكرى والدها، وقالت "هناك أجيال جديدة تسمع بفواز الساجر لكنها لا تعرف ماذا قدم". وأضافت "لقاء كهذا مهم كي يقول لهم هذا هو فواز الساجر وهذا ما قدمه".

وولد فواز الساجر في احدى قرى منبج (شمال حلب) العام 1948. درس المسرح في موسكو وحاز فيها دكتوراه في الاخراج المسرحي قبل رحيله بعامين وقدم عروضا للمسرح الجامعي.

أسس مع سعد الله ونوس العام 1977 "المسرح التجريبي" في دمشق، وقدم معه أعمالا عدة منها "رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" و"سهرة مع أبي خليل القباني"، فيما أنتج له المسرح القومي مسرحية وحيدة هي "أهل الكهف" التي قدمها قبل أشهر من رحيله العام 1988.