اختتام فعاليات الأسبوع العلمي الثالث في

اختتام فعاليات الأسبوع العلمي الثالث في
اختتام فعاليات الأسبوع العلمي الثالث في

ندوة تناقش الاتجاهات الجديدة في الدراسات التنموية


     اختتمت امس فعاليات الأسبوع العلمي الثالث لكلية الآداب في جامعة فيلادلفيا بندوة (اتجاهات جديدة في الدراسات التنموية)  حيث ترأس الجلسة الأولى د. إبراهيم عثمان، وشارك فيها كل من د. سالم ساري بورقة بعنوان" نحو دراسات تنموية جديدة (إطار نظري)"، ود.  لولسيان تامنيان بورقة بعنوان" نحو دراسات تنموية جديدة".

اضافة اعلان

    أكد د. ساري في ورقته على سقوط النماذج التنموية التقليدية قائلا:"ان الدول العربية منذ حقبة استقلالها، واجهت ضرورات البناء والتطوير والتحديث والتنمية، بدرجات متفاوتة من الإلحاح والأولوية. فلم تكن الدول العربية المستقلة حديثا، منذ خمسينيات القرن الماضي، سوى هياكل جوفاء دون بنى تحتية صلبة، أو بنى فوقية واضحة المعالم".

    وأضاف: ان الاقتصاد كان هو الهم الأكبر للمجتمعات العربية في حقبة الستينيات . وهنا وجدت الدول العربية نفسها تسير، طواعية أو قسرا، نحو الدخول في تحالفات دولية بالانضمام إلى احد المعسكرين الدوليين العملاقين/ المعسكر الرأسمالي الذي تتزعمه أمريكا، والمعسكر الاشتراكي الذي يتزعمه الاتحاد السوفياتي.

    وأوضح قائلا : في حقبة السبعينيات والثمانينيات لم تجد الدول العربية حلولا حقيقية لمشكلاتها الاجتماعية الكبرى، الفقر والجهل والمرض، لذلك لجأت إلى اتباع واحد من النموذجين المسيطرين على الميدان التنموي.كما طرح نماذج من التنمية مثل نموذج التنمية الحديث، ونموذج الحداثة، والتنمية المعولمة حيث بين الفروقات بين كل واحد من هذه النماذج .

    أما عن المرأة  ودراساتها قالت د. لولسيان :" لابد من طرح المنطلقات النظرية لمفهوم التنمية الحديث، أن جميع المجتمعات الإنسانية متشابهة، ويمكن دراستها من خلال طرح نفس الأسئلة البحثية، واستخدام نفس المنهج، ونفس الانساق التحليلية. فالأدوات المستخدمة لدراسة مجتمع غربي يمكن ان تكون هي نفسها أدوات دراسة مجتمع إفريقي .

   ومن الناحية الاجتماعية، فلا بد من تجاوز البنى الاجتماعية التقليدية والمتمثلة في العلاقات الفردية والأسرة الممتدة وتحسين مكانة المرأة وتطوير دورها التقليدي المقتصر على الإنجاب والأعمال المنزلية. وهذه التغيرات لن تتم تلقائيا أو عشوائيا بل لابد من احداثها عن طريق نشر التعليم والثقافة والعقلانية وعن طريق البرمجة والتخطيط".

    وختمت قائلة:" تجاهلت الدراسات مسألة علاقة القوى داخل المجتمع ولم تأخذها بعين الاعتبار في السبعينيات، ونتيجة لنمو الحركة النسوية في الولايات المتحدة المتأثرة بكتابات ماركس وانجلز وخاصة كتاب أصل الأسرة والدولة بدأ بتسليط الضوء على علاقات اللامساواة القائمة بين الجنسين وعلى دونية وضع المرأة وهيمنة الرجل كظاهرة تاريخية تشمل المجتمعات الحديثة، وان تباينت درجة وأشكال الهيمنة الذكورية، نتيجة لهذا. ومن هنا ركزت الدراسات الأنثوية على محاولة تفسير الأساس المادي التاريخي لعلاقات اللامساواة بين الجنسين".

    في الجلسة الثانية التي تحدث فيها كل من د. محمد هاني السيد احمد، ود. فاتح عساف، والزميل د. مهند مبيضين ورأس هذه الجلسة د. توفيق الشومر،استهل د. السيد ورقته بالحديث عن التنمية الناجحة قطرية كانت ام قومية قائلا:"قسمت مفهوم التنمية إلى أربعة أقسام، الأول، زوال قدسية نماذج التنمية القريبة لصالح إيجاد نموذج عربي للتنمية يتفق مع ظروفها ويحافظ على هويتنا الحضارية. اما القسم الثاني فهو معضلات التنمية القطرية وأبرزها التبعية الاقتصادية للدولة القطرية لاقتصاد العالم الصناعي. والقسم الثالث: وهو تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 حول أنماط الإنتاج والنمو الاقتصادي والإنتاجية وتوزيع الدخل، والقسم الرابع الذي يحتوي على عدة دروس يأتي على رأسها ضرورة إحداث تنمية تكاملية بين الأقطار العربية".

    وعن العلاقة الجدلية بين التنمية والديمقراطية تحدث د. عساف قائلا:" لا يمكن تحقيق التنمية دون توفير الديمقراطية، ولا يمكن تحقيق الديمقراطية دون التنمية،  إذا كيف يعقل ان يساهم المواطن في التنمية وهو الغائب عنها؟" وأكد على ان العلمية السياسية تتم من خلال توعية المواطن بدوره السياسي والذي لا يجب ان يقتصر على الذهاب إلى صناديق الاقتراع .

    وأضاف ان عصر العولمة الذي نعيشه الآن قد قصر المسافات بين الشعوب، ولم تعد الشعوب جاهلة لما يدور حولها في هذا العالم، وأصبحت الدول الكبرى تتدخل في شؤون الدول الصغرى في محاولة  منها لفرض قيمها ومفاهيمها في الحرية والتحضر بحيث أصبحنا نفهم انه كي نحصل على الحرية السياسية والحضارة بمعناها الشامل يجب علينا ان نخضع للحضارة الغربية بكل قيمها بغض النظر اذا كانت تناسبنا ام لا.

    وعن إصلاح النظام في الفكر الإسلامي الحديث تحدث د.  مبيضين موضحا:" أن قراءة النموذج الفكري الإسلامي في تونس والبعيد عن عاصمة القرار السياسي الإسلامي في العصور الحديثة من خلال تجربة أحمد بن أبي الضياف مختلفة عنها في النموذج الشامي الذي ظهر في تجربة عبد الرحمن الكواكبي ..

    وأكد على ان النموذج المعاصر للنموذجين السابقين يجسده فكر حسين نائيني في إيران يمكن  الاستدلال من خلاله على إمكانية وجود قواسم مشتركة بين المفكرين العرب والمسلمين في مجال ممارسة النقد السياسي والدعوة لإصلاح النظام السياسي .